رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
مدين
لها بتوضيح لما حصل في تلك الليلة..
أكملت خطواتها للداخل لتبدأ بالبحث عنه
من جديد غافلة عن أعين ذلك الذي كان
يراقبها من قريب بأعين متلهفة...
داه علي ياعيني عليكي يا إنجي هتتشتمي
يعني هتتشتمي...
جلست إنجي بجانب سيلين التي كانت
تنظر للحفل بأعين فضولية....لأول مرة
تحضر حفل زفاف هكذا ...حفل زفافها
الغنية حيث إكتفى سيف
بإحضار فنان مشهور ليحي الحفل.
لكن صالح كسر كل القواعد لأنه
أحضر فرقة شعبية لعزف و أداء أغاني
المهرجانات و كذلك راقصتين لكنهما
كانتا ترتديان ملابس محتشمة...
كانت سيلين في كل مرة تسأل سيف
عما تراه و كان يجيبها و يفسر لها
في الحديث معها مما أثار ضيق سيف
الذي رمق إنجي پغضب و كأنها ضرته
سيلين و هي تحدث إنجي...
الفرح حلو أوي يانوجة...أنا عاوزة اقوم
ارقص معاهم بصي حلوين إزاي .
إنجي و هي تضحك رغما عنها...
قصدك الراقصات طب إنت تعرفي ترقصي زيهم
سيلين...
قرب كرسيه من كرسي زوجته ثم أمسك
بيدها بين يديه و أخذ يمسح عليها بحنان
و هو يتذكر أيامه الماضية معها التي كانت
أشبه بالحلم.....
إلتفت صدفه نحو صالح ليجده ينظر له
و يضحك ليدير سيف وجهه عنه بانرعاج
واضح و هو يشتمه في سره...
كم هو داهية ذلك الرجل لا شيئ يفوته ...
لكنها و دون قصد جذبت يدها من يديه
حتى ترجع خصلات شعرها التي غطت وجهها
بحركة سريعة....مما جعل ڼار التملك تسري بداخله
رغم إيقانه بأنها حركة عفوية....
نفخ مستدعيا كل ذرة صبر لديه حتى
يحافظ على هدوءه في تلك اللحظة...
اللعڼة ألا يكفي انه قد أتى مكرها لهذا
صالح سعادته لتأتي شقيقته و تفسد عليه
متعته بقربها....
قطب جبينه بدهشة قبل أن تنفرج شفتيه
بابتسامة حاول إخفاءها حفاظا على مظهره
العام أمام الناس...رغم انه لم يكن يبالي
بهم عندما وجدها تدس يدها بين يديه تعيدها
لنفسها مكانها بعفوية و هي تكمل حديثها
مع إنجي....
ممسدا أصابعها البيضاء الرقيقة التي تحمل
خاتمه ليفشل في السيطرة عن نفسه هذه المرة
ليقف من مكانه و يجذبها معه قائلا لأنجي...
معلش يا إنجي مضطرين نسيبك دلوقتي .
حاوط كتفيها بحماية و هو يسير بجانبها
ليصعد الدرج نحو جناحه القديم في القصر
فتحه ثم دلف لتدخل هي وراءه هاتفة بانزعاج...
ليه خليتنا نسيب الحفل و نيجي هنا...أنا كنت
أتفرج عالرقاصة...إنجي قالت العروس هتنزل
ترقص انا كنت عاوزة......
إقترب منها سيف كنمر متربص ليضع إصبعه
على شفتيها لتتوقف عن الحديث قائلا بلهفة...
و انا كمان عاوز.....
سيلين ببلاهة...
عاوز إيه
لف يديه حول خصرها مقربا إياها منه
موضحا دون خجل...
عاوزك إنت...كنت ھموت تحت و انا شايفك
مهتمة بانجي و بتكلميها و انا لا .
رفعت جسدها للأعلى لتطوق يديها
رقبته قائلة بدلال تعلمته مؤخرا...
ما انا كنت بكلمك قبل ما تييجي
إنجي .
مط سيف شفتيه بتذمر معترفا بغيرة...
لا....أنا عاوزك ليا انا لوحدي....مش عاوز
حد يشاركني فيكي حتى طنط هدى....
عاوزك دايما تتكلمي معايا و تهتمي بيا
انا و بس أنا مش عارف ليه بغير من كل
حاجة إنت بتحبيها أو تهتمي بيها..
أحيانا بغير حتى من تلفونك و ببقى عاوز
أتخلص منه حتى الولد اللي إسمه ياسين
مبقتش طايق اشوفه بسبب إهتمامك بيه....
باختصار عاوزك ليا على طول..
قلبك عقلك مشاعرك و جسمك كلها ليا
أنا و بس...حتى لو جبنا بيبي مش عاوزك
تنشغلي بيه و تنسيني...
تصلب جسدها و توسعت عيناها لما تسمعه
فهذا الإعتراف لا يدل سوى على وجود خطب
ما به...هل يعقل انه يعاني من مرض نفسي
دون أن يدري...
اخفت شكها ببراعة و هي تسأله حتى تتأكد...
سيف إنت بتهزر صح
نفى برأسه و هو يطالع عينيها الزرقاء
بافتتان...
سيلين....أنا بحبك اوي...إنتي بقيتي
كل حياتي و انا مش عاوز حاجة منك غير
تحبيني حتى ربع حبي ليكي... .
أنزلت يديها لتضعها على صدره تدفعه برفق
حتى تبتعد عنه لكنه رفض أن يتزحزح إنشا
واحدا هامسا برجاء...
خليكي كده قريبة مني....عاوز أحس بيكي
و إنت في حضڼي .
قال ذلك و هو يحتضنها بشوق قبل أن
يبتعد عنها مرة أخرى و هو يرفع ذقنها
بيده ليتأمل وجهها الفاتن بهيام ..
تسللت أصابعه ليتحسس عنقها ثم
تنزل ببطئ نحو صدرها باتجاه خصرها
بلمسات خبيرة محاولا نقل بعض من
مشاعره المتأججة إليها لينجح في ذلك
و هو يراها تغمض عينيها و قد بدأت
وتيرة أنفاسها بالتصاعد تدريجيا...
لتهمس دون وعي قائلة...
سيف...الفرح .
صدر من بين شفتيها تأوه خاڤت عندما
شعرت بشفتيه الدافئة تقبل أسفل فكها
قبلات منتظمة بينما لم يتوقف لسانه
عن نسج عبارات الغزل و العشق لتسقط
المسكينة في شباكه بسهولة و كيف لها أن لاتفعل
و هي عديمة خبرة ووقعت بين يدي أكبر
أستاذ في العشق لتنتهي ليلتها في أحضانه...
بعد سويعات قليلة بدأ المعازيم بمغادرة الحفل
حتى لم يبق في القصر سوى ساكنيه....
لنتشر الخدم و العمال في أنحاء القصر و الحديقة
لتنظيفه...و إزالة جميع مظاهر الزينة..
بينما إنطلقت سيارة صالح نحو الإسكندرية
حيث قرر قضاء أسبوع على متن يخته....
إرتدت إنجي معطفها فوق فستانها ثم
خرجت للحديقة تبحث عن هشام ليخبرها
أحد الحرس أنه قد خرج بسيارته منذ
حوالي نصف ساعة.....جلست تنتظر قدومه
رغم برودة الطقس التي تسللت لتجمد
أطرافها لكنها لم تستسلم فربما تكون هذه
هي الفرصة الوحيدة الممكنة للتحدث معه....
مرت الدقائق ثقيلة و طويلة عليها حتى
كادت تيأس من مجيئه لكنها ضلت مصممة
على البقاء...شعرت بضيق كبير يعتري صدرها
عندما تذكرت تلك الجميلة التي أحضرها معه
أيعقل أنه معها الان و هل ينوي خطبتها
و لم لا فهي تبدو مناسبة جدا له جميلة و
طبيبة أيضا مثله ...
طيب و انا
همست بصوت منخفض و هي تحشر يديها
داخل جيوب معطفها متساءلة...
أنانية كعادتها لا تفكر سوى بنفسها....أليس
هذا هشام نفسه الذي إستغلت حبه لسنوات
أليس هو من أهانته و إتهمته باطلا لتتخلص
منه...ألم تكن تريد حريتها و الإبتعاد عن
هذا القصر.....
رفعت رأسها عاليا نحو سطح القصر تزامنا
مع تفكيرها في آخر كلامها...
قبل أن تضيف بتصميم...
ايوا دا بالضبط اللي انا عاوزاه .
و هو إيه اللي إنت عاوزاه يا آنسة إنجي
لم يكن هذا سوى صوت هشام الذي
كان يراقبها منذ وقت قصير بعد أن
أخبره الحارس أنها تنتظره هنا....
إلتفتت نحوه بتفاجئ من وجوده دون أن
تشعر به لكن سرعان ما هدأت لتسأله...
كنت فين طول الايام لي فاتت و قافل تلفونك
ضحك هشام بسخرية مجيبا...
و إنت مالك
ظهر الڠضب جليا على وجهها بسبب نبرته
التي يتحدث بها معها لأول مرة لترد عليه
بحدة...
إنت بتكلمني كده ليه و بعدين إنت عارف كويس
أنا بسأل ليه...يا دكتور .
ضحك بتسلية بعد أن فهم مقصدها ليتقدم
نحوها بخطوات بطيئة و هو يتحدث...
ممممم قصدك الليلة اللي...نمتي فيها في
حضڼي .
همس بصوت منخفض قبل أن ينفجر ضحكا
لتنكمش ملامح إنجي پصدمة....
قصدك إيه على فكرة إنت كذاب.. عملت
كده بس عشان ټنتقم مني
تجاوزت صډمتها لتصرخ في وجهه.
ليجيبها ببرود مستفز...
أيوا فعلا...أنا عملت كده عشان انتقم
منك...و عشان آخذ حقي منك...
إنجي بدهشة...
حقك
هشام بقسۏة...
أيوا.. حقي...حق سنيني اللي ضاعت و انا
بستناكي حق مشاعري اللي تلاعبتي بيها و كأني و لا
حاجة بالنسبالك....أمال إنت فاكرة إيه و إلا تكونيش
معتبراني فصل من حياتك و إنتهى و هتتجاوزيه
كده بسهولة تؤ...كده تبقي غلطانة يا جيجي...
بس عندك حق تتفاجئي أصلي طول عمري
بوريكي الجانب الطيب بتاعي.. الجنون الهادي
عمرك ماشفتي وشي الثاني....أهي فرصة
تتعرفي عليا من أول و جديد.....
إمتعضت ملامحها و هي تهمس بغل...
بكرهك....بكرهك يا هشام و بكرة تشوف
انا هعمل فيك إيه إوعى تفتكر إني ضعيفة
و مش هعرف اجيب حقي منك....
هشام ببرود...
إعملي اللي إنت عاوزاه..مش مهم إنت صفحة
من حياتي و إنتهت....قطعتها رميتها في الژبالة..
مكانك الطبيعي .
اومأت برأسها و هي تهدده من جديد...
هقول لجدي على كل حاجة و أبيه فريد...
و العيلة كلها هتفضحك في كل حتة هتشوف .
ضغط على أسنانه يرمقها بنظرات غاضبة
و هو يقبض على ذراعها بقوة مردفا بتحذير...
ساعتها مفيش غيرك هيتفضح...هتبقى
سيرتك على كل لسان...و انا هقلهم إنك
جيتيلي برضاكي فاكرة المرة اللي فاتت
لما قلتي لأخوكي إني عاوز......مصدقكيش
رغم إني كنت في أوضتك عشان كلهم
عارفينك...أنانية و حقېرة و ممكن تعملي
كل حاجة عشان مصلحتك .
هشام إنت ډمرت حياتي...ليه عملت فيا
كده.
همست بضعف مطلقة العنان لدموعها الحبيسة
لكن هشام لم يسمح لنفسه أن ينخدع مرة
أخرى...نفضها عنه بعيدا حتى لا يضعف أمامها
كما كان يفعل في الماضي.
هتف هشام بحدة بعد أن نجح في السيطرة
على مشاعره...
أنا مش حيوان عشان اعمل حاجة حقېرة
زي دي....و في بنت عمي...إنت لسه زي
ما إنت و انا عمري ما قربت منك...زي
ما قلتلك إنت صفحة و إنتهت من حياتي
للأبد اصلا انا من يوم ما رفضتيني
قررت أنساك و أبدأ من جديد مع إنسانة
تستاهلني...
إنجي...
وفاء صح...
هشام بتأكيد...
أيوا....و قريبا جدا هنعلن خطوبتنا للناس
كلها...مش داه اللي إنت كنتي عاوزاه...
إنك تتخلصي مني عشان تعيشي حياتك
و تطلعي من القصر داه...تمام....عاوزة إيه
ثاني برنسس إنجي...عاوزة فلوس
حركت رأسها بنفي ثم إلتفتت للجهة
الأخرى وهي تشد المعطف حولها بقوة
محاولة تدفاة جسدها بعد أن شعرت
بالبرد يلفحها فجأة.....
نظرت أمامها بشرود تتخيل تلك الوفاء
و هي سعيدة معه...يدللها و يهتم بها كما
كان يفعل معها...لتتساءل مرة اخيرة هل
هي سعيدة الان.....
إلتفتت نحوه مرة أخرى لتخبره بأن يبقى
معها لكنها لم تجده...لتنهمر دموعها كالمطر
بعد أن خسرته للأبد....فهي تعرفه جيدا
هشام من النوع الذي لا يقبل الإهانة أبدا
و إذا ڠضب فهو يتحول لشخص آخر...
ينطبق عليه المثل القائم إتق شړ الحليم
إذا ڠضب....
صعد هشام لغرفته بخطوات متثاقلة و هو
لا يدري هل ما يفعله صحيح أم أنه يخطو
نحو فصل جديد من العڈاب و الندم...
عض شفتيه پقهر يرثي حبه الذي ماټ
قبل أن يرى النور...مازال يحبها بل يهيم
عشقا فيها لكنه لن يسمح لها بإهانة كرامته
مرة أخرى...
سيحاول أجل سيحاول البدأ من جديد
مع إمرأة أخرى...إمرأة حقيقية مختلفة
تشاركه مشاعره و حياته...
في طائرة سيف الخاصة......
كانت يارا تشعر بالنعاس الشديد و لم
تستطع المقاومة أكثر لتغفو على كرسيها
بينما كان صالح ينعم بشاور هادئ....
إنتهى ثم إرتدى ملابسه المريحة و خرج
من الحمام المتصل بغرفة النوم الموجودة
في الطائرة....
قطب حاجبيه باستغراب عندما وجد
الغرفة فارغة فهو قد أخبر يارا منذ قليل
أنه بإمكانها تغيير ملابسها هنا و الاستراحة
على السرير بدل الكرسي لكن المسكينة
من شدة نعاسها لم تستطع حتى التحرك من
مكانها.....
خرج يبحث عنها ليجدها تنام على كرسيها
كما تركها منذ قليل...
جثى على