الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 26 الى الاخير)

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس و العشرون
أشرقت شمس يوم جديد على سكان  فيلا سيف الذي كان لا يزال على هيأته منذ البارحة نائما
على كنبة الصالون محتضنا  سيلين التي
غفت من شدة البكاء و التعب....
شعر بيدين ناعمتين ټضربان كتفه برفق ليفتح
عينيه و يجد عمته هدى تنظر له بابتسامة و هي
تقول...صباح الخير يا حبيبي....
سيف بصوت خاڤت و هو يرفع رأسه ليجد

سيلين نائمة بجانبة...
صباح النور يا عمتوا...
هدى...أنا آسفة لو خضيتك بس إنتوا نايمين 
في الصالون و ميصحش الشغالين يشوفوكوا
هنا.....
سيف بهمس و هو يرفع جسده للأعلى و معه
سيلين التي لازالت نائمة لا تشعر بشيئ...
معاكي حق يا عمتو...أنا هاخذ سيلين و نطلع
فوق..إحنا إمبارح سهرنا لوقت متأخر و نمنا 
هنا من غير ما حسينا....
هدى بحنو...طيب خذها فوق و كملوا نوم 
و إلا عايزين تفطروا الأول...
سيف بنفي و هو يستقيم ليحمل سيلين...
لا فطار إيه يا عمتي خليه بعدين...
هدى...حاضر يا حبيبي براحتك...
أومأ لها سيف و هو يسير نحو الدرج متجها
لجناحه...وضع سيلين على السرير و غطاها
جيدا ثم دلف الحمام ليستحم و يغير ملابسه....
خرج إلى الشرفة لېدخن إحدى سجائره و هو 
ينظر بعيدا نحو سور الفيلا بغموض....
بعد دقائق دلف من جديد نحو غرفة الملابس 
ثم فتح إحدى أبواب الخزانات و إنحنى 
ليدخلها ثم ابعد الملابس التي بداخلها ليتحسس
الجدار ثم ضعط ضغطة خفيفة في مكان ما 
لتخرج أمامه لوحة صغيرة  تحتوي على عدة أزرار
مسح بكفه فوقها عدة مرات قبل أن يعيد 
إخفاءها من جديد ثم يخرج من الخزانة بهدوء....
عاد نحو سيلين من جديد ليجدها مازلت نائمة
كما تركها...تنهد بضيق لعلمه أن الايام القادمة لن 
تكون سهلة عليهم فظهور هذا الحارس و إختفاءه
بطريقة غامضة ماهو إلا رسالة خفية من عدوه
يخبره فيها أنه يستطيع دخول مملكته في أي 
وقت يريده و فعل أي شي يرغب فيه بسهولة 
رغم ذلك العدد الهائل من الحراس الذين كانوا يطوقون الفيلا....
مرر أنامله على شعرها الذي بدأ لونه الطبيعي 
في الظهور من جديد و هو يفكر كيف لهذه
الصغيرة إبنة التسعة عشر عاما أن تقلب 
حياته رأسا على عقب هكذا...تذكر حياته السابقة
كيف كانت روتينية و مملة قبل ظهورها 
بينما أصبح الان يعد الوقت  بالساعات و الدقائق حتى تكون إلى جانبه...
إستقام من مكانه ليأخذ هاتفه ثم يغادر بعد أن أحكم 
إغلاق باب  الجناح ثم خرج إلى الحديقة 
حيث وجد كلاوس الذي كان يتحدث عبر الهاتف 
الخلوي مع أحد ما...
أنهى كلاوس المكالمة عندما رأى سيف يتجه 
نحوه ليسير هو أيضا إليه.. 
سيف...إيه الأخبار....
كلاوس و قد بدأ على وجهه التعب و الإرهاق...
مفيش جديد...الكلب طلع من الفيلا و كان 
في عربية مستنياه برا و طبعا من غير نمرة 
و آخر مرة ظهرت في كاميرات المراقبة 
على بعد حوالي كيلو و نص...بعدها إختفت 
تماما الظاهر إنهم عارفين كويس مكان الكاميرات 
اللي في الكومباوند....
