الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زمهرير من الفصل السادس والثلاثون إلى الاخير "بقلم ايمان سالم"

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

محتشمة لقد تخلت عن لبس البنطال بإرادتها ورغم ذلك جمالها غالب في كل شئ
وخلفها شاب متحرش كما يقولون يرمي على مسامعها كلمات غزل وعندما طال سكوتها تحول الغزل لكلمات وقحة جريئة
هنا وقفت رحمة تشتعل ڠضبا وأخذت زفير وشهيق ثم التفتت له وبحقيبة اليد الخاصة بها وضړبته في وجهه وجسده تفاجئ المتحرش وبدأ في تفادي الضربات ومحاولة الهروب لكنها لم تترك له الفرصة وهي تصرخ بعلو صوتها حرااااامي الحقوني حرااامي
تدخل البعض للامساك به وبين مؤيد ومعارض تطوع احدهم بايصالهم للشرطة
وقفت امام احد افراد القسم تحاول ايصال الامر اليه
في النهاية امرها بالانتظار لحين تفرغ الظابط لعمل المحضر لهم
في الداخل تفاجئت بمن امامها وهتفت غير مصدقة وسيم!!
وهو الآخر هتف متعجبا رحمة خير في ايه
اسوء صدفة تمنتها في حياتها اغمضت عينها للحظات تحاول التماسك ثم تحدثت وهي تفتح عيناها أنا جاية أعمل محضر
محضر!! قالها مستنكرا متعجبا
اومأت متابعة ايوه الاستاذ ده كان ماشي ورايا پيتحرش بيا
انتفض وسيم متحدثا مد ايده عليكي!
لأ دا أنا كنت قطعتهاله لكن قالي كلام وحش جدا
زفر وسيم بحنق وهو يدقق النظر في ملابسها محتشمة لا ينكر لكنها جميلة للغاية هذا ليس عدلا
تابعت عيناه التي تسرى على جسدها في نظرة تقيمية رفع بصره لوجهها فتعحب لنظرتها التي تشبة الفهد المتربص
وهتف بصوت عال خده على الحجز
انتفضت على صوته تضم حقيبتها
هتف الشاب وهو يجر يا باشا والله معملت حاجة البت دي كذابة يا باااشا
اغلق الباب فنظرت له وهي تغكر في الخروج الآن لكن صوته القوي قطع كل افكارها وهو يقول لتفصلي اقعدي يا رحمة وقفة ليه
ازدردت ريقها واتجهت بالفعل لتجلس على المقعد أمام مكتبه تحاول السيطرة على توترها منه
ظل واقفا وهتف بيأس هتفضلي كده كتير
تعجبت كلماته فنظرت له متسألة كده ازاي!
بتاعت مشاكل كل مرة هجيبك من قسم شكل
انتفضت واقفة وكأن حية لدغتها وهتفت بقوة نعم! تجبني مين أنت إن شاء الله عشان تجبني وبعدين انت ايه اللي جابك القسم ده أنت مش كنت في ادارة تانية
اتنقلت وبعدين أنت مالك أنا هنا بعمل ايه
مالي في جيبي يا بشمهندس وبعدين أنت هنا ضابط يبقي تعمل شغلك هتعمل المحضر كانا بها مش هتعمله همشي
هتف بقسۏة مش عامل زفت يا بنتي ارحميني أنا خاېف المرة الجاية القيكي في مصېبة أكبر
لو لقتني ملكش دعوة بيا سعتها عن اذنك واتجهت تغادر المكان
اسرع يقف امامها متحدثا بصلابة يا رحمة أنا خاېف عليكي إنت متهوره زيادة عن اللزوم
هتفت بيأس يعني كنت عاوزني اسيبه يعاكسني واسكت!
وأنت تضمني منين أنه مش متعاطي حاجة ولا ممكن كان اذاكي!
حتى لو ده حصل هبقى بدافع عن نفسي
هتف منفعلا مچنونة! اعملي حساب للي بيحبوكي
هتفت پغضب أنا مچنونة ثم اتبعت ببلاه هااااا بيحبوني
تقصد مين!
اخواتك وقريبك
زفرت بحنق متحدثه حاضر في اي وصيا تانية
هتف مبتسما لا خدي بالك على نفسك ومتشغليش بالك أنا هربيه
شكرا قالتها وهي تفتح الباب لتغادر
نادها مرة آخرى متحدثا الصدف بتاعتنا كترت اوي مش ملاحظة
ابتسمت بحزن هاتفة فعلا معاك حق اللي يشوفها يفكر دا احنا متفقين
تابع ومازالت البسمة على وجهه المرة الجاية أو الصدفة الجاية هتكون مختلفة
عبست متحدثه قصدك إيه مش فاهمة
اجابها بود هتعرفي في وقتها
هزت اكتافها في لا مبالاة وقالت عادي براحتك سلام
وغادرت المكتب مغلقة الباب خلفها وهي تصك على اسنانها بقوة تشعر بالڠضب منه وهمست ماشي يا بتاع ميادة !
مجهز لك مفاجأة النهاردة حلوة بما أننا عدينا الشهور الصعبة
رفعت ايديها للسماء متحدثه احمدك واشكر فضلك يارب اخيرا هتفك الحصار علاي
ايوه هفكه بس انا بجولك اهه تاخدي بالك زين عالواد
حاضر يا خوي هاخد في حاچة تانية
لاه البسي يالا
حمامة قالتها وهي تنهض برفق تتهادى في خطواتها تنفيذا لتعليماته
اتجه بها لجزء من أرضه ..
عليه بناء جديد تساءلت بفضول البناية دي چديدة بتاعت ايه دي يا فضل
انزلي وهتعرفي بنفسك
ترجلت من السيارة خلفه ودخلوا المبنى
هتفت متسأله بدهشة ايه ده يا فضل
مشغل قالها بصوته الاجش
مشغل بتاعك سألته بفرحه
فأجابة مؤكدا لاه بتاعك انت
ايه! قالتها متفاجئة
اكد كلماته مشغل تريكوا ليكي زي البتاع اللي هتشتغليه بالابر ده جلت اشجعك
اقتربت تحتضنه متحدثه بسعادة عملت ده عشاني مش مصدقة حالي طب اجرصني عشان اصدج كده
مد كفه وقرص وجنتها بحب هتفت وهي تبتعد ده بينه جد
اكد ببسمة جد الجد عاوزك بجي تتسلي وتعمللنا شغل حلو ولو الدنيا مشت يبجي لينا خط انتاج بأسمك
كمان بأسمي
ايوه وليه لاه!
هتفت بدموع أنت طيب اوي يا فضل ربنا يخليك ليا ولا يحرمنيش منك العمر كله
قبل رأسها متحدثا ولا منك يا عزيزة
في اثناء عودتهم
تحدثت بتردد عارف لم جلت انك عامل لي مفاجأة فكرت انك هتعملي عملية تجميل
تعجب فضل متحدثا عملية تجميل مفكرتش فيها الصراحة لكن لو عاوزاني اعملها لك اشوف لك احسن دكتور
اخفضت وجهها متحدثه مش عاوزاك تشوفني عفشه يا فضل نفسي ابجى حلوة في عينك
مش محتاجة عملية عشان تكوني حلوة في عيني
أنا شايفك جمر ولو عاوز تعمليها تجومي بالسلامة وهشوفك دكتور زين ونعملوها
مالت على كتفه متحدثه ربنا يخليك ليا يا فضل
بتولدي يعني اعمل ايه!
آااه صړخت راية بقوة
انتفصت رحمة متحدثه پخوف ايه البيبي هينزل ولا ايه
آااااه صړخت بها راية مكتومة
يا لهوووي قالتها رحمة وهي تسرع لتحضر حقيبة بها اغراضهم وهي تجمع كل شئ هتفت لها امسكي نفسك الله يخليكي لانك لو ولدتي دلوقتي مش هتلاقي حد جمبك لاني هقع من طولي
هتفت راية وهي تتحرك ببطء بين الطلقة والآخرى متنسيش الفوط
هتفت رحمة سريعا حاضر حاضر كل حاجة بقت جاهزة يالا اسعدك تغيري وهطلب تاكسي
في المشفى بعد وقت
دخلت الغرفة والاخري في الخارج تستمع لصرخاتها وقلبها ينتفض تدعو الله ان يهون عليها الامر وتصرخ في داخلها منهم لله الرجالة مش بيحسوا باللي بنحس بيه وبينما هي تفكر استمعت لصوت جوارها
رحمة أنت هنا بتعملي إيه!
