رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم
لن يتوقع احد أنها تتركه في مكتبها هنا إن علم أحد باللامر اخذت تختار بين الامكان التي اخبرها بها عقلها حتي هداها تفكيرها لمكان جيد ربما رأت مثله من قبل في التلفاز ... هناك صورة كبيرة انزلتها وبمشرط رفيع فتحت فتحة جانبية وادخلت الملف واغلقته بصمغ حتي لا تظهر الاوراق ان امسك به احد وارجتعه مكانه من جديد
تمت بنجاح والباقي ستبدأ به غدا ستهاتفهم لتخبرهم بترك القضية وستتحدث مع وسيم ولو بالقليل جمعت ما تريد في حقيبتها وغادرت المكتب سريعا وركبت لبيتها
مازال علي فراشة يستند بظهره عليه ... ينظر لها مطولا وهي علي الاريكة تمثل الانشغال عنه بهاتفها وهي في الحقيقة معه في كل حركة وهمسه لكنها خائڤة من الاقتراب منه او من محيطه ... يشعر بخۏفها فهو جاليا في عينيها ونظرتها المشوشة تارة والمتعجبة تارة آخري وخصوصا لما يفعل! وماذا يفعل هو غير الابتسامات الغير مبررة والضحكات الخاڤتة والتي تجعل من قلبها ونبضها يتقافز عاليا ېصرخ بداخلها مجنوووووون
تنبهت كل حواسها دفعه واحده فقليل ما يسألها عن ذلك بالعادة يتركها حتي تتمدد لجواره بمفردها ... حدثته بشك لا مش جاي لي نوم
نظر لملابسها بتدقيق فهو يراها ترتدي ملابس خروج وغير ذلك حجابها المفكوك علي اكتافها كأنها عائدة من مكان وخلعته او ستذهب بعد قليل ... يعلم جيدا انها تنوي لفعل شئ شخصيتها رغم خۏفها لكنها خلقت متمردة لا ترضخ بسهولة لاي ما كان ... فهتف وهو يميل للجهة المعاكسة لها يتخذ من كلتا يديها وسادة داعمة لرأسه علي راحتك
في غرفتها تجلس امام مرآتها تمشط شعرها القصير ورفعته في ذيل حصان عاليا ... تنظر لسلسالها الذهبي وتبتسم پغضب وسخرية تلك الرعناء تفكر أنها تمتلك واحده لها فقط لا تعلم أن الاخري لي حتي وإن لم اطلبها لكنه اعطاني اياها بمحض إرادته ... لا تعلم ما شعرت به وقتها من قيمة ردت لي اشياء كثيرة ... كنت ظننت أنها دفنت تحت رماد بعيد ... يجب أن تعلم انها ليست له وحدها فقط بل هناك من هي الاصل حتي وإن كانت شجرة لا تثمر فهي في قلبه ولن تنزول
أزالت كحلها وهي تصعد الدرج ... لكن تجمدت يديها علي وجهها وهي تراها قادمة من بعيد ابتسمت وارخت يديها تقترب منها هي الاخري ... نظرت لها من بعيد بعينيها واتسعت رويدا رويدا مع اقترابها لتنحرف في اتجاهها متحدثه ايه ده!
تحدثت في ڠضب ازاي تدخلي اوضتي وتاخدي السلسلة كده هي وكالة من غير بواب
ابتسمت في تشفي متحدثه اوضت ايه اللي ادخلها يا انتصار بين الحمل كال عجلك ... دي بتاعتي
اتسعت عينيها في ذهول
اتبعت حنان فارس جبهالي ... من غير ما جوله والله
اسبلت لا تصدق ثم همست ايه!! جيبهالك من غير ما تقوليله ...ثم اتبعت في صمت وزي بتاعتي كمان لا ده اټجنن بقي ماشي يا فارس ال......
حنان وهي تمسكها بين يديها زعلت انها شبه بتاعتك بس يالا ميضرش
همستةفي فحيح لا يضر ... وهمست انا الاصل انا ام الولاد يا حنان اوعي تنسي ده
ابتسمت متحدثه لاه منسياش بس اياك يكون حجيجي علي العموم إنت ادره ولا ايه
اشټعل ڠضبها متحدثه بكره لما املي له الحته عيال هينشغل بيهم وهينساك متفرحيش قوي كده
شعرت بالالم والاهانه لكنها تماسكت متحدثه لاه متجلجيش انا هكون معاه وسطيهم كمان مش هسيبه لوحده
دفعت كتفها وهي تبتعد متحدثه ربنا يريحنا من اللي في باللي بقي
نظرت لخطواتها في ڠضب وهمست في الم متحدثه يارب اللي فيا يجي فيك يا إنتصار وتدوجي ناااري ثم ابتعدت في خطوات وئيدة لغرفتها
نزلت لاسفل جلست مع اولادها وشجن قليلا ثم اتجهت تتناول بعض من العصير قبل صعودها ... وصعدت الدرج في ڠضب مازالت كلمات الاخري تشعل الڼار في قلبها ودمائها
اتجهت لغرفتها وتحديدا في تلك البقعة التي دعت عليها بها ... تزحط قدمها لتسقط أرضا وفسقوطها شعرت بأن ما في بطنها قد هشم ...صړخت بقوة
الصغار وشجن كانوا يشاهدون التلفاز بالاسفل وفارس خارج البيت رحيم نائم وكذلك أمه ... اثنتان فقط هما المتيقظتان واستمعوا لصړاخها ... واحد منهم خرجت سريعا بالفعل وكانت حنان لتري تلك الساقطة ارضا تتألم حتي غير قادرة علي الصړاخ مرة آخري
كحظت عينيها لا تصدق وتعجبت أكثر واكثر متسأله هل استجاب الله لدعواتها بتلك السرعة ام انها مجرد صدفة ... لا تعلم لكن مازال التعجب مسيطر عليها تنبهت ماذا عليها أن تفعل وخصوصا أن لم يستمع لها احد سواها هل ستتركها ام ستقترب منها لتسعفها ... فكرت وقررت وكان القرار دخولها للغرفة من جديد وغلق الباب وتركتها في المها ... لتعرف بعض منه
كانت الاخري سلوان في غرفتها تريد الذهاب لمعرفة من تلك التي تصرخ لكنها تراجعت محدثه نفسها لا خليك أنت ناقصة مشاكل كفاية اللي انت فيه كفاية الاستاذ اللي نايم ده عليك
وظلت علي الاريكة ولم تتجه لها
كانت في الخارج تتألم بقوة وشعرت بأن شئ سال منها لا تعرف ما هو ولم تقدر علي أن تراها ... خائڤة علي جنينها رغم الالم تنادي بإسمه ليأتيها ... هل ييسر الله الامر إلا إن أراد
الحب لا يظهر الا مع الصعوبات
وصلت راية للبناية وصعدت الدرج ومازال التفكير يسيطر عليها ووغزات قلبها مستمرة تحاول أن تكذب قلبها لحدوث شئ ما ... لكن الاوان قد فات وهي تري باب الشقة ليس مغلق تماما .... ماذا يعني ذلك انتفضت تدفعه ببطئ وقلبها تركض للداخل يبحث عنها هل هي من تركته بالخطأ إن كذلك ستوبخها فقط لا تجدها وحتي التوبيخ ستتركه ليس مهم المهم أن تكون بخير تبحث في كل مكان لتجدها عينيها تناديها تتمني لو تراها الآن .... القلب ېصرخ اين هي ليس من العدل أن يكون حدث لها سوء .... لكن العقل يعافر فوجه تفكيرها لوسيم لتتجه لشقته سريعا تطرقها بهدوء ثم تعالت الضربات ... حتي ظنت ان كل الجيران ستأتي لها لا محاله .... وبعد ان احست ببرودة يديها وتخدير بها نتيجه الضړب القوي اتجهت لهاتفها تخرجه وتفكر ستحادث من .... من سينجدها ... هل يوجد غير وسيم!
اتصلت عليه وصوتها مبحوح ...
عندما استمع لصوتها الحزين بتلك الصورة نهض من علي مكتبه متحدثا في ايه مالك يا راية !
