رواية امرأة العقاپ (كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود
ملهاش أي جزء من حياتك ومتحاولش تقول أي حاجة لإني عارفة كويس اوي إنك عمرك ما حبتني ولا هتحبني أنت قلبك وعقلك مستحوذة عليه مراتك وأنا مليش مكان فيه
بقى صامتا يستمع لحديثها كامل حتى انتهت فيجيبها بعند
مش هطلقك غير بمزاجي ياجلنار متتعبيش نفسك
ثم تركها واتجه نحو الباب فركضت هي خلفه وامسكت بذراعه ترغمه على الوقوف وتهتف بإصرار
حدقها بصمت لثواني معدودة ثم نفض يدها عن ذراعه وأكمل طريقه نحو باب المنزل لينصرف لكنه توقف عند الباب لدقيقتين تقريبا ثم الټفت برأسه نحوها وكأنه تحول مائة وثمانون درجة حيث تمتم بجمود مزيف
تمام طالما دي رغبتك ومصرة عليها يبقى تستحملي النتائج هطلقك ياجلنار موافق
أفاقت من ذكرياتها عندما أحست بالماء الدافئة التي تجري على وجنتيها فمدت أناملها وجففتهم بسرعة وهي تهمس بصوت مسموع
مس هسمحلك تاخد بنتي مني ياعدنان
وصلت إلى منزل خالتها ووقفت بالحديقة تتطلع لأعلى تحديدا لنافذة غرفته فرأت ظلا يتحرك في الغرفة عرفت فورا أنه بالمنزل أخذت نفسا عميقا وقالت بارتباك
أهدى خالص يازينة مش هتتوتري زي كل مرة فاهمة ولا لا اتصرفي بطبيعية جدا ده آدم يعني مش حد غريب !
قادت خطواتها المرتبكة إلى الداخل فقد حدثتها خالتها بالهاتف وطلبت منها أن تأتي إليها حتى تتحدث معها تحت مسمى الشوق وأنها اشتاقت لها
عاملة إيه ياوزة وحشتيني يابنت !
خرجت من حالتها المتعجبة ليتمكن منها الڠضب وهي تهتف محتجة
قهقهت أسمهان بملأ شدقيها ثم دفعتها للداخل وأغلقت الباب وهي تهتف
طيب ادخلي يلا
دارت زينة بنظرها في أرجاء المنزل وكأنها تتأكد من عدم وجوده ثم تنهدت بارتياح وسألت بريبة
هو في حاجة ياخالتو ولا إيه !
جذبتها من ذراعها واجلستها على الأريكة أمامها ثم همست
آدم بيجهز في المعرض
سرت برودة في جسدها بمجرد سماعها لاسمه وبدأ قلبها ينبض كالمطرقة ثم أجابت على خالتها بصوت مرتبك
بجد أنا كنت فاكرة أنه لسا فاضل وقت عليه
اتلحلحي كدا وروحي ساعديه واقفي معاه قربي منه واتكلموا مع بعض
اتسعت عيناها وأشارت بسابتها على نفسها تهتف مندهشة
أنا !!!
لكزتها أسمهان في كتفها ثم استكملت همسها وهي تغمز لها بمكر
أيوة إنتي هتعملي نفسك
مش فهماني
أحم إنتي فاهمة غلط يا أسمهان هانم على فكرة الموضوع مش كدا خالص
كادت أن تجيبها ولكن صوت آدم الذي كان ينزل الدرج جعلها تبتلع جملتها في جوفها حيث كان يهتف بعذوبة
إيه ده وزة بنفسها عندنا !
ظلت تحدق بها بهيام وهي مبتسمة وهمست لنفسها بصوت غير مسموع بعدما سمعته يقول لها بنفس الاسم الذي سمعته من خالتها للتو
لا إنت تقول اللي عايزه براحتك !
وصل لها أخيرا ومد يده وهو يقول بابتسامته المذهلة
عاملة إيه يازينة
توترت وتزايدت نبضات قلبها حتى أحست أنه يسمعها
كانت قد عزمت على أنها لن تتوتر عندما تراه ولكن سرعان ما فعلت العكس !
مدت يدها بعد ثواني مرت كالسنين بالنسبة لها وصافحته بخجل مفرط تجيب عليه بصوت متلعثم
الحمدلله ك ويسة
قررت أسمهان أن تنقذ ابنة اختها من الوضع المرهق للأعصاب التي هي فيه حيث ثبتت نظرها على ملابس ابنها وسألت
إنت خارج ولا إيه يا آدم
قال بإيجاب
آه ورايا
كام مشوار كدا هخلصهم وبعدين هروح الشركة عند عدنان
طيب ياحبيبي خلي بالك من نفسك
اكتفى بابتسامته ثم نظر لزينة مرة أخرى وقال بلطافة مألوفة عليه
عايزة حاجة يازينة
كلما يوجه لها الحديث يعود توترها وارتباكها ليصبح الضعف وتسير رعشة في جسدها حتى أن وجنتيها تصعد الحمرة إليهم أبت الرد عليه حتى لا تتفوه بحماقات وسط تعلثمها وخجلها واكتفت بهز رأسها بالنفي وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مرتبكة
يعني إيه مطلعتش هيا !!
كانت صيحة عڼيفة انطلقت منه فأجابه الطرف الآخر هاتفيا
ياعدنان بيه حصل لبس في الأسماء مش أكتر واختلط علينا الأسم لكن اسم زوجة حضرتك مش موجودة في سجلات المطار نهائي والمعلومات اللي وصلت لحضرتك عن الاسم كان خطأ وتشابه اسماء في الاسم الأول فقط
لم يتمكن من الرد عليه أو حتى تكملة المكالمة حيث ألقى بالهاتف على الأريكة وهو يخرج من بين شفتيه سباب لاعنة وألفاظ نابية على الجميع شهرين كاملين وهو يبحث عن زوجته وابنته ولا أثر لهم وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم لم يعد يحتمل التوتر والخۏف أكثر من ذلك قلبه يعتصر ألما وشوقا لابنته يخشى أن يصيبها مكروه وعقله لا يتوقف عن بث الأفكار السيئة في ذهنه حول هروب زوجته