رواية زمهرير من الفصل الرابع والثلاثون إلى الخامس والثلاثون "بقلم ايمان سالم"
سير القطار فنظرته كانت مرعبة بالحد الكافي ليخشى التمادي
أنتهت وظلت في المقعد الداخلي ... اصبحت المسافة بينهم ابعد .. يتطلع كل منهم للاخر خلسة مازالت تكتم كل انفعالتها عن الجميع .. هادئة حد البرود .. ربما الغربة عودتها على ذلك
لكن قلبها لا يعترف بذلك ولا يعرف غيره صاحب وحبيب
شريط حياتها معه يمر بحلوه القليل ومره الكثير .. كان القليل يكفيها لكن القسۏة قطعت بينهم كل الطرق مخطئة .. هل يراها مخطئة فيما فعلت!
ربما لانها احبته أكثر مما يجب ربما لانها احبت الفارس الشجاع في قصة كل فتاة وعندما نزلت على ارض الواقع لم تجده بل وجدت قرصان معاشرته خطړة كل حياته مخاطرة وهي بين صفحاتها نازفه منتهكة
هل تلومه أم تلوم نفسها
هل تلوم الورد لانه رقيق أم تلوم الساقي لانه ترك الورد دون ماء ظنا منه أنه يستطيع التحمل
تفكر في القادم وتخشاه
تنظر لنفسها وأولادها بحزن
وتدعو الله ان يجعل لها مما هي فيه مخرج
نامت غاضبة من فضل ومن الجميع
جاء الصباح نهضت تشعر ان جسدها منهك تماما .. تؤضأت وصلت فرضها وجلست تفكر فيما قد يكون حدث وجدت يد توضع على كتفها فانتفضت بفزع ترى من
كان فضل عندما شعر بنهوضها من الفراش اتجهه لها متحدثا بحب ايه اللي مصحيكي بدري كده
نظر لها لائما وهتف بجي كده يا عزيزة كله بسببي زين يا بت الناس بس لعلمك أنا رحت لخوها وجلت له وزمانه راحلها
ضړبت صدرها متحدثه رحت لمين فيهم
سألها بشك هي هتفرج على العموم رحت لرحيم جلت هو اعجل من فارس
هزت رأسها بنفي وهتفت ربنا يستر رحيم مهيطجش عاصم ولا عاصم هيجبله .. استرها يارب
كان لجوارها ..
فهتف متعجبا أمال ايه عاد جول يا عزيزة متوغوشنيش
امي كلمتني امبارح كانت رايده اني ابات عندها بس أنا مرضتش اروح
تحدث بحنان ليه مروحتيش يمكن كانت عاوزاكي في حاچة مهمة
لسه مكنتش عاودت وبعدين أنا محبتش اروح
ليه يا عزيزة حاصل بينتكم زعل
فكرك كده!
ايوه امال جومي يالا شاهلي
اومأت في طاعة واتجهت تحمل الهاتف ..
ظلت تنتظر الرد لوقت حتى جاءها صوت الفتاة التي تساعد والدتها ايوه مين معاي
أنا عزيزة اديني امي يا ...
ست عزيزة كيفك
زينة يا حبيبتي الحاچة عاملة ايه وصحتها
هتفت وهي تدخل حجرتها اطمنت عليها بالليل كانت في سابع نومه وهتفت بصوت مسموع لعزيزة ست همت ست همت
ظلت تصرخ عزيزة بأن تجيبها ما حدث لكن الفتاة ربما سقط من الهاتف لا تعلم!
تحرك متجها لها على صوت صړختها يتسأل بقلق فيه إيه مالك حد جراله حاچة!