كان جوابها قاطعا الحقني يا وسيم الحقنييي وبدأت في البكاء
تجمدت اطرافه لا يعلم
ما بها لكنه سيقتل أحد ان لم يعرف الان بكائها ضربه بقوة فتحدثا بإنفال وصوت
حازم احكيلي في ايه وقوليلي انت فين وانا جايلك مسافة السكة
دموعها سبقت كلماتها متحدثه رحمة اتخطفت يا وسيييييم رحماااااة
اتسعت عينيه ثم عبس متعجبا يتسأل في صمت كيف خطفت ولما! فتحدث بصوت عالي ازاي يعني اتخطفت ومين اللي خطڤها
مش عارفه أنا جيت من بارة لقيت الباب مفتوح وهي مش في الشقة كلها
طب اتصلتي بيها
ردت في بكاء ونحيب عالي ايوه اتصلت لقيت تلفونها هنا ازاي هتخرج وتسيب الباب مفتوح وتلفونها كمان متاخدوش
طب اهدي بلاش دموع وانا جايلك علي طول
مر وقت قصير لكنه ابطئ من الف عام لديها تنتظر وصوله ... او ظهورها تري اين توجد الان ومن خطڤها ... ثم تذكرت الاوراق فهمست لنفسها يكون هو اللي عمل كده عشان ياخد الورق تاني ... مش معقول امال هيكون مين بس ياربي
في بيت قديم متهالك
كانت نائمة علي الارض والتراب يملئ المكان وخيوط العنكبوت في كل زاوية وليست خيوط عادية بل هي اشبه بستائر ... كانت غائبة عن الوعي في عالم آخر
حاول الرجل الذي ضربها أن يجعلها تسترد وعيها لكن لم يقدر
فحدثه الاخر بشك أنت عملت ايه في البت يا أبو عمو البت مبتفوجش خالص
رد في ڠضب عملت لها ايه يعني هي اللي خرعه من اول ضربه وجعت علي طول
ضحك عاليا وتحدث بسخرية من أول ضړبة علي جولك خرعه مهما بنات مصر كده عضمهم طري مش زي بناتنا ناشفين
صدقت يا اخوي واقترب يضرب وجهها من جديد بقوة أكبر
صړخ من خلفه وهو يدلف منفعلا هتضربها كده ليه جنيت اياك!
تحدثت بتلعثم مم ا هي مبتفوجش
نهره متحدثا باعد يا چحش أنت كده واقترب يضغط علي ما بين عينيها ويدلك جبهتها برفق... خرجت منها آنه خافته
اتسعت عيون من كانوا خلفهم ونظر احدهم للاخر نظرة تخبره بأنه جاهل ويجب أن يتعلم!
ثم رتب علي وجهها لمدة دقائق آخري لم تفق ايضا ... الټفت للرجل الذي يقف خلفه مرتبك وتحدث پغضب عملت فيها ايه يا بعيد!
رد پخوف والله معملت فيها حاجة أنا ضړبتها بس
تحدث بصړاخ غور هات لي جردل مايه
نظر له الرجل بتعجب ... فصړخ به يالا بتبحجل لي كده ليه هتاخد لي صورة اياااك
رد وهو يسرع في خطواته حاضر اهه حمامه
نظر لها من جديد ملامحها بريئة لا تتناسب مع المكان من حولها هي اشبة بوردة ولكن وسط الرماد
نهض من جلسته القرفصاء ينفض التراب عن عبائته متحدثا بقوة وهو يضمها له حتي لا تتسخ من جديد بسررررعة يا .....
إن تخاذلت عن نجدتها هل سيتخاذل ضميرها بالطبع لا
نفثت بقوة وهي تنهض لها منظرها وهي تتألم لا يفارقها كيف ستتركها هكذا ربما اصابها واصاب ابنها شئ ... حتي وان کرهت افعالها فلن تتمني مۏتها ولا مۏت ابنها اسرعت في خطواتها تفتح الباب راكضه لها
كانت اوشكت علي الاغماء ... همست لها وهي تقترب الحقيني يا حنان انخفضت لمستواها متحدثه مټخافيش هتبجي زينه جومي معاي
... رأي من بعيد ذلك المنظر هرول لهم