رواية زمهرير من الفصل الثامن والعشرون إلى الثلاثون "بقلم ايمان سالم"
يخليك منجصاش
اقترب هاتفا وهو يؤكد .. لتكوني مفكراني عفريت!
صړخت مؤكده .. جبتش حاچة من عندي واشارت بيدها .. انصرف لا تأذينا ولا نأذيك هو أنت موركاش غيري
مسح فضل وجهه هاتفا .. دي بينها ليلة غبرة اعجلي كده يا عزيزة واهه أنا جدامك لو عفريت كان زماني اتحرجت من ساعتها ده أنت جرأت المصحف كلياته
نظرت له في شك تحاول التماسك وان تعقل الامر
انتهت وهي تتنهد وضربات قلبها متسارعة التفتت تنظر لمكانه فوجدته خالي شهقت بقوة لكن الصدمة الاكبر أنه كان لجوارها رافعا يده يغلق الستار مشرفا عليها
رأته من هنا وما شعرت بنفسها ولا بشئ
لحظات وافق من صډمته نزل لمستواها وحاول افاقتها حتى شك أنها ماټت بالفعل رفعها للفراش هاتفا بغل .. بجى كده يا عزيزة وأنا اللي جولت هتجلع وهتبجي ليلة فل اااه
الجصد اتجه لزجاجات العطر امسك واحدة فتح غطائها تماما وسكب جزء لابئس به على يداه وأخذ يمسح انفها ووجها
يتطلع كل منهم للاخر بشك هي تفكر بالهرب الابتعاد وهو يتطلع لتلك العيون الواسعة التي سحرته بكل ما تحمل
ثقل الفستان بطء من حركتها ..
حاولت النهوض ...
امسك كتفيها بقوة متحدثا .. على فين اثبتي مكانك اهنه
ببببب بعد يدك عني قالتها بتلعثم
حاول اعطائها الحرية كاملة فهتف وهو يرفع يده .. اهه هرفعهم بس واللي خلج الخلج لو عملتي حركات تاني لكون حاطط يدي ورجلي كمان
هتف بندم .. لا إله إلا الله روجي يا بت الحلال أنا جدامك اهه بنادم من لحم ودم تحبي اجطعلك حته عشان تتأكدي واخرج من جيبه مطواة وقربها من ذراعها
شهقت بفزع وهتفت .. لاه لاه متأذيش حالك خلاص خلاص صدجت
دفع المطواة جانبا وهتف برضى .. كده زين جوي
اجابها ببسمة .. ايوه أنا فضل لو مش مصدجة اخرجلك البطاجة تتأكدي بنفسك
لاه مش للدرجة دي خلاص مصدجاك
عم الصمت الاجواء كل منهم يتأمل الاخر ويفكر في كل ما مضى تريد أن تسأله عن الكثير لكنها غير قادرة على البدء صامته وبصرها معلق به
لم يشاء ازعجها أكثر فهتف وهو ينهض .. هسيب لك الاوضة تغيري هعمل مكالمة وراجع لك
ادمعت عيناها وهي تنهض مذكر نفسها بأنه ربما يعود سريعا لذا واجب عليها الاسراع في تبديل ثيابها حتى لا يرى ما يسوءه
ارتدت قميص حريري من اللون الاحمر ساتر للغاية وفوقه الروب الخاص به واحكمته على جسدها خشية أن ينزلق .. تتطلع لنفسها في المرآة بحزن تكاد لا تعرف نفسها من تلك المساحيق التي تضعها تخفي بها عيوبها المرعبة لا تريد أن ټؤذي غيرها بها والغير معتادة عليها تشعر بالرهبة من اللقاء الاول بينهم فبالتأكيد سيكون الاساس الذي ستسير عليه حياتها معه
الرهبة قاټلة واللحظات تمر ببطء وهو في الخارج يفكر بالقادم .. لا ينكر هو الآخر أن الخۏف دق باب قلبه عندما ارتبكت امامه منذ دقائق فقط لرؤيته جزء بسيط منها .. وبالطبع جزء تراه كأي انثي مشوه والحقيقة هو لم ينظر له الا من دافع الفضول ولم يشعر بالتقزز ولا الاشمئزاز وهذا شيء آخر تعجبه في نفسه
وجدت بعد انتظار لم يطول من يدق الغرفة متحدثا بصوته الرجولي .. ادخل يا عزيزة
اتسع فمها في بلاهه هل يستأذنها للدخول ..!!
اسبلت وهي تحاول النهوض من تلك الضړبة متحدثه بصوت جاهدت على أن يكون متزن .. ايوه
دخل واضعا يده في شق جلبابه على صدره وبالاخرى دفع الباب تتطلع له بدقات منفعلة ... حمحم وهو يذهب تجاه الطاولة الموضوعة بجانب الغرفة ورفع الغطاء متحدثا .. يالا عشان ناكلوا مع بعض .. عيش وملح
لاه مليش نفس
وضع الغطاء مرة آخرى متحدثا بغيظ .. خلاص موكلش
شعرت بالتوتر والحرج فهتفت وهي تنهض بخجل .. صدجني مجدراش كل أنت
همس لها بصوته العذب .. طب تعالي اجعدي جاري اهه حتى تفتحي نفسي للوكل
اقتربت في خطى مهتزه وكأنها طفل يخطو اولى خطواته عيناها تتطلع له تهرب وتلتقي حتى وجدت يداها في حضڼ يده .. متى وصلت .. متى وضعت لا تعلم! .. جلس وهي لجواره ومازال محتضن كفها وعيناها متسعتان بقوة
ناولها كوب من العصير متحدثا .. اشربي ده حلو جوي هيعجبك
امسكت الكوب بيد مهتزه حرر كفها الاخر تكاد رجفتها أن تخترق عظامه
تناول الطعام وترك لها مساحة من التأمل والهدوء ان تعتاد وجوده ... شئ من المودة والرحمة
تناولت جرعة من الكوب وبصقته وهي تشرق وتسعل
الټفت لها متحدثا بتعجب .. خبر ايه معجابكيش
هتفت من بين سعالها الحاد .. لاه لاه حلو أنا بس اللي شرجت
ضړب على ظهرها برفق
حاولت الهدوء لكن السعال مازال مستمر ادمعت عيناها وهي تبتعد قليلا محدثه نفسها الله يجطعك يا عزيزة حتى العصير مش عارفه تشربيه الراجل يجول عليكي ايه دلوك يا مرك يا بعيدة!!
سألها بقلق .. بجيتي زينة
ايوه قالتها وهي تتناول جرعة آخرى من الكوب هاتفه .. ايوه زين كمل وكلك
وضع اللقمة في فمه وظل ينظر لها وتلك الدمعة المعذبة تسيل من عينها على وجنتها تتبعها بعيناه ورفع اصبعه يتتبع اثرها هامسا .. هتدمعي!
هتفت متلجلجة .. مم من العصير بس
اقترب منها اكثر وهي تتراجع تكاد تسقط من على الاريكة متحدثا بهمس اجش .. عاوز ادوج العصير أنا كمان
اشارت على الكوب الموضوع على الطاولة بشئ من البراءة متحدثه .. الكوباية هناك هناك وكأنها تترجاه ان يتركها
مال هامسا في اذنها بشئ جعلها تتجمد كتمثال حجري نحت منذ الآلف السنين
من يقول أن الليل طويل لم يقضه معهم ..ولأول مرة فضل يتمنى منذ سنوات أن يطول الليل كم كرهه في وحدته في سجنه لكنه الآن بطمع آخر
من يقول أن كل التجارب تعطيك خبرة خاطئ قد تدخل تجربه وتخرج منها كما دخلت دون أدنى تغير يجدها معه هكذا ناقصة للخبرة كيف وهي تزوجت سابقا
لن ينكر أن الشئ الوحيد الذي يؤلم قلبه هو أن أحد غيره مسها نعم هو بين الامۏات الان لكنه يظل الاسبق لها ... تلك المرأة ساحرة بها شئ عجيب طيبة لم يصادفها من قبل لقد انتهى هذا النوع من البشر وانقرض منذ سنوات
يشعر بحزنها وخۏفها من ان يراها قبيحة لذا دون أن