رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
ركبتيه بجانبها ليتأملها عن
قرب...كم تغيرت على أول يوم إلتقاها
فيه فقدانها للكثير من وزنها ظهر جليا
عليها بالإضافة إلى شحوب وجهها رغم
مساحيق التجميل الكثيرة التي كانت تغطيه.....
كل ذلك سوف يتغير و سيهتم بها و بصحتها
من هنا فصاعدا فما أراده قد تم...
أرادها أن تأتيه خاضعة ترجوه الرحمة
تماما كما خطط منذ سنوات...
إبتسم و هو ينهض من مكانه ليحملها متجها
بها نحو غرفة النوم......
مددها على الفراش ثم أزال فستانها بصعوبة
و ألبسها ملابس أخرى مريحة و إستلقى
بجانبها يداعب وجهها و شعرها منتظرا
وصول الطائرة إلى وجهتها المقصودة.
بعد حوالي ساعتين إستيقظت خلالهما
إلى السيارة و السيارة إلى اليخت لكنها
في كل مرة تعود لتنام من جديد من شدة
تعبها و نومها المتقطع طوال الايام الماضية
حتى حل الصباح لتستيقظ بعد أن تسللت
أشعة الشمس من الواجهة البلورية.....
فتحت عينيها لتتأمل بانزعاج المكان
الذي عرفته على الفور و كيف لا و هي
غادرت السرير متوجهة نحو الحمام
لتنعم بشاور هادئ يزيل بعضا من تعبها
الجسدي و ما إن إنتهت حتى لفت منشفة
كبيرة على جسدها ثم خرجت تبحث عن
ملابسها لترتدي بيجاما طويلة حريرية باللون
الأسود الذي ناسب بشرتها البيضاء تماما.
خرجت للمطبخ لإعداد فنجان من القهوة..
ثم صعدت لسطح اليخت تتمشى قليلا.
المميزة حتى وصلت لحافة اليخت
لتتراءى لها المياه الزرقاء الصافية و هي
تتحرك تحت محرك اليخت لتشكل رغوة
بيضاء تمنت لحضتها لو أنها كانت تمتلك
هذا اليخت لقضت فيه بقية حياتها
بمفردها بعيدا عن ذلك ال.......
ليتها لم تذكره...ضغطت على أسنانها
پغضب و هي تشتمه بصوت منخفض قبل
أيوا أنا هنا .
لم تستطع الابتسام في وجهه و هي تراه
مقبلا عليها بجسده الضخم عضلاته التي
تظهر من تحت قميصه الأسود ذو النصف
كم...
...صباح الخير يا بيبي .
صباح الخير....
تصنع الحزن و هو يأخذ الفنجان منها ليشرب
منه قائلا...
صباح الخير بس...إيه مفيش حبيبي
روحي قلبي....
كررت التحية حتى تريح دماغها من ثرثرته الزائدة...
ضحك و هو يجلس بجانبها هاتفا بمرح...
عارف إنها مش من قلبك بس عجبتني....
ها قوليلي لسه تعبانة أصلي إمبارح
صحيتك كذا مرة بس فضلتي نايمة .
أجابته...
بقالي كم يوم منمتش كويس عشان
كده محسيتش بنفسي إمبارح ....
حاوط كتفيها ليجذبها نحوه ليقبل رأسها
ثم قال...هعمل فطار الاول...عشان تاكلي
أنا ملاحظ إنك خسيتي اوي...
رمقته باستغراب لكنه سرعان ما إستقام
من مكانه ثم إنحنى من جديد ليحملها
بين ذراعيه لتصرخ يارا بفزع قائلة...
إنت هتعمل إيه
تعالت قهقهاته و هو يسير بها نحو الاسفل
مردفا بتسلية...
مټخافيش مش هرميكي في البحر...على
الاقل مش دلوقتي....
تمسكت يارا بقميصه و هو ينزل بها الدرج...
قصدك إيه مش دلوقتي....
صالح و هو يقضم وجنتها بخفة...
ناكل الأول بعدين هقلك يا بيبي .....
في فيلا ماجد عزمي.....
كانت ميرفت تجلس أمام التسريحة
تنظر لصورتها المنعكسة أمامها و قد
جذب إنتباهها شعيرات بيضاء بدأت في
الظهور من بين خصلاتها المصبوغة..
لا تذكر كم مرة أخفتهم ليعاودوا الظهور
من جديد لتذكيرها بسنوات عمرها
الثانية و الخمسون ...إبنتها الكبرى
تزوجت و عن قريب ستصبح جدة...
عادت بذاكرتها إلى الوراء منذ ثمانية و
عشرون سنة يوم زفافها من ماجد عزمي
إبن كمال عزمي رجل أعمال مشهور
صديق والدها..لم تكن سعيدة يومها و لا
حزينة أيضا لم تكن تحب ماجد لا قبل
الزواج و لا بعدها و حتى اليوم
عودت قلبها و مشاعرها على الجفاء
و اللامبالاة حفاظا على بيتها و مكانتها
أمام المجتمع المخملي الذي تعيشه
رغم علمها بكل مغامراته و زيجاته العرفي
لكنها فضلت الصمت و التعامل معه
بلامبالاة حتى يسير المركب.....
كان من الممكن أن تحبه و أن تتغير معه
لكنه لم يحاول حتى لمرة واحدة بل سحق
و بكل قسۏة كل شعور قد ينمو داخل قلبها
تجاهه.
مررت أحمر الشفاه باللون الترابي على
شفتيها ثم رشت بعضا من عطرها النفاذ
قبل أن تخرج من غرفتها الكئيبة التي
تجمعها بالمسمى زوجها لتنزل الدرج
بخطواتها الرشيقة نحو سيارتها باتجاه
إحدى النوادي التي إعتادت إرتيادها
لتتفاخر أمام صديقاتها بصهرها الجديد
إبن عائلة عزالدين.....
يتبع
ده نهاية الجزء الاول
الفصل الثلاثون
في جناح فريد....
كانت أروى تنظف الجناح و هي تغني
بصوت نشاز و هي تفرغ ڠضبها في أثاث
الغرفة المسكين...
تعال أشبعك حب أشبعك دلال تعال يا إبن الحلال....
تعال ....تعال...
تحدثت و هي تنظر لباب الحمام بحنق...
ياللي فاكرة الجواز هشك بشك بكرة
تتجوزي و تلطمي على وشك...
أخذت تنفض الوسادة بكل غل على السرير
ثم رمتها جانبا و إلتفتت للجهة الأخرى تبحث
عن جهاز التحكم لتفتح الستائر حتى يدخل
نور الشمس..
ثم عادت لتغني من جديد...
و أريد أشرد بيك يماااا و آني متخيل
عليك هواااااي
تعال تعال...تعاااا اااه فريد إنت بتعمل إيه
صړخت بصوت خاڤت عندما شعرت به
يحملها من الخلف هامسا في أذنها بخبث...
أنا جيت...و جاهز للحب و الدلع .
تملصت من يديه و هي تدفعه عنها قائلة...
إبعد عني..و ملكش دعوة بيا انا جيت
عشان انظف الجناح و طالعة ثاني .
تركها ثم جلس على طرف الفراش بينما
كانت هي تقف أمامه ليقول بتبرير بعد أن
علم أنها لازالت غاضبة منه بسبب ما حصل
البارحة...
خلاص بقى يا ريري...لحد إمتى هتفضلي
زعلانة مني بسبب مشكلة تافهة .
توسعت عيناها من بروده لتجيبه بحدة...
مشكلة تافهة....إنت شايف كده....ماشي
حيث كده سيبني في حالي و ملكش دعوة
بيا ما أنا بقيت مچنونة و بتبلى على الناس .
أمسك بيدها يهدأها هاتفا بنبرة حنونة...
حد يسيب روحه...كفاية زعل و حياة
أغلى حاجة عندك مش كفاية إمبارح
سبتيني لوحدي و نمتي مع لجين .
جذبت يدها من بين يديه و هي ترد بعصبية...
و هو انا عملت كده من دماغي ما إنت
عارف السبب .
أجابها باستنكار و هو يتراجع إلى الوراء
قليلا ليستند بيديه على الفراش...
يا حبيبتي إحنا تكلمنا في موضوع هانيا
قبل كده و قلتلك إحنا من حقنا نحاسبها
على شغلها بس....و هي مش مقصرة في
حاجة بالعكس دي شاطرة جدا و كمان
لوجي بتحبها
إنما لبسها و تصرفاتها هي حرة بقى تعمل
اللي هي عاوزاه.....
أروى بهجوم و قد تذكرت ما حصل البارحة
عندما وجدت هانيا تتحدث مع فريد أمام
باب الجناح بعد أن إنتظرته ليخرج و كانت
ترتدي ملابس ڤاضحة و تتمايع بطريقة
مقرفة...
لا مش حرة...لما الهانم تبقى لابسه فستان
شبه قمصان النوم اللي انا لسه بتكسف
ألبسهم قدامك و بتحاول تغريك و قدامي
من غير حياء و لا كسوف...تبقى مش حرة.
فريد بضحك...
و إيه اللي مانعك...فاكرة القميص
الأحمر المشبك اللي جبناه من اليونان من محل هيبقى عليكي....تحفة .
أنهى كلامه بغمزة وقحة لتثور ثائرة أروى
لتهتف پغضب...
فريد انا مش بهزر أنا بتكلم بجد....البنت دي
وجودها بدأ يضايقني و مش عاوزاها تبقى
هنا.. مشيها و لو بتشفق عليها إبقى ساعدها
و لقيلها شغل في أي مكان ثاني بس
مش هنا .
زفر فريد و قد بدأ صبره ينفذ من هذا الموضوع
التافه بالنسبة له ليس سوى غيرة بنات
تحدث محاولا إقناعها باحثا عن حجج عقلانية...
مقدرش امشيها على الاقل مش دلوقتي....
إنت مشغولة بدراستك و صعب ألاقي
حد ياخذ مكانها الفترة دي .
ردت عليه بسخرية...
جامعة إيه.. أنا السنة دي رحت مرة واحدة
و قضيت اليوم كله في الكافتيريا مع نيرة .
فريد بضحك...
عارف بس من بكرة هترجعي تروحي الجامعة
و تحضري محاضراتك كلها وانا بنفسي هذاكرلك .
أروى...
إنت ظابط...إيش فهمك في ال grammar و
ال civilisation .
فريد و هو يمسك يدها من جديد ...
أنا بفهم في كل حاجة متقلقيش....
هي سنة واحدة اللي فاضلالك خلصيها
وبعدين إعملي اللي إنت عاوزاه
أروى بعناد...
لا انا خلاص قررت مش هكمل جامعة
أصلا أنا كنت بنجح بالعافية كل سنة....
البنات تسهر تذاكر أنا بسهر أستنى الكاتبات
اللي متابعاهم في الواتباد ينزلوا فصل
جديد في رواياتهم.....
و بعدين هما اللي إتخرجوا كانوا عملوا إيه....
الشباب قاعدين طول النهار في القهوة
لا شغلة و لا مشغلة و البنات في المطبخ
بيعملوا محشي كوسة...فانا قلت آخذها
من قصيرها و أقعد في بيتي أهتم بجوزي
و بنتي أحسن و دلوقتي إتفضل قوم عشان
ورايا شغل لازم أخلصه قبل ما أنزل للجين .
فريد بضيق...
أروى كفاية عند و متضيعيش مستقبلك
عشان حكاية فارغة مش موجودة غير في
خيالك....
تخصرت أروى و هي تجيبه باندفاع...
إنت وعدتني إنك مش هتجبرني على
حاجة أنا مش عاوزاها و انا خلاص قررت
البنت دي هتمشي من هنا....أنا معتش
طايقة أشوفها قدامي إنت ملاحظتش
تصرفاتها الغريبة معاك...صدقني انا فاهماها كويس...دي مش جاية عشان تشتغل....
فريد و هو يرفع حاجبيه باستنكار...
أمال جاية ليه
أروى...
إنت ظابط و متهيألي فاهم كويس حركات
البنات اللي من نوعها من الاخر البنت دي
مش مضبوطة و انا مش عاوزاها في بيتي
أنا حرة .
فرك ذقنه دون داعي و هو يحاول مسايرتها...
يا حبيبتي أنا مخليها بس عشان لجين
تعودت بيها و صعب ألاقي حد مكانها الفترة
دي....بس وعد وعد أول ماتخلصي جامعتك
همشيها و هنسيب المكان داه كله...
جذبها نحو برفق ثم قبل مكان بطنها من فوق
ثيابها قبل أن يرفع عينيه نحوها هاتفا بصوت
دافئ...
هشتري فيلا صغيرة تكون قريبة من الشغل
و نمليها أطفال...عاوز ثلاث بنات و ثلاث
أولاد....إحنا already عندنا بنوتة يعني
فاضل بنوتين و ثلاث صبيان...عاوز عيال كثير
لما اروح من الشغل ألاقيهم مستنيني عشان
اجبلهم الشكلاطة و الحاجات اللي بيحبوها
و إنت ترفضي تديهالهم عشان مغلبينك
و مش بيسمعوا كلامك...ما أنا عارفهم هيطلعوا
مشاغبين زيك .
لانت ملامح أروى و هي تستمع له
لكنها فزعت حالما ذكر عدد الأطفال
لتيتنكر قائلة...
إيه جو عالم العيال داه....متجوز أرنبة...
لالا هي مرة واحدة وبس و إنت و حضك
بقى يا ولد يا بنت....و سيبني دلوقتي
عشان لجين زمانها جاية أنا وعدتها إني
هلعب معاها النهاردة .
صړخت حالما إنتهت من كلامها و هي
تشعر بنفسها تطير لثوان قبل أن يحط
جسدها على الفراش في نفس المكان
الذي كان يجلس فيه فريد...
لم تكد تستوعب ما يحصل حتى وجدته
يعتليها ليصبح جسده فوقها و هو يرمقها
بنظرات متسلية زحفت إلى الوراء لكنه
ثبتها بيديه قائلا...
رايحة فين يا قطة...مفيش خروج من هنا
قبل ما آخذ حقي... .
رمشت بعينيها و هي تراه يفتح أزرار
قميصه بيده و الأخرى كان يستند بها
على الفراش بجانب كتفها لتهتف بتوتر
و هي تبتسم له ببلاهة...
فريد يا حبيبي...إعقل إنت هتتأخر على
شغلك و لوجي ممكن في أي لحظة تييجي .
أجابها و هو ينتهي من آخر زر...
لوجي هتسيبنا براحتنا لما