سيف...داه شي متوقع آدم رغم وساخته 
و حقارته إلا إن حركاته معروفة أي حد يقدر 
يتنبأ بيها...هو عاوز يتخلص مني اكيد بس 
الأول عاوز يدخل معايا في حرب نفسية 
خطته إنه يخليني أقلق و ارتبك من قوته و قدرته
إنه يدخل بيتي بكل سهولة...و هو فعلا نجح
في داه....
كلاوس بخجل...
سيف بيه إحنا مكناش متوقعين إن الحارس 
يطلع من طرفه داه بقاله شهرين بيشتغل معانا 
و كل حاجة كانت عادية حتى تلفونه متراقب 
زي بقية الحرس و مفيش حد لا حظ حاجة 
عليه حتى ملفه أنا قريته مية مرة...نظيف 
عمره ماعمل مشكلة أو كان بيشتغل قبل 
كده في طاقم حراسة وزير الثقافة ..
سيف بانفعال...
أنا ميهمنيش الكلام داه إللي يهمني إنه قدر 
يوصل لمراتي و يخوفها و ياعالم كان ممكن 
يعملها إيه...انا كل ما بفكر في الموضوع داه
أعصابي بتدمر و ببقى عاوز أفرغ مسډسي 
فيك و في حراسك المغفلين..من النهاردة 
تعين إثنين من الحرس يراقبوها لما تبقى 
في الجنينة بس من غير ما تحس...إثنين 
بالنهار و إثنين بالليل.. مش عاوز عينهم
تغفل عليها ثانية واحدة....لحد ما اشوف
حل للحيوان داه و أخلص منه نهائي 
و المرة دي مش هتردد و لا هعمل حساب 
لصلة الډم اللي بينا...
كلاوس بطاعة...حاضر يا سيف بيه...
سيف...تمام نص ساعة و تجهز العربيات 
و تتحركوا مش عاوز أي حد يشك إن اللي 
هيروح الشركة النهاردة داه شبيهي...
كلاوس...أي أوامر ثانية...
سيف...لا...
قفل سيف راجعا لجناحه بعد أن أعطى جميع 
تعليماته لكلاوس و التي كان مفادها إحضار
رجل و جعله شبيها بسيف ليذهب مكانه إلى 
الشركة هذه الفترة حتى يعتقد آدم أن الفيلا 
خالية...
في قصر عزالدين.....
نزلت إنجي الدرج بخطوات متعبة و ملامح 
متجهمة...منذ يومين لم تذق طعم النوم و هي 
تفكر في إختفاء هشام المفاجئ حتى انها 
سألت عنه كثيرا دون فائدة كما أنها تفاجأت 
أن لا أحد يعلم بخبر سفره للندن لتقرر اليوم 
الذهاب إلى المستشفى علها تجده هناك ...
هالات سوداء ظهرت أسفل عينيها أما وجهها 
فقد بدا شاحبا حتى مساحيق التجميل لم 
تنجح في إعادة نضارته السابقة...
وجدت زوجة عمها ووالدتها تجلسان في 
صالون المنزل كعادتهما لكن هذه المرة كان
برفقتهما ديفيد جواهرجي العائلة الذي 
كان يزورهم بين الحين و الاخر محملا 
بأجمل و أفخر الأطقم الألماسية....
سناء...نوجة حبيبتي...جيتي في وقتك 
تعالي شوفي ال collection 
الجديدة اللي جايبها ديفيد تحفة...أنا 
إخترتلك الطقم داه عشان عارفة ذوقك...
جلست إنجي بجانبها تنظر للطقم الألماسي
الذي إختارته والدتها بعدم إهتمام و هي تقول...
و إيه الفايدة ما إنت عارفة إني مش هقدر ألبسه
إنت ناسية تعليمات جدي...
سناء...لا مش ناسية بس...
نظرت لإلهام التي كانت مشغولة بفحص 
أحد الخواتم الماسية الكبيرة ثم همست في 
اذنها بصوت منخفض...
خلي هشام هو اللي هيدفع ثمنه..
أحست إنجي باضطراب معدتها عند ذكر
إسم هشام لتجيبها محاولة التماسك أمامها...
بس داه غالي اوي و انا مش عاوزة أكثر
عليه....
سناء بعدم مبالاة...متقلقيش عليه داه معاه
فلوس قد كده..دي حتى أمه قالت إنه هيفتح
مستشفى خاص بيه....
إنجي...ربنا يوفقه....
قاطعت حديثهم إلهام التي كانت تمسك 
بطقم تريد أن تريه لسناء قائلة...
بصي داه.. حلو اوي...
سناء بعد أن ألقت عليه نظرة...
فعلا..شيك جدا...
دايفد متدخلا...
طول عمرك ذوقك حلو يا إلهام هانم...
الطقم داه إتعمل منه قطعة واحدة بس 
و انا قلت إنها مش هتليق غير عليكي 
عشان عارف ذوقك فريد من نوعه و مش 
بيعجبك غير القطع النادرة و المميزة...
إلهام بغرور...
طبعا إلهام عزالدين مش بيعجبها أي حاجة 
أنا هاخد الطقم داه و شوف سناء هانم  هتاخذ
إيه
أغلقت العلبة ثم وضعتها على الطاولة 
ثم إلتفتت نحو سناء التي إختارت بدورها 
طقما بسيطا...
بعد دقائق جمع ديفيد و مساعديه بضاعتهم 
ثم غادروا...
إلهام و هي تضع ساقا على الأخرى قائلة
و هي ترمق إنجي بنظرات ذات معنى...
هو أنا مقلتلكيش يا نوجة...مش هشام 
سافر لندن النهاردة....
إنجي...اه عارفة...ربنا يوفقه....
إلهام...آمين...بس هو مش هيقعد كثير 
عشان عاوز يفتح مستشفى خاص....
إنجي و هي تقف من مكانها بارتباك واضح...
عن إذنكوا أنا لازم اروح إتاخرت على الجامعة...
هرولت راكضة نحو الخارج تحت نظرات 
سناء المندهشة و إلهام الحاقدة التي 
كانت سعيدة جدا لأن إبنها و أخيرا إبتعد 
عن إبنة امين كما تسميها....
في الخارج كانت إنجي تبكي بقوة داخل 
سيارتها و هي تردد من بين شهقاتها...
حقېر....ال
ظلت عدة دقائق تبكي قبل أن تمسح دموعها
فجأة ثم أخرجت هاتفة محاولة الاتصال 
بهشام لكنها وجدت هاتفه مغلق كحاله
منذ ثلاثة أيام.....
في فيلا ماجد عزمي....
تثاءبت يارا بنعاس و هي تمد يدها لتبحث
عن هاتفها....سمعت صوت مروى لتفتح عينيها..
مروى...صباح الخير...و أخيرا صحيتي..
يارا بتعب ...صباح النور....لابسة كده و رايحة على 
فين...تحدثت يارا عندما وجدت مروى مرتدية 
لملابسها...
مروى بضحك...رايحة على بيتي.. بقالي يومين 
قاعدة معاكي هنا..متهيألي كفاية...
يارا و هي تزيح اللحاف من فوقها...بس انا محتاجاكي جنبي اليومين دول ما إنت عارفة...
مروى...لا عارفة و لا حاجة.. متهيألي إننا تكلمنا في الموضوع داه كثير و فهمتك إزاي تستغلي نقطة
هوسه بيكي لصالحك  ....
يارا بانرعاج...بس داه مش حل...أنا أصلا مش 
بطيق أبص في وشه إزاي همثل إني 
بحبه و متقبلاه و بعدين هو مش غبي 
عشان يتخدع كده بسهولة.....
مروى و هي تجلس بجانبها قائلة بهدوء...
يويو حبيبتي انا عارفة إن ده صعب عليكي 
بس إنت مضطرة تعملي كده.. عشان حاليا
مفيش قدامك
غير الحل داه و إنت اصلا مش بتمثلي...
و لا بتخدعيه...داه هو بنفسه بيطلب منك 
إنك تسمعي كلامه و توافقيه على  كل حاجة
يطلبها منك...بالعربي كده هو عاوزك تطيعيه
زي العبدة مقابل إنه يعاملك حلو...ماهو قلك 
كده بالحرف الواحد...نصيحتي إسمعي كلامه 
و نفذيه عشان إنت اكثر واحدة مجربة زعله...
يارا...اوووف بقى انا زهقت و تعبت نفسي 
ارجع ثاني حرة زي زمان...نفسي انام و اصحى 
الاقي نفسي بحلم و إن اللي عشته الشهور اللي 
فاتت كان مجرد وهم....
مروى و هي تربت على ساقها...متقلقيش 
إن شاء الله كل حاجة هتتحل اصبري بس 
شهرين كده و يزهق منك و ساعتها هترتاحي....
يارا و هي تزيح يدها پعنف...يا سلام يعني
أستنى سيادته عشان يزهق مني...
مروى...طيب قوليلي في حل ثاني ما إنت 
جربتي كل حاجة و بردو مش نافع...اللي زي 
صالح عزالدين داه متنفعش معاه القوة...و لوي
الذراع...
يارا...عارفة بس انا أعصابي تعبت مبقاش فيا 
حيل أتحمله...كل يوم بلاقي نفسي غرقانة
معاه في مصېبة اكثر...
مروى... عشان كده لازم تبينيله إنك خلاص 
إستسلمتي عشان يحس إنه حقق إنتقامه 
منك....و بكده هيزهق و يسيبك...
يارا باستنكار...إنت ليه عاوزاني اذل نفسي
له أكثر من كده...
مروى...عشان متتأذيش...مقاومتك ليه يعني 
أذية اكثر...
يارا...بردو مش بإيدي...أنا كلما أشوفه ببقى 
عاوزة أقتله عشان أخلص من سجنه..
مروى...و انا زيك بس هنعمل إيه مفيش في 
إيدينا حاجة نعملها...لازم نصبر و أكيد 
هييجي يوم و ربنا ياخذلك حقك منه...
بس قوليلي يا يويو هو يعني لو جا يوم 
و صالح بيه...طلب منك إنك تسامحيه
و تبدأوا حياة جديدة مع بعض هتوافقي...
يارا بلهجة مستنكرة...إيه اسامحه مستحيل
طبعا...
مروى...طب ليه
يارا و ترفع حاجبها پصدمة...
نعم...إنت بجد بتسألي ليه مروى إنت كويسة....
مدت يدها لتبسطها فوق جبينها تتحسس حرارتها
تجدها عادية لتزفر بارتياح قائلة...
مفيش حرارة...بتخرفي بس....
مروى بضحك...بالعكس انا بسألك و انا في كامل 
قواي العقلية....لو فرضنا إن صالح تغير و بقى بيحبك
و إعتذرلك على كل حاجة عملها معاكي.. هتقبلي 
تسامحيه...
يارا بتنهيدة...
أكيد لا....أنا دلوقتي بتمنى حاجة واحدة 
بس...و هي إنه يختفي من حياتي و يسيبني
في حالي....مش عاوزاه يتغير و لا يحبني 
و لا أي حاجة...اللي شفته منه كثير اوي 
و مفيش أي كلمة في الدنيا هتوصف العڈاب 
اللي انا عشته على إيديه...ضړبني و اهانني
و ذلني قدام اللي يسوى و اللي ما يسواش ...
خلاني ابوس رجليه و انا بترجاه إنه يرحمني 
و يسامحني على ذنب صغير انا إرتكبته من 
سنين....دمر حياتي و مستقبلي سابش ليا 
أي أمل أكمل بيه حياتي اللي

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات