الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل 21 الى الاخير)

انت في الصفحة 7 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

هنا...يلا بكرة تزهق و ترجع 
مطرح ماجات .
سعدية بتأنيب...بت إنت لمي لسانك 
لحسن يدخل علينا حد و يسمعك ساعتها مش هيحصل خير .
أشارت لهافاطمة بيديها بلا مبالاة لتقترب 
صفاء من سعدية و تسألها بهمس...
هي بنتك مالها...بقالها كام يوم مش على 
بعضها....
سعدية...ما إنت عارفة..نفس الحكاية القديمة 
مش عاوزه تشيلها من دماغها و تنسى...انا 
غلبت معاها و مفيش فايدة....
صفاء...سيبيها متتعبيش نفسك 
بنتك عنيدة و دماغها ناشفة و مش هتقتنع 
إلا لو جربت بنفسها....
قاطعتهم فاطمة...إنتوا بتتوشوشوا على إيه
صفاء و هي تسير لتجلس حذوها...و هو في 
موضوع غيرك....بنتكلم عليكي طبعا و على 
ال باشا بتاعك اللي سالب عقلك .....
فاطمة بتنهيدة...بقالوا كام يوم مش باين يا صفاء 
يا ترى راح فين ...واحشني اوي ...
صفاء بصوت عال...بنتك تجننت يا حاجة
سعدية...بقت بتحلم وهي صاحية .
فاطمة بتذمر...يعني عشان خدامة و فقيرة 
مش من حقي أحب و أعشق..بكرة الحلم هيتحول 
لحقيقة و هتشوفي.....
صفاء...و الله إنت صعبانة عليا يا بت...محدش قال 
إن الحب حرام بس لازم يكون من الطرفين 
و كمان لما تحبي.. حبي حد يكون مناسب 
ليكي...يعني زيك زيه...بلاش تبصي الفوق 
لحسن توقعي على جدور رقبتك و تنسكر...
فاطمة...أنا وقعت و خلاص يا صفصف.. بحبه 
و مش قادره أنساه و بحلم باليوم اللي يبقى فيه 
ليا...طول ما فيا نفس مش هبطل حلم و هعمل 
جهدي عشان يتحول لحقيقة...
صمتت قليلا ثم اكملت بعزم...
يعني هما الهوانم اللي فوق أحسن مني
في إيه مالكل عارف أصلهم و فصلهم 
و شوفي تجوزوا مين و بقوا إيه و إلا هي 
جات عليا انا يعني .
وضعت صفاء يدها على فم فاطمة تمنعها 
من إكمال كلامه و هي تنهرها قائلة بعد أن 
تفقدت الباب بنظرات خائڤة من دخول
أسياد المنزل...
إتكتمي يا بت و حطي لسانك جوا بقك...سناء هانم
لو سمعتك هيبقى آخر يوم ليكي هنا إنت و امك
أزالت يدها من عليها و تكمل بضجر...
أنا مش عارفة إنت جايبة الجرأة دي كلها
منين
فاطمة...من الحب...
صفاء بسخرية و هي تقلدهامن الهوب.. يعني
قلبك داه لف لف و مدقش غير للباشا إبن
الحسب و النسب.. عليا انا الكلام داه يا بطة
يا بت داه انا عارافاكي و فاهماكي اكثر
من نفسك...إنت حبيتيه عشان فلوسه
عشان عارفة إنك لو طلتيه هتبقى هانم...
زي اللي فوق...
فاطمة بغمزة و هي تتفقد والدتها المشغولة
بتحضير الطعام...برافو عليكي...أحبك و إنت
فاهماني يا صفصف...
في الأعلى...في جناح فريد....
كانت أروى قد إنتهت من تجهيز نفسها
حتى تذهب إلى جامعتها مع فريد الذي
خرج للتو من غرفة الملابس..بعد أن إرتدى
ملابس أنيقة جعلته في غاية الوسامة 
و أبرزت عضلات ذراعيه و صدره العريض 
مما جعل أروى تشرد قليلا و هي تتفحصه
بإعجاب لم يخف عن عينيه الثاقبتين 
ليتقدم نحوها مبتسما بعبث و هو يقول...
سرحانة في إيه
حركت رأسها بنفي و هي تجيبه بارتباك...
لا اصلي تأخرت على الجامعة....
نظر لساعته ليجد أن الوقت مازال مبكرا
ليقول...مممم فعلا الوقت تأخر اوي و الجامعة
زمانها قفلت...و....
كان يتحدث و هو يتفرس ملامحها الجميلة
وجهها الممتلئ الذي يشبه خاصة الأطفال
و عينيها الساحرتين كأعين المها...تسللت يديه دون وعي منه ليفك حجابها و تنسدل خصلات شعرها الشقراء
الحريرية التي يعشقها...
أفاق من شروده على يديها اللتين تبعدانه عنها
ثم سارت لتقف أمام مرآة التسريحة لتعيد ترتيب حجابها من جديد و هي تقول...
انا بقالي ساعة مرزوعة.. قدام المراية عشان 
أعمله...اوووف...
شعرت به يقف وراءه لترفع عيناها لترى 
صورته امامها منعكسة على المرآة...كان ينظر 
نحوها بتلك النظرات التي باتت تعلمها جيدا 
خاصة في المدة الأخيرة...
تمالكت أروى نفسها بصعوبة و هي تلتفت 
نحوه ببطئ تاركة حجابها يسقط على 
الأرض. 
إستطاعت أروى التحدث رغم كمية المشاعر 
التي كانت تعصف بها ليخرج صوتها ضعيفا 
فريد...و الشغل...
أحابها فريد و قد إتقدت عيناه بنيران الرغبة...
يولع الشغل و ابو الشغل....عشان...فريد هيتجنن...خلاص...
في قصر عزالدين.....
صعدت فاطمة الدرج بخطوات سريعة وهي
تحمل صينية الأفطار بين يديها...توقفت أمام
جناح صالح لتنظر على جانبيها يمينا و يسارا
قبل أن تضع الصينية على إحدى طاولة الزينة التي كان يعج بها بهو الطابق ثم وقفت أمام إحدى
المرايا لترتب شعرها و ملابسها ثم قرصت
وحنتيها لتدب حمرة طبيعية بها لتزداد جمالا
و إغراء بملابسها الضيقة الخاصة بالخدم لكنها 
كانت تتعمد رفع التنورة و فتح الأقفال العلوية 
للقميص...
إنتهت لتحمل الصينية من جديد و تطرق الباب
و هي ترسم على محياها إبتسامة ساحرة
جاءها صوته المهيب من الداخل لتتنهد فاطمة
و هي تحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيها 
من نصيبها....
دخلت لتجده يجلس في صالون الشرفة 
و رائحة عطره النفاذة تفوح في المكان...
وضعت الصينية فوق الطاولة و هي تعانقه
بعيناها بينما قلبها يكاد يقفز من مكانه
شوقا لرؤيته....
فاطمة برقة و هي تمسح يداها المتعرقتين
على جانبي تنورها
صباح الخير يا صالح بيه...أنا عملتلك
الفطار اللي إنت بتحبه....
نظر صالح نحو الصينية ليقلب عينيه
بملل قبل أن يهتف بعدم إهتمام و هو يعود 
ليتصفح هاتفه من جديد...
مش صفاء هي اللي متعودة تعملي الفطار
فاطمة بحماس...
أيوا بس هي عشان مشغولة شوية فقلت
انا أعملك الفطار...ذوقه هيعجبك اوي....
صالح دون أن يرفع وجهه نحوها
أنا ما بكلش الحاجات دي...انا ليا نظام
غذائي معين باكله على الفطار...
فاطمة بلهفة و هي تتمنى ان ينظر لها حتى...
قصدك عصير الخضار و الشوفان.. إنت بتاكله
كل يوم اكيد زهقت منه...جرب بس الفطار
اللي انا عملتهولك و إنت اكيد هتغير رأيك....
شعر صالح بالملل لمجادلتها ليرفع رأسه
عن الهاتف ليحدجها بنظرات غاضبة سرعان
ما تحولت لصدمة و هو يراها بتلك الهيأة
المختلفة...
وضع هاتفه بجانبه ثم إستند بظهره على
الأريكة ليعاود تفحصها من جديد بكل وقاحة...
قبل أن يرفع مقدمة قميصه و هو يشير نحوها
قائلا...
إيه اللي إنت عاملاه في نفسك داه
فاطمة و هي تبتسم...حلو صح...
صالح و هو يبادلها إبتسامة اكبر...
من ناحية الحلاوة...حلو اوي بس يا خسارة...
أسرعت فاطمة لتجلس بجانبه و هي
تهتف باندفاع...خسارة ليه قلي و انا مستعدة
اعمل اي حاجة عشانك...صالح بيه.. إنت عارف
إني....
مال نحوها صالح ليضع إصبعه على شفتيها
ليرتعش جسد فاطمة و كان كهرباء أصابته
من شدة تأثرها بقربه...
أغمضت عينيها و هي تشعر بأنفاسه الساخنة
تلفح وجهها...إنه النعيم بذاته.. نعيم قربه الذي
تمنته منذ اول مرة وقعت عيناها عليه حبها
المستحيل...
أما صالح فقد تأمل ملامحها الناعمة و عيناها
المغلقتين و هي يحرك إصبعه ببطئ شديد
على شفتيها و قد بدأ يتراءى له وجه يارا
مكان فاطمة شيئا فشيئا لتسحبه نحوها
رويدا رويدا...إنتفض صالح في آخر لحظة 
قبل أن تلتحم شفاههما صارخا بأنفاس متسارعة...
إنت إتجننتي...إمشي إطلعي برا مش عاوز 
اشوف خلقتك قدامي مرة ثانية....
وقفت فاطمة من مكانها لتقف أمامه و هي 
تقول بارتباك...انا مكانش.. قصدي.. و الله ڠصب 
عني....
إسند صالح رأسه بين يديه و هو يحدق في
أرضية الغرفة بعينين متسعتين و هو يتخيل 
حجم الکاړثة التي كانت ستحصل منذ قليل....
لا يزال غير مصدق أنه كان على وشك الوقوع 
في فخها و بإرادته بسبب لحظة ضعف...
نعم فهو يعلم جميع محاولاتها الإيقاع به 
لكنه لا يدري ماذا حدث له حتى ينجرف وراءها 
لهذا الحد...
حدجها بنظرات حاړقة قبل أن يقف من مكانه 
ليركل الطاولة بساقه و هو يدفع فاطمة 
أمامه پغضب أعمى حتى كاد يوقعها أرضا 
و هو ېصرخ بصوت عال...
قلتلك إطلعي برا إنت مبتفهميش.....
هرولت فاطمة خارج الجناح و هي تبكي 
بصمت متوعدة له في قلبها بسبب إهانته لها 
إستندت على الحائط بجانب الباب و هي 
تكفكف دموعها قبل أن تتفاجئ بيد 
أحدهم يمد لها بمنديل ورقي.....رفعت رأسها 
لتجد.....
داخل الجناح.....
كان صالح يلكم كيس الملاكمة المعلق بغرفته 
حتى تعرق جسده...إلتقط أنفاسه اللاهثة 
بصعوبة و هو يمسك بالكيس بين يديه حتى 
يمنع تحركه...نفث الهواء من فمه بقوة و هو 
يستمع لهاتفه الذي كان يرن بإلحاح دون توقف...
أجاب بعد رؤية هوية المتصل...أهلا...أهلا 
يا بيبي واحشاني كنت لسه حالا هكلمك.....
إمتعضت ملامح يارا لسماع صوته البغيض
و هي تدعو له بالهلاك داخلها...قبل أن تجيبه...
أنا بكلمك عشان عاوزاك في موضوع مهم...
قهقه صالح قبل أن يردف بوقاحة محولا
وجهة حديثها...و انا كمان...عاوزك..
تأففت يارا و هي تكز على أسنانها پغضب 
قائلة
صالح...انا...
صالح مقاطعا إياها بنبرة ملحة
يا روح و قلب صالح...قولي إني وحشتك اوي...
و بتفكري فيا طول الوقت....
إرتبكت يارا قليلا قبل أن تردد وراءه رغما 
عنها...وح...وحشتني أوي يا حبيبي.....
إبتعلت ريقها پخوف و هي تنتظر إجابته 
التي جاءت سريعة متلهفة و كأنه طفل صغير...
مش أكثر مني...يا روحي...انا بقيت بتخيلك
قدامي في كل مكان..انا لازم اشوفك حالا...
نظرت يارا نحو مروى التي كانت بجانبها 
تستمع لحديثه معها لتشير لها الأخرى 
بمجاراته لتقول يارا...حاضر....هعمل اللي إنت 
عاوزه بس في حاجة كنت عاوز اقلك عليها 
قبل ما تسمع و تزعل مني .
صالح بأنفاس ثائرة و هو يرمي قفازه
حاجة إيه...
يارا يتردد...بس اوعدني إنك مش هتتعصب 
عليا عشان انا مليش ذنب....
صالح...يلا تكلمي سامعك....
يارا و هي تنظر نحو مروى التي كانت
تشجعها...في واحد كلم بابا...عشاني...
صالح بهدوء...عشانك.. يعني إيه مش فاهم....
يارا بصوت مرتعش...عاوز يتجوزني....
ابعدت الهاتف قليلا عن أذنها عندما صړخ 
صالح پجنون...عاااااوز إيييه يارووووح امك
عاوز يتجوززززك ....هو مييين إنطقي ...
و إلا أقلك اسكتي...و إوعي تقولي إسمه 
اقسم بالله لو سمعتك بتنطقي إسمه او 
إسم اي راجل ثاني على لسانك على 
لسانك حقتلك فااااهمة....إنت ليا انا لوحدي 
يارا بتاعة صالح و بس....
كان يتحدث بلهجة المختل العقلي الذي 
يسأل و يجيب لوحده و هو يكمل محاولا 
تهدأة نفسه...إبعثيلي
إسمه في رسالة حالا...و جهزي نفسك عاوز
اشوفك الاسبوع داه....
أنهى المكالمة و هو يلكم كيس الملاكمة 
ليبعده من أمامه و هو ينفث الهواء بقوة 
متوعدا لذلك اللذي تجرأ و نظر لإمرأته....
وضعت يارا الهاتف من يدها و هي 
تضع يدها على قلبها قائلة...
يا لهوي..قلبي كان هيقف من الخۏف...
أنا بټرعب منه حتى و هو بعيد عني....سمعتيه
كان پيصرخ إزاي...
مروى بتفكير...ايوا بس مش ملاحظة 
حاجة يا ريري....
يارا و هي تتمدد على ظهرها ناظرة للسقف...
ملاحظة إني تورطت مع واحد مچنون 
و مش هعرف أخلص منه طول حياتي....
مروى...هو من ناحية مچنون...مچنون بس 
إنت لاحظتي إزاي كان بيقلك قوليلي 
إني وحشتك و بتفكري فيا طول الوقت...
يارا و هي تقطب حاجبيها دون فهم...
أيوا...عادي هو احيانا لما يتجنن بيقولي
كده و انا بقعد أجاريه لحد ما يهدى....
مروى و هي تبتسم بخبث بعد أن لمعت 
في ذهنها فكرة ما...
طيب و إنت ليه متستغليش نقطة ضعفه 
دي و تطلبي منه اللي إنت عاوزاه....
يارا بيأس...حاولت يا مروى...بس رفض 
يسيبني قلي بالحرف الواحد إنه مأجر 
ناس عشان تقتلني لو هو ماټ...
مروى و هي تشهق پخوف...يا نهار اسود...
داه طلع فعلا مچنون...إنت لازم تلاقي حل 
بسرعة و تخلصي منه....
يارا...عاوزاني أعمل إيه يعني...ماهو على
عينك مسبتش حاجة و معملتهاش....
مروى...أنا لو مكانك أحكي لأنكل ماجد 
على كل حاجة و هو هيتصرف.. أكيد 
هيلاقي حل...أي بنت في الوضع داه 
لازم تحكي لأهلها و هما هيتصرفوا..على
الاقل يبقوا عارفين الحكاية و النذل

انت في الصفحة 7 من 20 صفحات