امي يا فضل الحج امي
هتف بقوة البسي بسرعة خلونا نروح ونشوف في ايه
اسرعت تضع جلباب على جسدها وغطاء رأسها وضعته وهي تنزل لاسفل وكان خلفها فضل صعدوا السيارة ثم انطلق مسرعا متجها لبيت عاص
مر الوقت بين بكاءها وخۏفها من أن يكون شئ اصابها
وصلوا بعد وقت قليل .. وها هي تدخل حجرتها لتجد الډماء تغطي الفراش ليست كثيرة لكن المنظر وحدة شطر قلبها لنصفين
عندما رأى المنظر بتلك الصورة انسحب للخارج وعلى الفور هاتف المشفي القريبة منهم لجلب سيارة اسعاف شارحا لهم الوضع سريعا
لم يمر وقت طويل وكانوا بالمشفى وهي في غرفة مجهزة... كانت في غيبوبة
والأمل ضعيف ...في الشفاء
هذا ما حذر منه الطبيب عاصم سابقا
تبك لجوارها حتى اخرجها طاقم التمريض معنفين اياها
كل حاچة بأمر ربنا هو واحده اللي جادر على كل شئ وان شاء الله هتبجي زينة انت بس جولي يارب
يارب يا فضل حاسة اني بمۏت وضميري هيوجعني جوي
رتب على كتفها بحنان يعلم ما تشعر وكم فراق الام والاخوه صعب ومؤلم
في المشفى ....
في غرفة العمليات منذ عدة ساعات .....
الامر شاق عليهم جميعا ....
تجلس والدته تبكي وتنظر لراية پقهر .. لقد علمت منذ قليل ما حدث وأن السبب فيما حدث لابنها هو اختها رحمة وانفصالها عنه .. لقد كان في حالة سيئة جعلته الآن مصاپ في حاډث سير مخطئ به .. ليس فقط بل في غرفة العلمليات والحالة كما ابلغهم الطبيب تعد حرجة ... قلبها ېتمزق على صغيرها
تحدجها بنظرات كره كبيرة فمنذ دخولها حياتهم سړقت الكبير واختها ډمرت الصغير ترى بعينها القاصرة فقط
وراية لجوار هارون تدعمه فالموقف كله صعب للغاية تعلم أن الاخ الكبير هو السند وتعلم مايشعر به الآن من تشتت وخوف لخسارته
تدعو الله في سرها أن يمر الامر بسلام ليس من اجله بل من أجل الجميع فإن كان هو لا يستحق فالجميع بخسارته ستتدمر حياتهم وهي أول شخص
والآخر جالس في صمت لا يفعل شئ سوى الدعاء له عل الله يستجيب ولو دعوة تنجية مما هو فيه
الحياة قصيرة ...
قد تخدعك المظاهر وتظن نفسك أنك فوق الجميع ومنزهة عن الابتلاء وبعيد عن المۏت
وفي لحظة قد تترك الدنيا وصحيفة اعمالك كلها ذنوب اخطاء .. تهتف بحسرة ارجعوني لعلي اعمل صالحا .. لكن مهما قلت وصړخت .. فات الآوان .. أحس بهذا وهو قريب من المۏت ... شعره صغيرة تفصله عنه .. ربماولو عاد للحياة لاحسن الفعل لملئ تلك الصحيفة بكل ما هو خير .. تبقى ارادة الله فوق كل شئ
واخيرا يخرج الطبيب وعلى وجهه علامات الحزن ..
كادت تسقط والدته وهي تنهض متجهه له فأمسكها هارون مقتربا منه ... أما عن راية فنهضت تقف في مكانها تنتظر كلماته التي تمثل لديها المستقبل ككل
الطبيب بعمليه شديدة احنا عملنا اللي قدرنا عليه لكن تبقي تكملة الجملة هي الاكثر اثرا الاصعب قولا اتبع هيبقي عنده عجز في الحركة أنا آسف بجد إني ابلغكم ده لكن الحمدلله انه نجي من المۏت
سقطت والدته على الارض ما عادت اقدامها تتحمل وراية رفعت يدها على فمها في حزن واتجهت بوهن تحاول مساندة حماتها رغم ما تشعر به لكن الواجب غير حاولوا رفعها دفعت راية وتشبثت في يد ممرضة تعاونها مع هارون
الذي يشعر بالقهر حيال اخيه ولا يعلم كيف سيخبره بهذا الامر وما ستكون ردت فعله فأمر كهذا لن يكون هين بالنسبة له
مازالت لا تعلم ما حدث لفجر ..
قررت مغادرة المشفى حين وصول