رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)
قويا...حتى
النفس اللي بتتنفسيه و يلا بلاش تضيعي
وقت.....
ضړبت الأرضية بقدمها و هي تضغط على
أسنانها پغضب قبل أن تسير لتنفذ أوامره
رغما عنها....
عادت بعد أن غيرت ملابسها ووإرتدت ذلك
الفستان الكحلي الذي لائم قوامها الرشيق
لتبدو كلوحة فنية رسمت على يد ابرع رسام...
مما جعل صالح يبتسم بانبهار و هو يتوجه
ببراعة و كأنه شيف عالمي ...
تناولا الطعام بعد إصرار صالح كعادته على
إطعامها بنفسه و بعد أن إنتهيا حملها بنفسه
نحو الحمام حتى يغسل لها يديها....
ثم عاد بها نحو الطابق الزجاجي الذي يطل
على البحر....
يارا باعتراض...إنت قلتلي هنتعشى و هتسيبني
صالح...و أهون عليكي تسيبيني لوحدي...قهقه و هو يجلس على الاريكة و يحتفظ بيارا بين أحضانه ثم مدد ساقيه فوق الاريكة مضيفا...أنا عارف إنك جواكي بتتمنى مۏتي...بس متقلقيش حتى المۏت مش هيقدر يفرقنا عن بعض...عارفة ليه...عشان انا وصيت ناس يقتلوكي...بعد ما أموت.
ختم كلامه بضحكة عالية و هو يشاهد ردة فعل يارا التي ذهلت تماما مما سمعته...لتتمتم بهمس...إنت مستحيل تكون بني آدم طبيعي....
أغمضت عينيها وهي تشعر به يزيح فستانها في دعوة منه لتجربة مشاعر جديدة بطريقته الخاصة ....
يتبع
الفصل الرابع و العشرون
بعد أسبوع...في فيلا سيف....
صباحا...نزلت سيلين الدرج بعد أن إستيقطت
من نومها و لم تجد سيف بجانبها الذي تعودت
أسرعت نحو الحمام لتغسل وجهها و تنشفه
سريعا ثم نزلت الدرج مسرعة و هي
تمشط شعرها بيديها...
بحثت عنه لكنها لم تجده على طاولة
الفطور لتسرع نحو حديقة تبحث عنه في
الخارج....
و لحسن حظها وجدته يتحدث مع كلاوس
و هما يتجهان نحو إحدى السيارات للمغادرة
نادت عليه ليتوقف عن السير و يلتفت
وصلت نحوه سيلين و على وجهها إبتسامة
جميلة زادت من جمال محياها و هي تقول...
إنت طلعت بدري النهاردة و نسيت تصحيني
سيف و هو يمسك نفسه حتى لا يضعف
كعادته أمامها ليجيبها بنبرة عادية...
محبيتش اقلقك و خصوصا إنك سهرتي
إمبارح و إنت بتختاري أوضة مكتب الاستاذ
ياسين...
هتبقى أوضة تجنن...أنا بعثت لمكتب
التصميم عشان ييجوا النهاردة و يبدأو الشغل
بس انا مش عارفة عنوان الفيلا...إنت ممكن
تتفق معاهم و تديلهم العنوان....
سيف...ما انا قلتلك قبل كده هبعثلك
مصممة ديكور من شركتي و هي هتخلصلك
كل حاجة....
سيلين و هي تتحدث ببطئ...انا عجبتني تصميمات الشركة دي و كنت عاوزة أعتمد على نفسي...
سيف...ممم طيب بس انا ملاحظ إن العربي بتاعك
تحسن اوي...المدة اللي فاتت...
سيلين بفرح...بجد اصل ياسين بيعلمني
عربي....قالي إني بلخبط بين البنت و الولد....
سيف بغيرة...آدي ياسين اللي ناططلي في
كل حتة داه...بقلك إيه يا قلبي أنا تأخرت على الشغل إبقي إبعثيلي إسم الصفحة و التصميم اللي
عجبك و انا هتصرف....اكمل بهمس و هو يبتعد
عنها...داه لو قعد هنا هو أو ابوه يوم ثاني كمان
اوووف طلعلي منين الزفت داه....
سيلين...حاضر...بس ...
إنسجب من أمامها متجها نحو السيارة قبل
ان تكمل كلامها لتشعر سيلين بالضيق
ثم قفلت عائدة لداخل الفيلا بوجه حزين..
وجدت والدتها تجلس بقرب النافذة الكبيرة
التي تطل على واجهة الحديقة و يبدو أنها
قد كانت تراقب ما يحصل خارجا...جلست
بجانبها قائلة بفتور
صباح الخير يامامي....
هدى و هي تربت على ظهر إبنتها بحنان...
صباح النور يا قلب ماما...ماله الوش الحلو
داه حزين من إيه
سيلين...
مش عارفة.. يمكن عشان زهقت طول
النهار من القعدة هنا في الفيلا مش
بعمل حاجة...و سيف كمان بقاله كم يوم
متغير...يمكن زهق من اللعبة و عاوز ينهيها....
هدى بفزع...لعبة إيه يا سيلين...إنت بتتكلمي
على إيه
سيلين ندمت لأنها تفوهت بهذا الكلام أمام
والدتها المړيضة لكنها تعودت من صغرها على مصارحها بكل شيئ
مبقاش مهتم بيا زي عادته.. حاسة إن في
حاجة متغيرة...
قاطعت حديثهم سميرة التي كانت تنزل الدرج
بخطوات واثقة...
طبعا تلاقيه زهق منك و من دلعك
الفارغ عليه...اصلا سيف إتجوزك عشان ينفذ
وصية جده....
هدى مدافعة عن إبنتها
مفيش داعي للكلام داه يا سميرة...
إنت عارفة كويس إن سيف مفيش
حد يجبره يعمل حاجة هو مش عايزها
حتى لو كان الشخص داه بابا...
أخفت سميرة ضيقها من كلام هدى لأنها
كانت تعلم في قرارة نفسها ان هذا صحيح
لكنها أرادت إزعاج سيلين كما تفعل كل يوم
حتى تجعلها تترك سيف و تعود لألمانيا....
لقد فرحت كثيرا عندما أخبرها منذ أشهر
قليلة بأنه يريد الزواج...خبر إنتظرته كأي
أم تريد رؤية فرحة إبنها مع إمرأة مناسبة
يختارها قلبه..إستسلمت للأمر الواقع عندما
علمت ان العروس هي إبنة عمته الهاربة منذ
سنوات و أظهرت سعادتها المزيفة و هي ترى
لمعة عينيه كلما رأي سيلين...تلك اللمعة التي
بدأت تنطفئ رويدا رويدا و هي ترى هذه
المدللة لا توليه إهتماما...لذلك كان لابد من
تدخلها حتى لا يعود لحالته العصبية التي
كان يعاني منها سابقا بسبب مۏت تلك الفتاة
التي كان يحبها في السابق..
كل يوم تقضيه إلى جانبه يجعل من مهمتها
أصعب لذلك يجب عليها ان تستعجل أكثر...
و ستحرص في المقابل على إيجاد فتاة أخرى
مناسبة اكثر تنسيه هذه السيلين...
سميرة بقسۏة...
عمل كدا عشان شهم و كريم مقدرش يشوفك
مرمية في الشارع إنت و بنتك بعد ما عمي
كان مصمم إنه يطردك...من القصر القصر اللي
هربتي منه من عشرين سنة و رجعتيله ثاني
و إنت محلتكيش حاجة...
هدى...إنت تغيرتي كده إزاي يا سميرة...
بقيتي قاسېة و أنانية كده إمتى...و إلا الظاهر
إن السنين اللي قضيتيهم مع إلهام و سناء
خلتك بقيتي شبههم...أنا فعلا هربت و رجعت
و انا معنديش مليم في جيبي يأمنا من غدر
الحياة انا و بنتي...رجعت بعد ما جوزي إختفى
من خمس سنين و سابني في الغربة لوحدي
انا و عيلة عمرها اربعتاشر سنة..
سابني و أنا تعبانة و بشتغل عشان أمن مصاريفي
انا و بنتي اللي إضطرت تسيب دراستها و مستقبلها
عشاني...عشان تدفع ثمن أخطاء امها...
بنتي ملهاش ذنب يا سميرة عشان تحاربيها...
هي تربت لوحدها متعرفش حد في ألمانيا
مكانش حتى عندها أصحاب او حتى وقت عشان تعيش فيه و تجرب الحياة...بنتي إتظلمت اوي
و لسه بتتظلم بسببي بس أنا ندمت اوي و في كل
يوم بتمنى لو أقدر ارجع الزمن لورا ماكنتش عملت
اللي عملته ...كنت فاكرة إن الحب
هو أهم حاجة بس للأسف صحيت على غلطتي
متأخر...كان لازم افكر في إبني أو بنتي اللي
جايين قبل ما أقرر أقطع علاقتي بأهلي....
رغم تأثرها بما عانته هدى في حياتها بعد أن
هربت في الماضي مع حبيبها إلا أن سميرة
اخفت حزنها لتقول بنبرة صلبة...
و دلوقتي راجعة تصلحي غلطتك ببنتك..
عاوزة تستغليها عشان ترجعي لعيلتك ثاني...
هدى بسخرية...
عيلة...و هي فين العيلة دي بابا مستحيل
يسامحني حتى لو شافني چثة قدامه و
أخواتي معادش فيهم عقل غير للفلوس و الثروة
و إنت عارفاهم اكثر مني...ريحي قلبك انا جيت
هنا عشان بنتي و بس...مقدرتش أخليها تقضي
باقي عمرها في بلد غريب لوحدها...انا اللي غلطت
و انا اللي لازم اتحمل النتيجة.. هي ملهاش ذنب .
سميرة بصړاخ...
