السبت 23 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس الفصل الرابع والثلاثون بقلم روز امين

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أنا لها شمس..بقلمي روز آمين
عاشقة أنا..أحبك نعم بل وصلت مشاعري معك لعمق المشاعر وعشق الروح..ولكن عذرا مالك لبي وفؤادي..فأرجوك لا تطلب مني محو حلمي وقطع طريقي الذي بدأته منذ أن تحررت من قيودي وكسرتها لاتيقن حينها كيف يكون طعم الحرية..إذا كنت تحبني حقا فكلل ذاك العشق بمساعدتي باحتفاظي بكياني وكرامتي..هذا هو مطلبي الوحيد.

تطلعت عليه بتمعن ليتابع بجدية 
تقدمي إستقالتك.. وموضوع الشغل تنسيه وتخرجيه من دماغك نهائي. 
إتسعت عينيها ذهولا لتتراجع للخلف وهي تشمله بنظرات تملؤها خيبة الأمل قبل أن تنطق بخفوت
إنت بتتكلم بجد يا فؤاد! 
إنت فعلا عاوزني أسيب شغلي اللي تعبت عليه تلات سنين بحالهم! 
خرجت تنهيدة حارة من أعماق صدره لينظر لها بتعمق قبل أن ينطق بصوت هادئ 
حاولي تفهميني يا إيثار..أنا بحبك وعاوز أريحك..شغلك صعب وكله ضغط على أعصابك وعقلك..وأنا مش حابب أشوفك تعبانة 
واستطرد بنظرات حنون وهو يحتوي كفيها بين راحتيه كي يحسها على التراخي 
ده غير إن أنا ويوسف محتاجين لك في حياتنا
ولو رفضت...قالتها وهي تنظر بتمعن بعينيه لينطق مترجيا 
تبقى غاوية توجعي قلبي وتتعبيني معاك..لأن ببساطة طول ما أنت برة البيت بالي هيبقى معاك ومش هرتاح ولا هعرف أركز في شغلي ولا في أي حاجة في حياتي
قطبت جبينها ليتابع بإبانة مستعرضا المخاطر التي تحوم حولها 
نصر وإبنه المچنون مش هيسبوك في حالك..إفهمي..اللي حصل النهاردة ولا هو أول محاولة ولا هتكون الأخيرة
هزت رأسها برفض قاطع قبل أن تنطق في محاولة منه لنقل وجهة نظرها 
إسمعني إنت وحاول تفهمني يا فؤاد..شغلي بالنسبة لي مش مجرد شغل
هزت رأسها لتتابع بتأثر شديد 
ده أماني أنا وإبني بعد ربنا..ده اللي حماني وكفاني شړ الذل والحوجة لنصر وإبنه طول السنين اللي فاتت
أخذ نفسا مطولا لينطق متبعا سياسة النفس الطويل لكي يقنعها
خلاص يا بابا..كل ده إنتهى بمجرد ما بقيتي حرم فؤاد علام ومبقاش فيه داعي للشغل..لأن ببساطة أنا وكل ما أملك بقينا ملكك..وبما إني بعتبر يوسف زي إبني فحقه عليا إني أعيشه في نفس المستوى اللي أنا عايش فيه
محدش هيصرف على إبني غيري يا فؤاد...قالتها بقوة لتتابع برأس شامخ وبروح الأنثى عزيزة النفس الكامنة بداخلها 
وزي ما اتحملت مصاريفه طول السنين اللي فاتت أنا بردوا اللي هكمل معاه لحد ما يبقى راجل ويتحمل مسؤلية نفسه
اتسعت عينيه من حدتها ليسألها مستفسرا بتعجب 
وأنا وراحتي يا إيثار..ملناش أي وجود في حساباتك! 
بنظرة تمتلؤ بالحنان تحدثت 
إنت جوزي وحبيبي وعوضي الحلو اللي ربنا كافئني بيه على صبري..بس علشان خاطري حاول تفهمني وتقدر مشاعري 
يعني إيه!... نطقها بحدة لتجيبه بنبرة مټألمة 
ناس كتير فاكرين إني وقعتك وإتجوزتك علشان فلوسك 
ولو قعدت من الشغل هبقى بأكد لهم شكوكهم فيا.. زائد إني مش حابة أعقد إبني لما يكبر 
قطب جبينه بعدم استيعاب لما تقصد لتتابع بإيضاح 
مش عاوزة أعرض إبني لأي حاجة تقلل من كرامته وتحسسه إنه أقل من أي حد..نفوس الناس مش كلها سوية يا فؤاد..أكيد هييجي حد يطلع عقده على إبني ويعايره بإن جوز أمه هو اللي كان بيصرف عليه لحد ما خلاه راجل..لو ده حصل ھموت يا فؤاد
كان يتطلع إلى صدق مشاعرها بقلب وعقل مذبذبين..ماذا عليه أن يفعل..أيجبرها على أن تترك عملها بالإكراه ويجعلها تفقد كبريائها وعزة نفسها على يداه..أم يوافق إرادتها ويعرض حياتها للخطړ بجانب عدم راحة قلبه العاشق لخروجها بشكل يومي..مرر كف يده على وجهه وأغمض عينيه باستسلام لتقترب وهي تزيل كفه للأسفل ليتطلع عليها وهي تقول بنبرة حنون حاولت بها استقطاب هدوئه 
علشان خاطري متزعلش وحاول تهدى
هز رأسه بشرود ليقول بعدما اهتدى بتفكيره لذاك الحل 
خلينا متفقين إن مهما حصل لا يمكن هوافق على رجوعك لشركة أيمن الأباصيري تحت أي ظروف
احتدت ملامحها واكتست پغضب عظيم ثم فتحت فاهها تستعد لهتاف حاد وقبل أن تعترض أوقفها بكفاه حيث أشار بهما وهو يخبرها بما انتوى 
ولو كان شغلك ضروري قوي بالنسبة لك يبقى من الاولى تستلمي منصب في شركتنا.. وأهو على الأقل تبقى بتابعي مال جوزك وتراعي مصالحنا
اتسعت عينيها لتهتف باعتراض 
لا طبعا..أنا مستحيل أوافق على كده
واسترسلت بإبانة 
أنا لو عملت كده هبقى بأكد لهم... 
وقبل أن تكمل حديثها الهرائي بالنسبة له قاطعها بصوته الحاد وهو يهتف هادرا بعينين تنذر بنشوب حرب قادمة 
قسما بالله ما أسمع كلمة تانية تخص الناس واللي هيقولوه لتشوفي مني وش ما هتقدري تستحمليه دقيقة واحدة
أخرجت صوتها بكثيرا من الأسى والحزن والضعف الذي أدمى قلبه 
مقدرش أغفل عن الكلام لأنه خارج من أقرب الناس لينا يا فؤاد
يا ستي طظ في كل الناس وألف طظ...قالها بعينين تطلق شزرا..توقف عن الكلام للحظات وأغمض عينيه وأطلق زفرة مطولة ليأخذ إستراحة من حالة الڠضب التي تملكته ثم فتح جفونه لينظر عليها من جديد وهو يقول بنبرة حاول ضبط النفس من خلالها 
إسمعيني كويس يا إيثار..أنا مش هقبل إن مراتي تشتغل في أي مكان وعند أي حد وعيلتي بتملك مجموعة من أكبر الشركات الموجودة في البلد..وأبويا شريك فيها بالنص
تنهدت تستدعي هدوئها لتنطق متسائلة 
طب تقدر تقولي هشتغل إيه هناك!  
ضيق بين عينيه ليجيبها مقترحا
إنت خريجة تجارة..تقدري تمسكي قسم المحاسبة وتطوري نفسك فيه ويبقى كارير ليك
تنفست بهدوء تحت نظراته المترقبة لتنطق أخيرا بموافقة مجبرة لإرضاء زوجها الحبيب 
خلاص يا فؤاد..اللي تشوفه صح أنا موافقة عليه
تنفس براحة وهو يقولكنت واثق إن حبيبي عاقل ومش هيعمل مشكلة من موضوع بسيط زي ده
إبتسامة خاڤتة اعتلت جانب ثغرها لتقول بهدوء 
أنا بحبك يا فؤاد ومستعدة أعمل أي حاجة علشان نعيش مبسوطين في حياتنا..الشعور ده زاد خصوصا بعد ما اطمنت على حضانة يوسف
تحدث بنبرة جادة 
وأنا عاوزك تكوني واثقة ومتأكدة إن أي حاجة بعملها..فهي علشان حياتنا تستقر ونعيش كأي زوجين عاديين ومعانا يوسف
تنفس بقوة وظهر على ملامحه الڠضب وهو يتابع قائلا پانكسار رجلا عاشقا حتى النخاع 
مكنش سهل عليا أسلمك بإيدي للحيوان طليقك..جسمي كان قايد ڼار وأنا بتخيل أيدين الحيوانات اللي مأجرهم لخطڤك وهي بتلمسك
وهز رأسه ليتحدث مستسلما بخفوت 
بس مكنش قدامي حل غير ده علشان أقفل باب الحضانة نهائيا وبدون راجعة.. كان لازم الاب يمضي على التنازل وإلا كنا هنفضل عمرنا كله في مماطلة المحاكم وقضايا رايحة وقضايا جاية من الطرفين
تطلعت عليه بعينين عاشقة ممتنة.. أمسكت كفاه ومالت تقبلهما قبل أن ترفع وجهها من جديد وهي تنطق بصدق 
أنا عارفة يا حبيبي ومقدرة جدا اللي عملته علشاني.. بالعكس أنا لازم أشكرك ألف مرة إنك ضحيت بحاجات كتير قوي وضغطت على نفسك علشان تريح قلبي من ناحية يوسف
مكنش سهل عليا والله يا حبيبي...نطقها بضعف ليسترسل موضحا بإبانة 
بس علشان عارف إن يوم ما هياخدوا يوسف منك هتعيشي معايا جسد بلا روح.. عملت كل شئ ضد مبادئي ورجولتي علشان مخلكيش توصلي لليوم ده
نزلت دمعة من عينيها

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات