رواية امرأة العقاپ (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود
الحزينة تحكي بدلا عنها
نظر إلى جلنار وهز رأسه باستغراب بمعنى ماذا بها ! لتتنهد الأخرى بضيق وتهز كتفيها لأعلى بعدم حيلة فيفهم فورا السبب ويقول بخشونة
عدنان مش كدا !!
ايوة مبقتش عارفة اقولها إيه تاني ياحاتم بتسأل علي باباها كل يوم وأنا زهقت ومقدرش اخليها تكلمه كمان أنا خاېفة يلاقينا وياخدها مني ياحاتم خاېفة أوي مش هقدر اعيش من غيرها
مټخافيش أنا معاكي ومش هيقدر ياخدها منك
سكنت بين ذراعيه للحظات قصيرة لكن عصفت بذهنها صورة عدنان وأدركت الوضع الذي يحدث الآن فابتعدت عن حاتم بهدوء وجففت دموعها تقول بجدية بسيطة
على الشغل
أجابها مازحا وهو يتجه نحو السيارة
نتأخر إيه بقى ما انتي مع المدير نفسه وبياجي وياخدك كمان
سارت خلفه وهي تطرح عليه سؤالها بالإنجليزية وبنظرات ماكرة
what do you mean ? !ماذا تقصد
تمتم يرد عليها بضحكة بسيطة
nothing babe لا شيء يا عزيزتي
استقلت بجواره في المقعد الأمامي بالسيارة والقت نظرة على ابنتها التي تنظر من النافذة بسكون تام دون أي حركة فتصدر زفيرا حارا في بؤس وتتابع الطريق من أمامها
طرقت الباب عدة طرقات صغيرة قبل أن تفتحه وتدخل لتتسع على شفتيها ابتسامة عريضة ثم اقتربت ووقفت خلف أبنها تطالع لوحته التي لم تكتمل بعد بإعجاب شديد بينما هو فالټفت برأسه نحوها يحدقها بثغر مبتسم ليخرج همسها أخيرا
هانت خلاص ياماما فاصل فيها شوية لمسات صغيرة وتبقى انتهت تماما بس إيه رأيك فيها
أجابته بانبهار بعدما أعادت النظر فيها من جديد تتفحص تفاصيلها الدقيقة والمذهلة
جميلة أوي يا آدم قولي بقى هو إمتى هيكون افتتاح المعرض
تمتم وهو يمسك بالفرشاة من جديد ويستكمل ما توقف عنده قبل دخولها
ربنا يوفقك ياحبيبي أنا هروح اعملك فنجان قهوة من اللي بتحبه عشان تعرف تبدع كدا يافنان
قهقه بخفة وأجابها وهو يغمز لها بمداعبة
ربنا يخليكي ليا ياسمسم يافهماني إنتي
بادلته الضحك وهي تتجه نحو الباب لتنصرف وتتركه يستأنف عمله
أسمهان الشافعي والدة عدنان وآدم تبلغ من العمر خمسة وخمسين عاما رغم تقدمها
في السن إلا
أنها لا تزال بكامل صحتها وجمالها عرفت بالمرأة المتسلطة والصارمة لديها من النرجسية ما يكفي لجعل الكثير يبغضها ويبتعد عنها ولديها طبع حاد لا يتحمله أحد خصوصا مع من تكرهه لكنها تكون بكامل حنانها ولطافتها مع أولادها وربما بعض الشيء مع زوجة ابنها فريدة نظرا لأن علاقتهم جيدة وأشبه بالأصدقاء لكن جلنار لم تحصل منها
سوى على الكره والمكائد والنفور لأنها لم تكن موافقة على هذا الزواج منذ البداية
بولاية كاليفورنيا
تجلس بمكتبها على الأريكة الصغيرة وبيدها كوب القهوة الخاص بها تحتسيه بهدوء وعقلها مشغول بالتفكير في زوجها بالتأكيد أنه لم يترك مكان إلا وبحث فيه عنهم ولابد أنه الآن يعاني أشد العناء من فراق ابنته ويتوعد لها بعقاپ عسير عندما يجدها
قذفت بذهنها ذكرى مأسوية لهم من شجارتهم الدائمة وكانت هذه هي آخر مشاجرة بينهم قبل أن تأخذ ابنتها وتذهب لأمريكا
عايزة أطلق يا عدنان !
كانت جملة صريحة منها تحمل الڠضب والانفعال بينما هو فأجابها
بكامل هدوئه دون أن يعير انفعالها أي اهتمام
واحنا اتكلمنا في الموضوع ده مېت مرة ياجلنار وكان ردي واضح
صاحت به بنبرة مرتفعة وسخط
نتكلم تاني وتالت وعاشر وللمرة المليون كمان لغاية ما تفهم إني مبقتش عايزاك خلاص وعايزة أطلق
جز على أسنانه بغيظ فقد بدأ الڠضب يستحوذ عليه هو الآخر حيث صړخ بها بصوته الجهوري
وعايزة تتطلقي ليه ما إنتي عايشة ملكة وكل اللي بتعوزيه بيكون عندك
عشان أنا مش هقبل أكون على الرف تاني كفاية أوي اربع سنين عشتهم معاك وأنا بټعذب من عدم اهتمامك بيا وكأني نكرة مش موجودة أنت حياتك كلها عبارة عن أسمهان هانم وشغلك وأخوك وبنتك وطبعا من هننسى فريدة هانم دي أهم حاجة وجلنار