رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 26 الى الاخير)
عن
هذا القصر.....
رفعت رأسها عاليا نحو سطح القصر تزامنا
مع تفكيرها في آخر كلامها...
قبل أن تضيف بتصميم...
ايوا دا بالضبط اللي انا عاوزاه .
و هو إيه اللي إنت عاوزاه يا آنسة إنجي
لم يكن هذا سوى صوت هشام الذي
كان يراقبها منذ وقت قصير بعد أن
أخبره الحارس أنها تنتظره هنا....
إلتفتت نحوه بتفاجئ من وجوده دون أن
كنت فين طول الايام لي فاتت و قافل تلفونك
ضحك هشام بسخرية مجيبا...
و إنت مالك
ظهر الڠضب جليا على وجهها بسبب نبرته
التي يتحدث بها معها لأول مرة لترد عليه
بحدة...
إنت بتكلمني كده ليه و بعدين إنت عارف كويس
أنا بسأل ليه...يا دكتور .
ضحك بتسلية بعد أن فهم مقصدها ليتقدم
نحوها بخطوات بطيئة و هو يتحدث...
حضڼي.
همس بصوت منخفض قبل أن ينفجر ضحكا
لتنكمش ملامح إنجي پصدمة....
قصدك إيه على فكرة إنت كذاب.. عملت
كده بس عشان ټنتقم مني
تجاوزت صډمتها لتصرخ في وجهه.
ليجيبها ببرود مستفز...
أيوا فعلا...أنا عملت كده عشان انتقم
منك...و عشان آخذ حقي منك...
إنجي بدهشة...
هشام بقسۏة...
أيوا.. حقي...حق سنيني اللي ضاعت و انا
بستناكي حق مشاعري اللي تلاعبتي بيها و كأني و لا
حاجة بالنسبالك....أمال إنت فاكرة إيه و إلا تكونيش
معتبراني فصل من حياتك و إنتهى و هتتجاوزيه
كده بسهولة تؤ...كده تبقي غلطانة يا جيجي...
بس عندك حق تتفاجئي أصلي طول عمري
بوريكي الجانب الطيب بتاعي.. الجنون الهادي
تتعرفي عليا من أول و جديد.....
إمتعضت ملامحها و هي تهمس بغل...
بكرهك....بكرهك يا هشام و بكرة تشوف
انا هعمل فيك إيه إوعى تفتكر إني ضعيفة
و مش هعرف اجيب حقي منك....
هشام ببرود...
إعملي اللي إنت عاوزاه..مش مهم إنت صفحة
من حياتي و إنتهت....قطعتها رميتها في الژبالة..
اومأت برأسها و هي تهدده من جديد...
هقول لجدي على كل حاجة و أبيه فريد...
و العيلة كلها هتفضحك في كل حتة هتشوف.
ضغط على أسنانه يرمقها بنظرات غاضبة
و هو يقبض على ذراعها بقوة مردفا بتحذير...
ساعتها مفيش غيرك هيتفضح...هتبقى
سيرتك على كل لسان...و انا هقلهم إنك
جيتيلي برضاكي فاكرة المرة اللي فاتت
لما قلتي لأخوكي إني عاوز......مصدقكيش
عارفينك...أنانية و حقېرة و ممكن تعملي
كل حاجة عشان مصلحتك .
هشام إنت ډمرت حياتي...ليه عملت فيا
كده.
همست بضعف مطلقة العنان لدموعها الحبيسة
لكن هشام لم يسمح لنفسه أن ينخدع مرة
أخرى...نفضها عنه بعيدا حتى لا يضعف أمامها
كما كان يفعل في الماضي.
هتف هشام بحدة بعد أن نجح في السيطرة
على مشاعره...
أنا مش حيوان عشان اعمل حاجة حقېرة
زي دي....و في بنت عمي...إنت لسه زي
ما إنت و انا عمري ما قربت منك...زي
ما قلتلك إنت صفحة و إنتهت من حياتي
للأبد اصلا انا من يوم ما رفضتيني
قررت أنساك و أبدأ من جديد مع إنسانة
تستاهلني...
إنجي...
وفاء صح...
هشام بتأكيد...
أيوا....و قريبا جدا هنعلن خطوبتنا للناس
كلها...مش داه اللي إنت كنتي عاوزاه...
إنك تتخلصي مني عشان تعيشي حياتك
و تطلعي من القصر داه...تمام....عاوزة إيه
ثاني برنسس إنجي...عاوزة فلوس
حركت رأسها بنفي ثم إلتفتت للجهة
الأخرى وهي تشد المعطف حولها بقوة
محاولة تدفاة جسدها بعد أن شعرت
بالبرد يلفحها فجأة.....
نظرت أمامها بشرود تتخيل تلك الوفاء
و هي سعيدة معه...يدللها و يهتم بها كما
كان يفعل معها...لتتساءل مرة اخيرة هل
هي سعيدة الان.....
إلتفتت نحوه مرة أخرى لتخبره بأن يبقى
معها لكنها لم تجده...لتنهمر دموعها كالمطر
بعد أن خسرته للأبد....فهي تعرفه جيدا
هشام من النوع الذي لا يقبل الإهانة أبدا
و إذا ڠضب فهو يتحول لشخص آخر...
ينطبق عليه المثل القائم إتق شړ الحليم
إذا ڠضب....
صعد هشام لغرفته بخطوات متثاقلة و هو
لا يدري هل ما يفعله صحيح أم أنه يخطو
نحو فصل جديد من العڈاب و الندم...
عض شفتيه پقهر يرثي حبه الذي ماټ
قبل أن يرى النور...مازال يحبها بل يهيم
عشقا فيها لكنه لن يسمح لها بإهانة كرامته
مرة أخرى...
سيحاول أجل سيحاول البدأ من جديد
مع إمرأة أخرى...إمرأة حقيقية مختلفة
تشاركه مشاعره و حياته...
في طائرة سيف الخاصة......
كانت يارا تشعر بالنعاس الشديد و لم
تستطع المقاومة أكثر لتغفو على كرسيها
بينما كان صالح ينعم بشاور هادئ....
إنتهى ثم إرتدى ملابسه المريحة و خرج
من الحمام المتصل بغرفة النوم الموجودة
في الطائرة....
قطب حاجبيه باستغراب عندما وجد
الغرفة فارغة فهو قد أخبر يارا منذ قليل
أنه بإمكانها تغيير ملابسها هنا و الاستراحة
على السرير بدل الكرسي لكن المسكينة
من شدة نعاسها لم تستطع حتى التحرك من
مكانها.....
خرج يبحث عنها ليجدها تنام على كرسيها
كما تركها منذ قليل...
جثى على ركبتيه بجانبها ليتأملها عن
قرب...كم تغيرت على أول يوم إلتقاها
فيه فقدانها للكثير من وزنها ظهر جليا
عليها بالإضافة إلى شحوب وجهها رغم
مساحيق التجميل الكثيرة التي كانت تغطيه.....
كل ذلك سوف يتغير و سيهتم بها و بصحتها
من هنا فصاعدا فما أراده قد تم...
أرادها أن تأتيه خاضعة ترجوه الرحمة
تماما كما خطط منذ سنوات...
حرك ذراعها بلطف ليوقضها لكنها لم تستيقظ
إبتسم و هو ينهض من مكانه ليحملها متجها
بها نحو غرفة النوم......
مددها على الفراش ثم أزال فستانها بصعوبة
و ألبسها ملابس أخرى مريحة و إستلقى
بجانبها يداعب وجهها و شعرها منتظرا
وصول الطائرة إلى وجهتها المقصودة.
بعد حوالي ساعتين إستيقظت خلالهما
يارا أكثر من مرة و هو ينقلها من الطائرة
إلى السيارة و السيارة إلى اليخت لكنها
في كل مرة تعود لتنام من جديد من شدة
تعبها و نومها المتقطع طوال الايام الماضية
حتى حل الصباح لتستيقظ بعد أن تسللت
أشعة الشمس من الواجهة البلورية.....
فتحت عينيها لتتأمل بانزعاج المكان
الذي عرفته على الفور و كيف لا و هي
قد قضت فيه أتعس أيام حياتها.
غادرت السرير متوجهة نحو الحمام
لتنعم بشاور هادئ يزيل بعضا من تعبها
الجسدي و ما إن إنتهت حتى لفت منشفة
كبيرة على جسدها ثم خرجت تبحث عن
ملابسها لترتدي بيجاما طويلة حريرية باللون
الأسود الذي ناسب بشرتها البيضاء تماما.
خرجت للمطبخ لإعداد فنجان من القهوة..
ثم صعدت لسطح اليخت تتمشى قليلا.
تنفست بعمق و هي تستنشق رائحة البحر
المميزة حتى وصلت لحافة اليخت
لتتراءى لها المياه الزرقاء الصافية و هي
تتحرك تحت محرك اليخت لتشكل رغوة
بيضاء تمنت لحضتها لو أنها كانت تمتلك
هذا اليخت لقضت فيه بقية حياتها
بمفردها بعيدا عن ذلك ال.......
ليتها لم تذكره...ضغطت على أسنانها
پغضب و هي تشتمه بصوت منخفض قبل
إن تجيب على ندائه.....
أيوا أنا هنا .
لم تستطع الابتسام في وجهه و هي تراه
مقبلا عليها بجسده الضخم عضلاته التي
تظهر من تحت قميصه الأسود ذو النصف
كم...
...صباح الخير يا بيبي .
صباح الخير....
تصنع الحزن و هو يأخذ الفنجان منها ليشرب
منه قائلا...
صباح الخير بس...إيه مفيش حبيبي
روحي قلبي....
كررت التحية حتى تريح دماغها من ثرثرته الزائدة...
صباح الخير يا حبيبي .
ضحك و هو يجلس بجانبها هاتفا بمرح...
عارف إنها مش من قلبك بس عجبتني....
ها قوليلي لسه تعبانة أصلي إمبارح
صحيتك كذا مرة بس فضلتي نايمة.
أجابته...
بقالي كم يوم منمتش كويس عشان
كده محسيتش بنفسي إمبارح ....
حاوط كتفيها ليجذبها نحوه ليقبل رأسها
ثم قال...هعمل فطار الاول...عشان تاكلي
أنا ملاحظ إنك خسيتي اوي...
رمقته باستغراب لكنه سرعان ما إستقام
من مكانه ثم إنحنى من جديد ليحملها
بين ذراعيه لتصرخ يارا بفزع قائلة...
إنت هتعمل إيه
تعالت قهقهاته و هو يسير بها نحو الاسفل
مردفا بتسلية...
مټخافيش مش هرميكي في البحر...على
الاقل مش دلوقتي....
تمسكت يارا بقميصه و هو ينزل بها الدرج...
قصدك إيه مش دلوقتي....
صالح و هو بخفة...
ناكل الأول بعدين هقلك يا بيبي .....
في فيلا ماجد عزمي.....
كانت ميرفت تجلس أمام التسريحة
تنظر لصورتها المنعكسة أمامها و قد
جذب إنتباهها شعيرات بيضاء بدأت في
الظهور من بين خصلاتها المصبوغة..
لا تذكر كم مرة أخفتهم ليعاودوا الظهور
من جديد لتذكيرها بسنوات عمرها
الثانية و الخمسون ...إبنتها الكبرى
تزوجت و عن قريب ستصبح جدة...
عادت بذاكرتها إلى الوراء منذ ثمانية و
عشرون سنة يوم زفافها من ماجد عزمي
إبن كمال عزمي رجل أعمال مشهور
صديق والدها..لم تكن سعيدة يومها و لا
حزينة أيضا لم تكن تحب ماجد لا قبل
الزواج و لا بعدها و حتى اليوم
عودت قلبها و مشاعرها على الجفاء
و اللامبالاة حفاظا على بيتها و مكانتها
أمام المجتمع المخملي الذي تعيشه
رغم علمها بكل مغامراته و زيجاته العرفي
لكنها فضلت الصمت و التعامل معه
بلامبالاة حتى يسير المركب.....
كان من الممكن أن تحبه و أن تتغير معه
لكنه لم يحاول حتى لمرة واحدة بل سحق
و بكل قسۏة كل شعور قد ينمو داخل قلبها
تجاهه.
مررت أحمر الشفاه باللون الترابي على
شفتيها ثم رشت بعضا من عطرها النفاذ
قبل أن تخرج من غرفتها الكئيبة التي
تجمعها بالمسمى زوجها لتنزل الدرج
بخطواتها الرشيقة نحو سيارتها باتجاه
إحدى النوادي التي إعتادت إرتيادها
لتتفاخر أمام صديقاتها بصهرها الجديد
إبن عائلة عزالدين.....
يتبع
ده نهاية الجزء الاول
الفصل الثلاثون
في جناح فريد....
كانت أروى تنظف الجناح و هي تغني
بصوت نشاز و هي تفرغ ڠضبها في أثاث
الغرفة المسكين...
تعال أشبعك حب أشبعك دلال تعال يا إبن الحلال....
تعال ....تعال...
تحدثت و هي تنظر لباب الحمام بحنق...
ياللي فاكرة الجواز هشك بشك بكرة
تتجوزي و تلطمي على وشك...
أخذت تنفض الوسادة بكل غل على السرير
ثم رمتها جانبا و إلتفتت للجهة الأخرى تبحث
عن جهاز التحكم لتفتح الستائر حتى يدخل
نور الشمس..
ثم عادت لتغني من جديد...
و أريد أشرد بيك يماااا و آني متخيل
عليك هواااااي
تعال تعال...تعاااا اااه فريد إنت بتعمل إيه
صړخت بصوت خاڤت عندما شعرت به
يحملها من الخلف هامسا في أذنها بخبث...
أنا جيت...و جاهز للحب و الدلع .
تملصت من يديه و هي تدفعه عنها قائلة...
إبعد عني..و ملكش دعوة بيا انا جيت
عشان انظف الجناح و طالعة ثاني.
تركها ثم جلس على طرف الفراش بينما
كانت هي تقف أمامه ليقول بتبرير بعد أن
علم أنها لازالت غاضبة منه بسبب ما حصل
البارحة...
خلاص بقى يا ريري...لحد إمتى هتفضلي
زعلانة مني بسبب مشكلة تافهة.
توسعت عيناها من بروده لتجيبه بحدة...
مشكلة تافهة....إنت شايف كده....ماشي
حيث كده سيبني في حالي و ملكش دعوة
بيا ما أنا بقيت مچنونة و بتبلى على الناس.
أمسك بيدها يهدأها هاتفا بنبرة حنونة...
حد يسيب روحه...كفاية زعل و حياة
أغلى حاجة عندك مش كفاية إمبارح
سبتيني لوحدي و نمتي مع لجين.
جذبت يدها من بين يديه و هي ترد بعصبية...
و هو انا عملت كده من دماغي ما إنت
عارف السبب .
أجابها باستنكار و هو يتراجع إلى الوراء
قليلا ليستند بيديه على الفراش...
يا حبيبتي إحنا تكلمنا في موضوع هانيا
قبل كده و قلتلك إحنا من حقنا نحاسبها
على شغلها بس....و هي مش مقصرة في
حاجة بالعكس دي شاطرة جدا و