الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 26 الى الاخير)

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الطرحة....
تركها ثم سار نحو الباب ليفتحه و هو 
يخصها بنظرة فاحصة...
يلا خلينا ننزل...الناس كلها مستنيانا تحت....
حملت يارا الفستان بكلتا يديها ثم تقدمت
لتخرج من الباب دون مبالاة بيده الممدودة
نحوها بحجة انها تحمل الفستان حتى يتسنى 
لها المشي بسهولة...لقد قررت و إنتهى الأمر 
سوف ټنتقم منه بطريقتها الخاصة.. فهو 
الذي بدأ عندما قرر أسرها لديه للأبد...إذن 
فليتحمل النتائج تعلم أنها لم تنجح في أذيته
كما فعل هو بها لكنها ستحاول بكل جهدها...
نزلت الدرج و هي تغتصب إبتسامة رسمتها
بصعوبة على شفتيها لكنها توقفت مكانها
بعد أن شعرت برهبة كبيرة و هي ترى هذا 
العدد الكبير من المدعويين الذي كان بعضهم 
في بهو القصر و الباقي في الحديقة يعقدون
الصفقات و يتحدثون بعيدا عن ضوضاء الحفل 
رغم برودة الطقس في الخارج.....
حاوط صالح و هو يهمس في أذنها
يحثها على النزول لتتحرك بالفعل و تكمل 
نزول باقي الدرج....
حركت قدميها بصعوبة باتجاه منصة العروسين 
و هي تنظر نحو الكرسي و كأنه طوق 
نجاتها بعد أن أمضت وقتا طويلا و هي 
تتلقى التهاني و المباركات من أشخاص 
لا تعرفهم....جلست ثم بدأت تراقب 
الحضور بحثا عن والدتها التي لم ترها
منذ الصباح...حتى لم تهاتفها سوى مرة واحدة 
منذ ثلاثة ساعات....
إلتفتت للجهة الأخرى بعد أن جلس 
صالح بجانبها و بدأ في محادثتها لكنها لم
ترد فعقلها كان شاردا مع تلك الشقراء الصغيرة 
التي كانت تجلس على إحدى الطاولات 
و بجانبها رجل وسيم يحيط أعلى كرسيها 
بذراغه و يحدق فيها بعشق 
واضح حتى أنه لم ينزل عينيه من عليها 
و لو للحظة واحدة....راقبت كيف تقدم
أحد الرجال منه حتى يحدثه لكنه أشار 
له بيده حتى يصمت و يغادر.....
تنهدت يارا و هي تشعر بغصة تملأ حلقها 
و هي تتمنى بداخلها لو أنها حصلت على 
رجل أحبها بصدق لما كان حالها هكذا....
كالدمية في يد رجل مريض يتلاعب بها
كيفما يشاء....
أفاقت من شرودها على لمسة يديه التي
تبغضها و هو ينبهها حتى تحدثه...
إستدارت نحوه قائلة ببرود...
في إيه
أجابها بعد أن لاحظ محط نظراتها...
داه سيف إبن عمي الكبير و اللي قاعدة 
جنبه مراته سيلين هما جوا متأخر عشان 
كده متعرفتيش عليهم .. و دي تبقى بنت عمتي
الوحيدة هدى...هي في ألمانيا حاليا عشان
تعبانة شوية .....
رغما عنها لم تستطع كتمان ما يجول في 
خاطرها لتتفوه به دون قيود...
باين إنه بيحبها اوي
كانت تنظر نحوهما كنظرة طفل صغير 
لعربة المثلجات لتقطع نظراتها ضحكته
التي إستغربتها...
هو في حاجة تضحك في سؤالي
صالح و هو يحرك رأسه بنفي...
لا انا بضحك عشان حاجة ثانية....اه
هو فعلا بيحبها جدا....
تناول يدها ليلثمها قائلا...
و انا كمان بحبك أوي يا روحي...
جذبت يدها بلطف حتى لا ينتبه لها 
أي أحد من الحاضرين و هي تجيبه 
راسمة على وجهها إبتسامة صفراء...
اللي يسمعك يصدق...
صالح و هو يمثل البراءة...
امال انا تجوزتك ليه يا بيبي....
تنهدت و هي تنظر حولها تشعر بالاختناق 
لوجوده بجانبها خاصة في هذا المكان المغلق 
المكتظ بأناس منافقين....
في حديقة القصر كانت إنجي تقف في زاوية
بعيدة عن الانظار لكنها تمكنها من رؤية 
كل شخص يدخل او يخرج من القصر 
و هي تأمل في كل لحظة أن يظهر هشام....
كانت متأكدة من قدومه لذلك قررت البقاء خارجا 
حتى تتمكن من الحديث معه براحة و تسأله 
عما خصل في تلك الليلة المشؤومة و التي 
قلبت حياتها رأسا على عقب....
بعد مرور وقت طويل يئست من قدومه 
لتدلف القصر بخطئ متثاقلة و هي تكاد 
ټنفجر بالبكاء ليستوقفها صوت تعلمه جيدا...
و الذي لم يكن سوي علي مصطفى زميلها
في الكلية الذي أتى مع والده رجل الأعمال 
شريف مصطفى...
علي...
هاي إنجي...إزيك...
إنجي...
هاي علي...إزيك إنت .
علي و هو يتفحصها بإعجاب...
الحمد لله...طالعة حلوة اوي....
إنجي...
شكرا يا علي...بعد إذنك أصل أروى 
مستنياني جوا.....
كانت ستكمل طريقها نحو الداخل لكنها
توقفت و هي تنزل الدرجة التي صعدتها 
ببطئ و كأنها لا تصدق ما تراه.....
هشام يتأبط ذراع إحدى الفتيات و التي 
أقل ما يقال عنها ملكة جمال....
إقتربت منه و كأن العالم قد توقف من حولها 
و هي تسأله...
مين دي يا هشام
تظاهر هشام انه قد رآها للتو ليشهق بتصنع 
و هو يجيبها...
أهلا يا نوجة إزيك
سألته من جديد و هي تتأمل طلته الأنيقة 
المعتادة...
قلتلك من دي يا هشام
إلتفت هشام نحو الفتاة مردفا بابتسامة...
دي وفاء زميلتي في الشغل القديم و هتبقى
معايا إن شاء الله في المستشفى بتاعتي....
إبتسمت وفاء برقة و هي تحيي إنجي التي 
كانت تنظر نحو هشام بتشكيك في كلامه...
هاي إنت أكيد إنجي...صح أصل هشام 
دايما بيتكلم عنك...
ضحكت بخفوت و هي تكمل...
كل المستشفى بقت عارفاكي .
إنجي و هي توجه إصبعها نحو صدرها...
بتتكلموا عني أنا
وفاء بتأكيد...
أيوا...أكثر من ندى أخته حتى. 
إنجي...
و إنت تعرفي ندى منين
رفعت وفاء عينيها و هي تقرب نفسها 
اكثر من هشام دون أن تجيبها ليتولى
هشام تلك المهمة...
هتبقي تعرفي بعدين.. أصلها مفاجأة
يلا خلونا ندخل....
و لأول مرة تشعر إنجي بالانزعاج لأنه تركها 
و ذهب برفقة أخرى...كم تمنت ذلك في 
الماضي ان ينشغل بأي فتاة غيرها و يتركها 
لتتنفس و هاهي تتحقق أمنيتها فلما هي 
منزعجة إذن...
تداركت نفسها بسرعة عندما تذكرت أنها يجب
أن تتحدث مع في ذلك الموضوع و انه مدين 
لها بتوضيح لما حصل في تلك الليلة..
أكملت خطواتها للداخل لتبدأ بالبحث عنه 
من جديد غافلة عن أعين ذلك الذي كان 
يراقبها من قريب بأعين متلهفة...

داه علي  ياعيني عليكي يا إنجي هتتشتمي
يعني هتتشتمي...
جلست إنجي بجانب سيلين التي كانت 
تنظر للحفل بأعين فضولية....لأول مرة 
تحضر حفل زفاف هكذا ...حفل زفافها 
كان كلاسيكيا كجميع حفلات الطبقة 
الغنية حيث إكتفى سيف 
بإحضار فنان مشهور ليحي الحفل.
لكن صالح كسر كل القواعد لأنه 
أحضر فرقة شعبية لعزف و أداء أغاني 
المهرجانات و كذلك راقصتين لكنهما 
كانتا ترتديان ملابس محتشمة...
كانت سيلين في كل مرة تسأل سيف 
عما تراه و كان يجيبها و يفسر لها 
برحابة صدر...إبتسمت لإنجي و إنشغلت 
في الحديث معها مما أثار ضيق سيف 
الذي رمق إنجي پغضب و كأنها ضرته  
سيلين و هي تحدث إنجي...
الفرح حلو أوي يانوجة...أنا عاوزة اقوم 
ارقص معاهم بصي حلوين إزاي .
إنجي و هي تضحك رغما عنها...
قصدك الراقصات طب إنت تعرفي ترقصي زيهم 
سيلين...
لا بس عجبوني....حلوين جدا....
قرب كرسيه من كرسي زوجته ثم أمسك 
بيدها بين يديه و أخذ يمسح عليها بحنان 
و هو يتذكر أيامه الماضية معها التي كانت 
أشبه بالحلم.....
إلتفت صدفه نحو صالح ليجده ينظر له 
و يضحك ليدير سيف وجهه عنه بانرعاج 
واضح و هو يشتمه في سره...
كم هو داهية ذلك الرجل لا شيئ يفوته ...
ضغط على يد سيلين عسى أن تنتبه له 
لكنها و دون قصد جذبت يدها من يديه 
حتى ترجع خصلات شعرها التي غطت وجهها 
بحركة سريعة....مما جعل ڼار التملك تسري بداخله 
رغم إيقانه بأنها حركة عفوية....
نفخ مستدعيا كل ذرة صبر لديه حتى 
يحافظ على هدوءه في تلك اللحظة...
اللعڼة ألا يكفي انه قد أتى مكرها لهذا
الحفل بعد أن قطع عليه ذلك البغيض 
صالح سعادته لتأتي شقيقته و تفسد عليه
متعته بقربها....
قطب جبينه بدهشة قبل أن تنفرج شفتيه 
بابتسامة حاول إخفاءها حفاظا على مظهره 
العام أمام الناس...رغم انه لم يكن يبالي
بهم عندما وجدها تدس يدها بين يديه تعيدها
لنفسها مكانها بعفوية و هي تكمل حديثها 
مع إنجي....
شعر بتضخم قلبه بداخله و هو يحتضن يدها
ممسدا أصابعها البيضاء الرقيقة التي تحمل 
خاتمه ليفشل في السيطرة عن نفسه هذه المرة 
ليقف من مكانه و يجذبها معه قائلا لأنجي...
معلش يا إنجي مضطرين نسيبك دلوقتي .
حاوط كتفيها بحماية و هو يسير بجانبها 
ليصعد الدرج نحو جناحه القديم في القصر 
فتحه ثم دلف لتدخل هي وراءه هاتفة بانزعاج...
ليه خليتنا نسيب الحفل و نيجي هنا...أنا كنت 
أتفرج عالرقاصة...إنجي قالت العروس هتنزل 
ترقص انا كنت عاوزة......
إقترب منها سيف كنمر متربص ليضع إصبعه
على شفتيها لتتوقف عن الحديث قائلا بلهفة...
و انا كمان عاوز.....
سيلين ببلاهة...
عاوز إيه
لف يديه حول مقربا إياها منه 
موضحا دون خجل...
عاوزك إنت...كنت ھموت تحت و انا شايفك 
مهتمة بانجي و بتكلميها و انا لا.
رفعت جسدها للأعلى قائلة بدلال تعلمته مؤخرا...
ما انا كنت بكلمك قبل ما تييجي
إنجي.
مط سيف شفتيه بتذمر معترفا بغيرة...
لا....أنا عاوزك ليا انا لوحدي....مش عاوز 
حد يشاركني فيكي حتى طنط هدى....
عاوزك دايما تتكلمي معايا و تهتمي بيا 
انا و بس أنا مش عارف ليه بغير من كل 
حاجة إنت بتحبيها أو تهتمي بيها..
أحيانا بغير حتى من تلفونك و ببقى عاوز 
أتخلص منه حتى الولد اللي إسمه ياسين 
مبقتش طايق اشوفه بسبب إهتمامك بيه....
باختصار عاوزك ليا على طول.. 
قلبك عقلك مشاعرك و جسمك كلها ليا
أنا و بس...حتى لو جبنا بيبي مش عاوزك 
تنشغلي بيه و تنسيني...
تصلب جسدها و توسعت عيناها لما تسمعه 
فهذا الإعتراف لا يدل سوى على وجود خطب 
ما به...هل يعقل انه يعاني من مرض نفسي 
دون أن يدري...
اخفت شكها ببراعة و هي تسأله حتى تتأكد...
سيف إنت بتهزر صح
نفى برأسه و هو يطالع عينيها الزرقاء 
بافتتان...
سيلين....أنا بحبك اوي...إنتي بقيتي 
كل حياتي و انا مش عاوز حاجة منك غير
تحبيني حتى ربع حبي ليكي....
أنزلت يديها لتضعها على صدره تدفعه برفق
حتى تبتعد عنه لكنه رفض أن يتزحزح إنشا 
واحدا هامسا برجاء...
خليكي كده قريبة مني....عاوز أحس بيكي 
و إنت في حضڼي.
قال ذلك و هو يحتضنها بشوق قبل أن 
يبتعد عنها مرة أخرى و هو يرفع ذقنها 
بيده ليتأمل وجهها الفاتن بهيام ..
لتهمس دون وعي قائلة...
سيف...الفرح .
بعد سويعات قليلة بدأ المعازيم بمغادرة الحفل 
حتى لم يبق في القصر سوى ساكنيه....
لنتشر الخدم و العمال في أنحاء القصر و الحديقة 
لتنظيفه...و إزالة جميع مظاهر الزينة.. 
بينما إنطلقت سيارة صالح نحو الإسكندرية
حيث قرر قضاء أسبوع على متن يخته....
إرتدت إنجي معطفها فوق فستانها ثم 
خرجت للحديقة تبحث عن هشام ليخبرها 
أحد الحرس أنه قد خرج بسيارته منذ 
حوالي نصف ساعة.....جلست تنتظر قدومه
رغم برودة الطقس التي تسللت لتجمد 
أطرافها لكنها لم تستسلم فربما تكون هذه 
هي الفرصة الوحيدة الممكنة للتحدث معه....
مرت الدقائق ثقيلة و طويلة عليها حتى 
كادت تيأس من مجيئه لكنها ضلت مصممة
على البقاء...شعرت بضيق كبير يعتري صدرها
عندما تذكرت تلك الجميلة التي أحضرها معه
أيعقل أنه معها الان و هل ينوي خطبتها 
و لم لا فهي تبدو مناسبة جدا له جميلة و 
طبيبة أيضا مثله ...
طيب و انا 
همست بصوت منخفض و هي تحشر يديها 
داخل جيوب معطفها متساءلة...
أنانية كعادتها لا تفكر سوى بنفسها....أليس 
هذا هشام نفسه الذي إستغلت حبه لسنوات
أليس هو من أهانته و إتهمته باطلا لتتخلص
منه...ألم تكن تريد حريتها و الإبتعاد

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات