رواية زمهرير من الفصل الثامن والعشرون إلى الثلاثون "بقلم ايمان سالم"
تطلب اغلق الضوء الا من ضوء جانبى خاڤت يسمح له برؤية عيناها السوداء تضيء وتتوهج وكأنها قبس من نور
شعور بالرضى لم يحظاه قط ... وهي جواره الآن متلبكه لكن الخۏف قد انقشع بعيدا وهذا ما جعله ينام براحة تامه
ظلت على وضعها خشية ان يستفيق لمدة طويلة ثم تحررت من بين يديه متجهه للمرحاض واختلست النظر له قبل دخولها واغلقت الباب خلفها ترتكز على الحائط وتطلق لانفاسها المبعثرة العنان تنهج وكأنها في سباق لا تعلم هل ما حدث حقيقي اتجهت للمرآة تتطلع لنفسها بشك هل كل هذا الرضى وهي بتلك الصورة إن لم يكن ضعيف البصر فالبتأكيد غلق الضوء اتى بثماره وإن يكن يا عزيزة فلتفرحي .. اشعري بكيانك ولو مرة .. اشعري حقا إنكي مرغوبة كما تمنيتي طوال عمرك .. افرحي يابت قالتها وهي تبتسم لنفسها مازالت تتأمل جانبي وجهها الشيطان يحاول ذبذبتها من جديد لكنها في حالة من السعادة كبيرة فلم تستمع له
ابتسم لها وهو يتطلع لها بنصف عين والاخري مغمضة واكمل نومه حتى الصباح
الاسم كامل
اجابته وهي تشعر بالالم
سألها مباشرة .. إيه اللي حصل بالظبط يوم الحاډثة وايه سبب وجودك في المكان ده اللي على حد علمي بعيد عن شقتك
هتف المحقق وهو يرفع البطاقة امام عينيها .. الانسه شيرين صح كده
ايوه حضرتك
هتف بتعجب وسخرية .. وهي في انسه بتكون حامل وتجهض بردة
ايه قصدك ايه! ان ابني راح لا متقولش كده !
نظر لها المحقق وهتف بثبات يعني كنتي عارفة إنك حامل ... كانت تبكي بشكل هستيري ولم تجب على اسئلته
ضړبت بطنها بقوة هاتفه .. يارتني مت أنا كمان آااه
اشار لمن معه بنداء الطبيب ولم ينتهي الامر الا بحقنه مهدئه جعلتها تغيب عن الواقع ولو لقليل
سأل المحقق الطبيب .. هي مكنتش تعرف انها اجهضت
لا مبلغتهاش خفت عليها من آثر الصدمة
اومأ الطبيب متحدثا .. ياريت لم تتحسن تبلغني عشان اكمل التحقيق معاها
معلش يا رحمة أنا واقعه في مشكلة وعاوزاكي ضروري
تعجبت رحمة من استنجدها بها وهتفت .. بيا أنا مشكلة إيه خير يارب
حصل مشكلة بيني أنا و.... إحدى صديقاتها وعاوزاكي تصالحينا على بعض
نظرت رحمة لساعتها متحدثه بتأكيد .. خلاص بكرة هكلمها ونتقابل في مكان واصالحكم على بعض
هتفت سمر في خبث .. لا دلوقت يا رحمة ارجوكي عشان خاطري لو ليا معزة عندك
خلاص تمام بس عشان خاطري يا رحمة تقنعيها لاني زعلانه من نفسي جدا
حاضر هشوف وهكلمك
اغلقت معها وبالفعل اتصلت براية لكن الهاتف كان مغلق فكرت في محادثة هارون لكنها تراجعت وفي تلك اللحظة جائها اتصال من فجر
مساء الجمال يا رحمة
مساء النور يا فجر
وكنت لسه هخرج
طب تمام اعدي عليكى اوصلك في سكتي أنا كده كده كنت قريب منك
هتفت رحمة بتعجب عاوز تقنعني أنك مش جار ليا مخصوص
هتف بضحكة صادقة .. حبيبي ذكي اعما ايه بس
فجر .. نادته بتردد
اجابها بشك .. مالك يا رحمة في حاچة
مفيش سمر كلمتني وسردت له ما قالت
سألها طب وأنت عاوزه إيه
مش عارفة الصراحة بس هي كلمتني عشان احل بينهم الخلاف مش عاوزه اخذلها فيا
خلاص أنا تحت اهه انزلي وأنا هاجي معاكى عشان لو راية اتكلمت تيجي فيا أنا وامري لله
بجد يا فجر أنت طيب اوي
بحبك ومش عاوزك تزعلي
ضحكت وهي تصعد السيارة متحدثه .. خلاص هكلمها واشوف هقبلها فين
اعطتها عنوان لشقه ظنت أنها لصديقتهم لكنها فوجئت بسمر تخرج متحدثه .. اتأخرتي ليه ونظرت لفجر متعجبه .. الله فجر معاكي
ايوه جه معايا عشان الوقت اتاخر
نظرت له بفخر وتحدث وهي تصافحه .. فجر طول عمره جنتل
اتفضلوا هغير هدومي وهنمشي على طول بس اجيب لكم حاجة على السريع تشربوها لحد ما اخلص
هتفت رحمة انا هشرب عصير فراولة
وانت يا فجر
اي حاجة ساقعة
وضعت لفجر حبة هلوسة
واحضرت لهم ما طلبوا واخبرت المنتظر بالخارج عما حدث
في مكان آخر ....
جات لنا إخبارية دلوقت بتقول إن الشقة رقم 13 في المنطقة .... شقة مشپوهة ودي مش اول شكوى تيجي وبناء عليه هنقوم بعملية مداهمة للعقار جهز نفسك يا وسيم
أنا جاهز أطلع أنت مع القوات وأنا وراكم ونتقابل هناك
تمام وجاري التنفيذ
وبينما وهي تراقب الوضع سقط الكوب على قميص رحمة الابيض واتسخ
صړخت رحمة منتفضه وهتفت بفزع .. يا نهار ابيض همشي كده ازاي دلوقت
ادخلي الحمام نضفيه بسرعه هكذا اخبرتها سمر
وفجر يشعر بتغير طفيف يحدث له وكأن جاءته قوة من السماء جعلته في حالة انتشاء غريبة
تسللت سمر للخارج والتقت مع الرأس المدبرة لكل شئ هتف وهو يسحبها للمصعد .. يالا مفيش وقت زمان البوليس بقي هنا
شهقت سمر متحدثه .. أنت بلغت عنهم!
دفعها للخروج من المصعد متحدثاانت لسه فاكرة ده من زمان واكيد على وصول يالا يا ماما قبل ما نتفضح وبالفعل غادروا البناية
وقت بسيط وكانت القوات بقيادة وسيم أسفل البناية في وضع استعداد لمداهمة الشقة المبلغ عنها
في الاعلى لقد تم المراد وغادروا سريعا متخذين المصعد وسيلة للنجاة قبل وصول الشرطة
وصل وسيم مع قواته وطرق الباب بقوة
انتفض فجر متحدثا قبل أن يصل للباب .. مين اللي بيخبط كده وبفعل العقار وجد نفسه يتجه للباب يفتحه وكأنه منزله.. وتفاجئ بمن هم أمامه وخصوصا وسيم
أما وسيم فصډمته جاءت للحظات من الصمت مع إتساع العينان هنا تحرك زميله من خلفه متحدثا .. عندنا أمر بتفتيش الشقة
فجر بإستنكار .. نعم! وليه تفتشوا الشقة
والله الكلام ده تبقي تساءلوا بعدين فتشوا الشقة امرا بذلك قواته
كانت في الحمام تعدل ملابسها المتسخة وتسب نفسها كيف ستتخلص من تلك البقعة الحمراء والسبب في ذلك هو عصير الفراولة
وجدت الباب يفتح دون طرق
صړخت متفاجئه من يفعل ذلك منهم توقعت سمر لكن المفاجئة الأكبر هي وجود شخص غريب متجهم الملامح
اتسعت عيناها وتراجعت للخلف تضم القميص عليها پخوف ورجفة متسائله بتلعثم .. أنت مين ودخلت هنا إزاي!
لكن لم يمهلها الوقت وهو يسحبها من يدها للخارج
صرخاتها عبئت المكان جعلت من فجر يتحرك لها ووجه لكمه قوية له اطاحت برأسه قليلا
هنا تدخل زميل له ممسكا بذراعي فجر للخلف وكان في حالة من الثورة والهياج الشديد
لكن المفاجأة الاكبر كانت من نصيب وسيم حينما رأها بتلك الصورة هتف دون تصديق رحمة!!!
شهقت وكادت تسقط ارضا وهي ترى كل تلك الافراد ومن بينهم وسيم تشعر بالدوار لاتعلم ماذا يحدث هنا!
تهز رأسها بنفي وتوزع النظرات التائهة بين فجر ووسيم
تحاول فهم ما يحدث حتى أنها غفلت عن سمر وأنها الان غائبة
مبروك يا مدام أنت حامل
سقطت على المقعد لا تصدق ما سمعت للتو ترى هل هي تحلم
29الفصل التاسع والعشرون
زمهرير