السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب "زين الحريري" الفصل الواحد والعشرون ٢١ بقلم سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

.. شعرت بمرارة جوفها الذي إزداد من الطعام .. أكلت القليل لتردف برجاء .. 
كفاية! أنا .. أنا مش حاسة بطعم الأكل أصلا!
قطع الفراخ بإيديه .. و أكلها و هو بيقول بصوت بارد .. 
مش لازم تحسي!!
يا زين!!
قالت بيأس و هي بتمضغ قطعة من الفراخ .. غمغم بهدوء .. 
متحاوليش  .. الطبق كله هيخلص. 
بالعافية أكلت .. لحد ما خلصت الطبق فعلا ف حطه على جنبها و مسحلها فمها بالمنديل .. إتنهد و حاوط وجنتيها و جزء من أذنيها و خصلاتها بيقول بحنان .. 
عايزك تبقي أقوى .. دة إبتلاء و لازم نرضى بيه إحنا الإتنين!
نظر لعيناها قائلا بحنو .. 
الحمدلله إنك كويسة و إن مافيش حاجه حصلتلك .. أي حاجة تانية تتعوض!
و قال بهدوء .. 
يلا عشان هنروح مكان تهدي فيه أعصابك شوية!
فين!
قالت و هي بتبصله ب بعض من الإهتمام .. ف نظر لعيناها و سألها بهدوء .. 
عايزة تروحي فين
مش عارفة!
همست بحيرة بتبص لأناملها .. ف قال مبتسم .. 
طيب قومي إلبسي و جهزي شنطتين كدا ليا و ليك  .. 
همست بحزن .. 
زين بس أنا مش عايزة أروح في حتة!
هتف زين ب ضيق زائف .. 
بقولك إيه .. أنا واخد أجازة أسبوع من الشغل و مش عايز أقضيهم في البيت .. يلا قومي!!
طيب مش هتقولي هنروح فين
خليها مفاجأة!
وقفت قدام المطار الكبير بشكل مهول .. الهوا بيضرب وجنتيها و عينيها بتلمع ب براءة .. لفت وشها ليه و هو واقف جنب العربية لابس نضارته الشمس .. قالت ب إبتسامة هادية .. 
إنت عارف إن دي أول مرة أسافر فيها!
و مش آخر مرة .. يلا!
قال و هو بيمسك إيديها متجهين للداخل .. سلم كل الأوراق و فتح تليفونه و عمل مكالمة .. حطه على ودنه و قال و هو بيبص ل يسر المبتسنة .. 
عابد .. تعالى خد عربيتي من مطار القاهرة و رجعها الڤيلا!
و قفل معاه .. أخدها و وقفوا قدام الطيارة ف بللت يسر رمقها بتوتر و بصتله و هي بتقول .. 
زين .. أنا خاېفة!!
مټخافيش!
قال و هو بيشدد على إيديها و طلعوا سلم الطيارة العالي .. يسر قالت بړعب .. 
ما تيجي نرجع الڤيلا!! 
ضحك زين و هو بيقول ساخرا .. 
قوليلي على حاجة واحدة مبتخافيش منها!
قطبت حاجبيها و همست غاضبة .. 
إنت بتتريق عليا!!
لاء العفو!
قال و هو داخل الطيارة و هي في إيده .. بصت للناس پخوف و هو إتكلم مع مضيفة الطيران اللي رحبت بيه ترحيب حار خلى يسر تنسى خۏفها و تبصلها بضيق .. أرشدتهم المضيفة ل مقاعدهم .. قعدت يسر جوار النافذة و زين قعد برا .. المضيفة قالت بإبتشامة ترحيبية و أعين ملئتها الإعجاب .. 
والله يا زين بيه الطيارة نورت .. و إحنا لينا الشرف إن حضرتك تبقى هنا و مش في طيارتك الخاصة!
جاملها زين بإبتسامة خفيفة و قال .. 
متشكر!!
لو في أي حاجة ناقصة حضرتك شاورلي بس .. عن إذنكم!!
و مشيت .. تابعتها يسر بنظراتها و قالت بنفور .. 
والله إنت اللي ناقصة!
مقدرش زين يمسك ضحكته و هو بيبصلها بدهشة .. 
ده إنت بتغيري بقى!!
بصتله پغضب طفولي و همست مقربة وشها من وشه و بتمتم بحدة .. 
إنت كنت بتضحكلها ليه! و بعدين شايف طريقتها .. كان ناقص تقعد على حجرك يا زين!!!
معذورة بردو!
قالها بغرور زائف و هو بيبص

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات