رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
أقلها
إني ناوي أجيبلها أخ يونسها ...
رمي القميص جانبا لتظهر جليا عضلات
صدره الصلبة و ذراعيه القوية التي تغطيهما بعض
الوشوم التي أضفت على مظهره بعض الحدة
و كأنه أحد رجال الماڤيا....
تنهد بصوت مسموع و هو يربت على ظهرها بيده التي تحتها ليبدأ في سرد إعترافات يقولها لأول مرة بنبرة
صادقة...من يوم ما قررنا نبدأ حياة جديدة مع بعض
توقفت في اليوم اللي...ماټت فيه ليلى الله
يرحمها...بقيت عايش لوحدي مجرد جسد
من غير روح بشتغل و اروح عشان أنام و
اقوم عشان ارجع أشتغل من ثاني...
کرهت المكان داه اوي بقيت بحس إني
بتخنق فيه رغم اني غيرت الديكور و العفش
و شوية شوية بدأت أتعود عليه عشان إنت فيه....
لنقطة الصفر من ثاني...مقدرتش أنام على
السرير و مكانك فاضي كنت بتخيل إني
خسرتك و مش هترجعيلي ثاني....
صمت للحظات ثم اضاف بصوت متحشرج...عشان خاطري متسيبنيش ثاني لوحدي ..أنا...أنا ببان للناس من برا إني قوي و جامد بس أنا مش كده....أنا بخاف اوي لما بنام في
مش عاوز أخسرك...ارجوكي يا أروى متسبنيش
ثاني...متناميش برا اوضتنا و انا هعمل كل اللي
إنت عاوزاه مش هزعلك و الله بس تفضلي معايا....
لو سمحتي .
ربتت أروى على ظهره و هي تضمه نحوها
لتجيبه محاولة تهدأته... ما أنا معاك أهو.....
لاتنكر فرحتها و هي تستمع لإعترافه لأول مرة
و يرجوها البقاء معه كطفل صغير .....
شعرت بجسده يهتز دلالة على بكاءه لتتوسع
عيناها پصدمة...لم تكن تظن أن وجودها معه
يعني له الكثير لهذه الدرجة...
همست بصوت خاڤت بعد أن قبلت فروة
رأسه عدة مرات...
أنا آسفة مش هعمل كده ثاني.....
توقف جسده عن الاهتزاز ثم رفع يده
أنا...تراجعت في رأيي مش عاوز أطفال
كفاية لوجين...مش عاوز أخسرك مش
هستحمل يجرالك حاجة...أنا غلطت مرة
و مش هكررها ثاني...إنت بتحبي لوجي
صح و هتربيها زي بنتك مش كده
رغم تعجبها من كلامه المفاجئ إلا أنها
كانت تعلم أنه الان تحت تأثير مشاعر
مختلطة لذلك يجب أن تسايره حتى
اكيد اصلا لجين بنتي...
تحدث بصوت متحشرج...
خلاص يبقى هي كفاية ...مش عاوزين
اولاد ثاني .
أروى بتأييد...
حاضر...كفاية لجين و أنا مش هسيبك
ثاني وعد مني .
فريد بصوت محتشرجوحشتيني....أوي.. دي آخر مرة تنامي فيها برا حضڼي..أنا في عندي كلام كثير
عاوز اقلهولك.
أجابته رغم خجلها من تلميحاته...
إنت لسه مخلصتش كلامك .
تعالت قهقاته و هو يغمزها قائلا...
أنا يادوب إبتديت..... .
تورد وجهها بعد أن أدركت نواياه لتغلق
عينيها متجنبة نظراته المسلطة عليها...
نزلت هانيا الدرج و هي تحمل إبنة الباشا كما
تسميها هي...إتجهت نحو المطبخ تبحث
عن شيئ تأكله بعد أن أطعمت الصغيرة في غرفتها
و غيرت لها ملابسها...دلفت المطبخ لتجد
صفاء و سعدية تحضران الفطور بينما كانت
فاطمة تجلس على الطاولة تتفحص هاتفها
كعادتها....
وضعت لجين فوق الطاولة و التي بدأت
في الحال العبث بعلبة المناديل
الورقية التي وجدتها هناك...
هانيا...
صباح الخير يا بنات.....
صفاء و سعدية...
صباح النور....
تابعت حركات صفاء التي كانت ترص
الأطباق فوق حاملة الطعام لتنقلها
نحو طاولة الطعام الرئيسية...رفعت
صفاء رأسها لتحدث فاطمة...
يلا خذي الأكل بسرعة و انا هجيب
الباقي....
رمقتها فاطمة بسخرية قبل أن تعود
لتتصفح هاتفها قائلة ببرود ...
مش فاضية...روحي إنت .
دمدمت صفاء بعدم رضا و هي تقود
العربة أمامها لتلتفت فاطمة نحو هانيا
قائلة عن عمد...
ربنا يتوب علينا من الشغلانة دي يارب..ها
قوليلي تشربي إيه مع الفطار شاي و إلا قهوة .
أجابتها هانيا و هي تأخذ المناديل الممزقة
من يد لجين...
عاوزة كوباية قهوة تكون كبيرة...دماغي لسه
مصدعة من دوشة إمبارح و حاسة إني هنام
في مكاني .
فاطمة و هي تلوي شفتيها بتبرم...
و من سمعك ياختي...كلنا زيك بس
لازم نقوم و نشتغل عشان الهوانم و الباهوات
اللي فوق لما يصحوا براحتهم يلاقوا الفطار
جاهز...حظنا بقى .
لم تنتظر هانيا حتى تجيبها لتكمل ...
أنا بصراحة مستخسراكي في شغلانة
المربية دي...خصوصا بعد ما شفتك إمبارح
كنتي مخبية الجمال و الحلاوة دي كلها
فين يا بت.. و إلا الفستان يجنن و باين
غالي أوي .
ضحكت هانيا على كلامها لكنها في نفس الوقت
شعرت بالغرور و الثقة فهي كانت في أمس
الحاجة لسماع مثل هذه الاطراءات حتى لو
كانت من خادمة لتجيبها...
أيوا فعلا...غالي اوي .
فاطمة و هي تلكزها بخفة قائلة بمزاح...
بتذاكري من ورايا يا بت يلا إعترفي ...بس
إيه لايق عليكي أوي...الاحمر .
هانيا و هي تشاركها الضحك...
مايروحش فكرك لبعيد...أنا مستلفاه
من بنت عمي...بتشتغل مساعدة مدير
في شركة كبيرة ...
فاطمة بحماس...
دي باين عليها بتقبض شيء و شويات
ماتروحي تشتغلي معاها بدل شغلانتك
اللي ملهاش لازمة دي .
هانيا بتأسف...
جربت بس مقدرتش...شغل الشركات
صعب أوي و معقد أوراق و حسابات و تركيز
و انا مليش في الكلام داه بصراحة و فوق
داه كله لازم تشتغلي سنين عشان توصلي
تاخذي مرتب كويس .
فاطمة بخبث...
إنت ليك في الجاهز يا جميل .
هانيا بعدم فهم...
جاهز إيه .
مطت فاطمة شفتيها دليلا على سخريتها
من الأخرى قبل أن تفسر لها...
متقلقيش سرك في بير....ولو إني زعلانة
منك عشان أنا معتبراكي صحبتي الوحيدة
في البيت داه بس إنت طلعتي بتخبي عليا
حاجات كثيرة .
هانيا باستغراب أكثر...
قصدك على الفستان
نظرت فاطمة حولها تتفقد خلو المكان
قبل أن تبدأ في الحديث...
فستان إيه إنت الثانية...أنا أقصد فريييد بيه .
شهقت الأخرى و شحب لونها قبل أن
تر عليها ب ارتباك واضح محاولة نفي
كلامها...
ماله...ف فرييد ببيه....أنا مش فاهمة حاجة .
فاطمة بخبث...
لا فاهمة....و فاهمة كويس كمان أنا أقصد
إيه....و إلا إنت فاكراني عبيطة و نايمة
على وذاني .
رمقتها هانيا باستنكار لتبتسم فاطمة
لها بعد أن إستدركت نفسها قائلة...
مالك وشك إصفر كده ليه....يابت مټخافيش
مني داه ستر و غطا عليكي و زي ماقلتلك
أنا بعتبرك صحبتي الوحيدة....إطمني
و متقلقيش من ناحيتي خالص بالعكس
داه أنا هساعدك عشان تحققي اللي إنت
عاوزاه و تبقي الام الجديدة للقمر داه... .
أشارت نحو لجين التي خربت علبة المناديل
الورقية بأكملها لتقف فاطمة من مكانها
و تفتح إحدى الرفوف و تخرج منها علبة
أخرى لتعطيها للصغيرة قائلة...
خذي يا حبيبتي إلعبي براحتك.. ماهو
كله من جيب أبوكي.....
جلست في مكانها من جديد و هي تراقب
وجه هانيا التي يبدو أنها تحمست لكلامها
لتقرر التلاعب بها و التظاهر بمساعدتها
علها تحتاج لها في المستقبل حتى تنفذ
خطتها المؤجلة في الحصول على صالح فهي
لم و لن تيأس من الوصول له حتى بعد زواجه.....
فاطمة...
إنت لسه هتفكري...يا بت فتحي دماغك
و ركزي معايا انا كل غرضي مصلحتك...
إنت إتخلقتي عشان تبقي هانم و إلا هي اللي
فوق أحسن منك يعني....دي شحاتة
و عيلتها شحاتين و لولا إنها بنت خالته
مكانش إتجوزها بس تقول إيه نصيب
هانيا و قد بدأت تقتنع بكلام فاطمة...
طب هتساعديني إزاي...داه بيحبها
أوي .
فاطمة بسخرية...
بيحبها.. ياختي وعلى إيه.. دي مفيهاش
ريحة الانوثة .
ضحكت هانيا بتوتر و هي تجيبها...
بس هي حلوة..حلوة اوي .
لاحظت فاطمة كيف تألمت الأخرى و هي تعترف
بجمال غريمتها لتهتف بحماس تشجيعا
لها حتى تسترجع ثقتها بنفسها...
بس الحلاوة مش كل حاجة....و مفيش راجل
في الدنيا دي مبيحبش الست الدلوعة...
اللي ترقصله و تلبسله اللي هو عايزه و هي
ياعيني آخرتها بيجامة ميكي ماوس و بطوط .
هانيا بتردد...
تفتكري كده....بس فريد بيحبها .
فاطمة باصرار...
ياختي حتى لو كان بيعشقها..هييجي يوم
و يزهق منها...مفيش راجل هيلاقي الدلع
و الحنية و....تراقصت بكتفيها و هي تغمز
لها قبل أن تكمل و يقول لا و إنت مشاء
الله ملكة الدلع كله...مش زي عبده مۏته
مراته .
هانيا بضحك...
طب مين قلك إنها مش مدلعاه و...
أعادت نفس الحركة التي قامت بها فاطمة
منذ قليل قبل أن تستأنف حديثها من جدبد...
و مفرفشاه
لتجيبها الأخرى باستهزاء...
عشان كده سايباه نايم لوحده إمبارح
ياحرام....مسكين....بقلك إيه لو عاوزة
تنولي اللي في بالك لازم تركزي على هدفك
و تكوني واثقة إنك هتوصليله مهما كان
صعب و بعيد...و بما إنك عارفة نقط ضعف
العدو إستغليها و نشني .
إستطردت هانيا الحديث و قد بدأت تقتنع
بحديث فاطمة و الذي بدا منطقيا للغاية
بالنسبة لها ...
ممكن تفسريلي أكثر .
فاطمة بحماس...
من عنيا...ركزي بقى معايا و إسمعي اللي
هقوله كويس اوي و بإذن الله شهر بالكثير
و تجيبها برا و تبقى الهانم الجديدة كل
اللي مطلوب منك حاجة بسيطة و هي
إنك تلفتي نظره بأي طريقة...بلبسك
مشيتك كلامك...
قاطعتها هانيا و قد تجهم وجهها لتروي
لها ما حدث البارحة عندما ذهبت للتحدث
معه و هي ترتدي ذلك الفستان القصير
الضيق و الذي كان يبرز منحنيات جسدها
بطريقة مٹيرة لتبدو في غاية الإغراء و
الجمال و هذا ما لاحظته من خلال نظرات
الرجال الذين حضروا الحفلة.....
شهقت فاطمة و هي تمصمص شفتيها قائلة
بخفوت...
يعني مراته العقربة شافتك و طردتك
مممم و مش بعيد إنها إتخانقت معاه ااااا
عشان كده إمبارح نامت في اوضة البنت
انا كده فهمت كل حاجة....بس متقلقيش
حلك عندي...ما إحنا غلابة بردو بس عندما
دماغ....
هانيا...
حل إيه بس دول زمانهم بيتفقوا عشان
يطردوني...
فاطمة...
يطردوكي....ليه ياختي هي البلد مفيهاش
فيسبوك و إنستغرام و لايف....هو فيديو واحد
هيولع الدنيا دول عيلة عزالدين أكبر عيلة
في البلد و الناس مستنية خبر واحد عليهم .
ضحكت و هي تفسر لها أكثر...
متقلقيش أنا هقلك تتصرفي إزاي....
دي فرصتك الوحيدة عشان تودعي الفقر
و الهم اللي إنت عايشة فيه و بردو فريد
بيه حلم اي بنت...مال و عز و جمال...يا خړابي
على جماله شبه الممثل التركي إبراهيم تشاااا
يوووه هما الأتراك ليه اساميهم صعبة و معقدة
زي جمالهم ...المهم تخيلي بقى لما يبقى
بتاعك....و تبقى هانيا هانم حرم فريد عزالدين....
لمعت عينا هانيا بجشع أعماها عن رؤية إبتسامة
الافعى الجالسة بجانبها و التي كانت تجرها
رويدا رويدا نحو....هلاكها دون أن تدري....
بدأت فاطمة تسرد لها خطتها الجهنمية
و التي يجب عليها إتباعها حتى تحقق
ما تسعى إليه....كانت تساعدها فقط
لتضمن ولاء شخص لها في هذا المكان
حتى تستغلها فيما بعد لتحقيق خطتها
القديمة المؤجلة...فإن كانت هانيا تريد
الحصول على فريد فالاخرى تحلم بصالح
حب طفولتها حتى زواجه لم يجعلها تنساه
أو تستسلم.....
في جناحه....
إستند سيف على ذراعه و هو يتأمل جميلته
النائمة بجانبه...كان شعرها البرتقالي يغطي
وسادته و ذراعه...تنهد و هو يتساءل
بداخله كيف تغلغلت هذه الصبية داخله
بهذا الشكل الذي جعله غير قادر على الابتعاد
عنها لحظة واحدة....
ليجد نفسه تلقائيا يبتسم...قبل أن يتجهم وجهه فجأة
پغضب عارم و هو يتذكر ذلك الحقېر آدم ليلوم
نفسه على الاستخفاف به رغم