و انا كمان إبني ملوش ذنب عشان يتحمل
برود بنتك و دلعها البارد..طب...بصي لشكلها
عامل إزاي بذمتك داه شكل عروسة متجوزة
بقالها اسبوعين...لابسة بيجامة ميكي و عاملة
شعرها قطتين...انا إبني محتاج ست...ست بجد
تهتم بيه و بطلباته...و تنسيه مشاكل شغله
لما يرجع المساء يلاقيها
مستنياه مش قاعدة بتلعب مع إبن الجنايني...
هدى...معاكي حق في كل كلمة قلتيها بس
إنت السبب في إن بنتي مش قادرة تتقبل
جوزها و حياتها الجديدة...إنت اللي مفهماها
إن سيف تجوزها عشان يرضي جده و إنه
هيطلقها لما يزهق منها...
الكلام داه صحيح يا أمي
كان ذلك صوت سيف الذي دلف من باب الفيلا
بعد أن إستمع لحوارهم كاملا...
توترت سميرة و هي تنظر إليه قائلة بارتباك...
ايوا...البنت دي متستاهلكش...متستاهلش
اي حاجة إنت عملتها عشانها.. طلقها يا حبيبي
و انا ه...
سيف مقاطعا إياها بصرامة
يا أمي لو سمحتي...إحنا تكلمنا في
الموضوع داه كثير قبل كده و انا قلتلك
سيلين مراتي و أنا بحبها...و انا لآخر مرة
هطلب منك إنك تحترمي قراري و متتدخليش
في حياتي مرة ثانية...
سميرة پغضب...بس..
سيف...أرجوكي يا أمي دي آخر مرة تتكلمي
فيها مع سيلين كده...
سميرة...يعني إيه...عاوزني اسيبك بتدمر
حياتك و بتضحي عشان البنت دي.. و ياريتها
كانت مقدرة دي مش حاسة بيك اصلا..و عمرها
ما هتحس بيك و لا هتحبك .
ياسين بنفي و هو يركز على كتابه...لا شكرا...
سيلين...طيب ينفع نبقى صحاب...يا ياسين .
سيف و هو يحاول الحفاظ على هدوءه
من فضلك يا أمي مفيش داعي للكلام داه...
اللي بيني و بين مراتي يخصنا أنا و هي بس...
و قفلي على الموضوع داه مش عايزك تتدخلي
فيه بعد كده....
سميرة پغضب عارم و هي تشير نحو سيلين
التي كانت تبكي في حضڼ والدتها
ماشي سيف..أنا مش هتدخل بعد كده
في اي حاجة تخصك و خلي بنت هدى
تنفعك...بس على الله متطلعش زي امها
و تهرب منك بعد ما تخلص مصلحتها
و ترميك....
مسح سيف وجهه پغضب و هو ينظر
في أثر والدته التي كانت تصعد الدرج
هو لم يقصد ابدا جرحها او التقليل من
إحترامها لكنه سبق و ان طلب منها
عدم التدخل في حياته و خاصة
موضوع زواجه....لا تعلم ماذا فعل حتى
يحصل على سيلين و هي تأتي بكل بساطة
و تدمر حياته ليس مرة او إثنين بل عدة
مرات.....
غادر و صورة سيلين الباكية في أحضان
والدتها لإنزال تظهر أمامه...هو عاد من أجلها
لأنه لم يستطع تركها حزينة طوال اليوم
لكنه إصطدم بكلام والدته...لقد طلب من
قبل عدم التدخل في شؤونه فلماذا تعانده
لماذا لاتفهم...أن حياته متوقفة على وجود
سيلين...
نزل درج الفيلا بخطوات بطيئة و هو
يرتدي نظاراته الشمسية ليشير لكلاوس
أن يعطي أمرا للسيارات بالتحرك...
____________________________________
في قصر عزالدين.....
في المطبخ....دلفت صفاء إحدى العاملات
في القصر لتجد سعدية منهمكة في غسل
الصحون بينما كانت إبنتها فاطمة تجلس
حول الطاولة الكبيرة في المطبخ ترتشف
كوبا من القهوة و ملامح وجهها لا تبشر بخير...
صفاء بلهفة...الست سميرة رجعت القصر يا بنات ....
فاطمة بلامبالاةيا أهلا و سهلا...ما ترجع و إلا تتنيل
نقوم نرقصلها يعني
حدجتها سعدية بنظرات حانقة ثم إلتفتت نحو
صفاء لتجيبها و هي تنشف يديها بالمنشفة من بقايا
المياه...
يا ترى إيه اللي حصل خلاها ترجع إحنا كنا
فاكرينها هتقعد مع سيف بيه على طول في
فيلته .
صفاء و هي ترفع كتفيها بجهل...و الله مش
عارفة انا شفتها نازلة من عربيتها من شوية.....
و جايبة شنطتها معاها...يمكن معحبتهاش القعدة هناك فقررت ترجع .
فاطمة بسخرية...و إلا يمكن واحشها الخناق
مع العقارب اللي