اتسعت عيناها لا تصدق أنها تراه هنا في هذا المكان تحديدا
فهتفت بذهول أنت بتعمل إيه في قسم الولادة
كانت عيناه تتفحصها كليا لقد اشتاق لها حقا بعد آخر مواجهة صارت بينهم
مازالت نظراتها مذهولة فسألته بتعجب أنت جاية تولد
جحظت عيناه وفغر فمه لا يصدق ما يسمع ..فهتف مستنكرا نعم!
ضړبت جبهتها قليلا متحدثه بحرج اقصد جاي مع حد بيولد
اومأ بهدوء مخبرا اياها مع اختي جوه بتولد
ادمعت عيناها قليلا متذكره من بالداخل الآن وهتفت أنا كمان مع راية جوه بتولد
رق قلبه لدموعها فاقترب خطوة منها متحدثا بصلابة مټخافيش راية قوية هتقوم بالسلامة وبعدين ده أمر طبيعي كل الستات بتمر بيه امال احنا جيبنا ازاي
عبست بشدة واتسع فمها بذهول نظرت له مستنكره ما يقول منذ متى أصبح جرئ لتلك الدرجة .. لكنها تذكرت صورة مع ميادة وكلماته لها أومأت ببطء وهي تعاود النظر للامام وفي ډخلها تهمس اتغيرت كتير اوي بقيت قليل الادب طبعا من عاشر القوم يا سي وسيم
نادها عندما طال الشرود متحدثا رحتى فين
تنهدت ثم اجابته بنفس تلك الدموع والقلب المحترق على اختها راية مش بتولد في معادها هي لسه في الشهر السابع ليك أن تتخيل الوضوع صعب ازاي ..مش مجرد ولادة عادية .. فهمت
أن شاء الله خير وبعدين المستشفى هنا كويسة لو الجنين محتاج حضانة هيحطوه فيها وهيبقى كويس
وبينما هما في الخارج استمعا لصوت صړخة طفل
ضحكة رحمة بقوة وهتف ولدت الحمدلله يارب يخرجوا بالسلامة
هتف وسيم وهو يودعها حكدلله على سلامتها هرجع ليكم تاني لما تخرج
اومأت له من بين دموعها
تنظر من خلف الزجاج لسرير الحضانة الصغير وتلك القطعة المسمسمة كما لقبته حين رأته وحركته البسيطة ټخطف قلبها تشعر باشياء رائعة ثم رفعت الهاتف تلتقط له صور لتراها راية لحين استطاعتها القدوم هنا
سعادتها كانت ناقصة بغيابه لكنه حدثها فيديو ليحاول تخفيف المها وقرر النزول في نهاية الاسبوع وليس نهاية الشهر كما كان متوقع سيجن ليرى طفله تلك القطعة الصغيرة لا يتخيل أنها تخصه وكذلك فجر وحماتها جميعهم مشتاق لرؤيه الطفل
بعد مرور يوم
طرق الباب فتحت رحمة لتجده وسيم هتفت متعجبة أنت لسه هنا
ابتسم لها متحدثا هنمشي النهاردة قلت اجي اطمن على راية
اجابته بسماجة فيك الخير
دلف الغرفة بارك لراية وسألها عن وصول هارون اخبرته انه نهاية الاسبوع
وعدهم بزيارة حين وصوله
اتجه ليغادر وسال رحمة بشك مش هتيجي تباركي لاختي
هتفت راية بتأكيد اواي لا طبعا هتيجي معاك ده واجب
سارت معه على مضض وحينما دخلت الغرفة وجدت من بالفراش ميادة
فسالته بهمس هي أختك فين مش شيفاها
اشار لميادة متحدثا مهي دي اختي
اجابته بحاجبان منعقدان أنت هتستعبط يا وسيم دي مش أختك بطل هزار
اجابها بثقة ادخلي بس وأنو هبقي افهمك
دلفت مترددة تريد العودة لكنها تماسكت واقتربت تصافحها متحدثه حمدلله على السلامة
اجابتها بهدوء الله يسلمك
دار حوار قصير بينهم واتجهت رحمة لتغادر نهض وسيم خلفها متحدثا استني هوصلك لاوضه راية
هتفت بغيظ ليه هي المدينة التانية دا هناك اهي
هز رأسه بإنفعال متحدثا ميادة تبقي بنت خالتي كانت مسافرة بارة مع جوزها عشان كده مشفتهاش وللاسف هو ټوفي من فترة بسيطة وبعدها اكتشفت انها حامل نزلت مصر وكان دورنا اننا نخرجها من الحالة اللي هيا فيها
تأثرت رحمة وهتفت ربنا يرحمة انا اسفه يا وسيم إني جبت سيرة جوزها جوه مكنتش اعرف انه مټوفي
لا عادي متشليش هم
عن اذنك .. تركته وغادرت والڼار التي كانت تشعر بها تجاهها تحولت لشفقة كبيرة تمنت لو اتجهت لها تضمها وتوسيها لكنها تراجعت عن تلك الافكار متجهة لمكان الصغير
مر الاسبوع ..
وهو الآن على متن الطائرة معهم
يتمنى اللحظة التي سيحتضن بها طفلة
وصلت الطائرة ونزل منها فجر مستندا على هارون وباليد الاخري عكاز كانت السعادة تغطي ملامحهم شهور مرت وها قد آن الاوان للعودة
يحمدالله هارون على ما وصلوا له من نتيجة فالان يسير بمساعدة ومع العلاج الطبيعي سيكون هناك فارق اكبر
في البيت ...
يجلس وسط الجميع والصغير في حضنه شعور رائع لم يتخيل ربعه يوم
فالمال حقا والبنون زينة الحياة الدنيا
يحتضن كف راية بحب
وشجن لجوارهم وحماتها لقد تغيرت قليلا منذ سفرها فهي لم تعد تقذف راية بكلماتها السيئة كما كانت
أما عن فجر فانسحب من نفسه لا يوجد له مكان وسطهم مازالت الانفس تحمل بعض الاشياء وعلاجها تركها للوقت
في المساء جاء يحمل بوكية ورد أحمر كبير
احتضنه هارون متحدثا ايه الجمال ده الورد ده عشاني
هتف وسيم باعتراض لا طبعا
مثل التأثر متحدثا وبتقولها في وشي
اجابة وسيم يا سيدي الورد وصاحب الورد تحت امرك
اكد هارون متحدثا يعني عاوز ايه هاا
من غير لف ولا دوران انا طالب القرب منك
هتف هارون في تعجب في مين اوعي تكون امي!
هارون بطل هزار اكيد لا في رحمة
هتف هارون
وهو يدفعه بعيدا يوووووه تاني أنت مزهقتش
اجابة ببسمة جذابة يا ابني خلص قولت ايه
والله الرأي مش رأي عندك راية والعروسة
طب ايه متناديهم
مستعجل اوي كده
كله ده ومستعجل حرام عليك دا أنا بحري وراها من اربع سنين .. وخلاص تعبت
جاءت راية تحمل الصغير وهتفت وأنا موافقة
ابتسم وسيم متحدثا شوفت دي الناس اللي بتفهم
تخصرت متحدثه وبالنسبة لرأي ابه هواا
نظر الكل لها متفاجئا
فتراجعت متحدثه أنت ناديت عليا يا ابيه
نظر لها هارون متحدثا تعالي يا عاقلة تعالي ايه رأيك في وسيم
نظرت له واخفضت بصرها
اقتربت راية متحدثة بالقرب منها مش وقته تمثيل قولي رأيك الراجل خلاص تعب
ابتسمت متحدثه اللي تشوفيه يا راية أنت وابيه هارون
ابتسم هارون متحدثا أنا من رأي نستني لحد ما تخلص السنة دي
امسك وسيم كفه متحدثا لا وحياتك يا ابية هارون كده كتير
اخفض هارون صوته متحدثا مش أنا مچنون وراية العاقلة!
اجابة بقوة دا أنت سيد العاقلين كلهم هاا قولت ايه!
هتف هارون وهو يرفع كفه عاليا نقرأ الفاتحة
لكل حكاية بداية ونهاية
لحد هنا وخلصت الحكاية اتمنى أنها تكون عجبتكم
بحبكم في الله جدا 
دمتم بخير

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات