رواية بغرامها متيمُ الفصل الثالث 3 "فاطيما يوسف"
والله اعلم لو مكنتش موجودة وقتها يمكن مكنتش عرفت بمجيها عنديك .
_هخاف اني اياك منك يابرنسيسة زمانك .. نطقها ماهر بسخرية مماثلة ثم تابع بنبرة حادة وحاسمة
_ للمرة المليون بقولك اظبطي لسانك معاي يارحمة واعرفي انك ببتكلمي ويا جوزك
واسترسل حديثه وهو يحاول أن يهدأ من نبرته الغاضبة الي أخرى لينة وهو يمسح بيده على خصلات شعره الأسود
ثم اقترب منها وهو يحتضن وجنتيها بكفاي يديه ويحاول التأثير بقربه منها على مشاعرها واستغلال محبتها لها وعشقها له
_ واعرفي إن لو قدامي الف ست في الدنيا ومقفول علي معاهم باب واحد وكلهم رايدني وقتها هكسر البيبان وهاجي حدك بين ايديكي علشان مشايفش فيهم كلهم ضفرك ياحبيبتي .
أحست بالمهانة الآن لأول مرة من تصميمه في الوقوف بجانبها ثم انسدلت دموع عينيها وشعر بسخونتهما عندما هبطت على يديه معلنة على أنه چرح كبرياؤها وأنه الآن على مشارف خسارتها فهو في موقف يحسد عليه الآن إما أن يلقى بتلك اليتيمة في غيابات الجب ويخسر رجولته أمام نفسه
ثم جفف دموعها بأصابع يديه القويتين بحنان رجل عاشق ورفع عيناها المغشية بالدموع وجعلها تقابل عينيه وهمس لها بنبرة راجية
_ صدقيني يارحمة دموعك بيق طعو في قلبي كانهم سي وف بس والله العظيم ڠصب عني مقدرش مكونش راجل مقدرش أشوفني بني آدم يقدر يساعد بني أدم شريد قدامه واحتمال في وقت حياته تتعرض للخطړ وفي يدي مساعدته ومساعدهوش
_ خلي عقلك كبير واعتبريها ملهاش وجود .
فقدت الأمل بشتى الطرق في إقناعه والآن لأول مرة هزمت رحمة المهدي بل والأدهى في معركتها هي
يالك نفسي من شعور الخذلان الذي حاوطك من حبيبك الأول
جعلني أدمع أتوه أتمنى الم وت ولا أن أراك ترمش فقط لامرأة غيري
لاا ماهري فصغيرتك على الحب كما لقبتها كهلت الآن وأصبحت ترى الفراق متقدم
كلمات_رحمة_المهدي
بقلمي_فاطيما_يوسف
بغرامها_متيم
ثم همست بجانب أذنيه بنفس كلمتها وهي الآن يرواضها عقلها أنها امرأة مهزومة خائبة
تشبس بأحضانها كالطفل الصغير في أحضان أمه وخائڤ من أن تتركه وحده وهو يهمس بنبرة صوت أجش من فرط مشاعره التي تبعثرت في اقترابها
_ لو السما انطبقت على الأرض معملهاش يا بابا انسى انك توبقى لحد غير ماهر .
تنهدت بأنفاس ساخنة طويلة شعر بدفئها في تجويف عنقه ثم على حين غرة واجه عيناها مقبلا إياهم برغبة وكأنه بتلك الحركة يثبت ملكيتها له فانسدلت الدموع وبللت شفتاه هو الآخر فلم يشعر بالاشمئزاز وابتلع دموعها وكأنها أنهار من العسل المصفى مما جعلها تتأثر بحركته تلك ويرتعش جس دها رغبة به
وهي تتحسر داخلها من خېانة قلبها لها وانسياقه وراء غرامه المتيم بذاك الحبيب ولكن وعت لحالها وهي تبعده عنها برفق نظرا لأعصابها المفككة من اقترابه ثم حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة بل من المكتب بأكمله وهي تنوي الفراق لامحالة فهو قد فضل تلك الشمس ووجودها عليها وهي لم ولن تستكين .
في المشفى حيث خرج ذاك الطبيب من غرفة مكتبه الخاص وهو يرتدي البالطو الأبيض رافعا رأسه لأعلى ويزين وجهه نظارته الطبية التى أعطته وسامة زادت على وسامته فقد كانت الساعة السادسة صباحا فذاك موعد مروره على المرضى ناهيك عن رائحته التى عبئت المكان بأكمله
كان يتمشي في الرواق المؤدى إلى غرف الفحص التى يمكث بها المرضى ومن يراه يظنه أحد عارضي الأزياء من طوله الفاره ومشيته المتزنة فرأته الممرضتان الواقفتان بذاك الممر بعيناي متصنمة على واثق الخطى ذاك ثم غمزت إحداهن في أذن الأخرى وعيناهن تتآكله دون حياء
_ ياشتات الشتات يابت شايفة اللي أني شيفاه دي ولا نجوم السيما يخربيت جمال أمه .
أومأت الأخرى لها وهي تسير على نهجها الأهوج
_ ياخراشي يابت أول مرة اشوف راجل بنضارة وبالطو أبيض قممر اكده دي اكيد وارد بلاد برة ولا ايه حدفه الصعيد دي
أكملت الأخرى وهي تحرك شفاها الغليظة بطريقة لاتليق بممرضة
_ يوووه ولا ريحته حلوة قوووي تهبل دي المفروض يتحط في باترينة مش يمشي على الارض اكده يابووي .
رأتهم تلك الممرضة وسمعت حديثهم المثير للاشمئزاز وهدرت بهن
_ بذمتك منك ليها مش مختشين من حديتكم دي اللي لايرضي رب ولا عبد !
الله الوكيل لو ماتلميتي منك ليها لهكون مبلغة الريسة باللي هتقوله واخلي عيشتكم مقدنلة اتحشمي يابت منك ليها
ثم عبرت من جانبهم وهي ترمقهم بنظرة استيائية وهي تهتف بحنق
_ كاتكم الهم بنات اخر زمن تجيب العاړ لأهلها .
فور أن تحركت من أمامهم كتمو أفواههم فقد تلونت وجنتاهم بحمرة الخۏف فتلك السيدة لاتخشى في الحق لومة لائم ولو أبلغت رئيستهم سوف ينالون من بطشها مالا يقدرون عليه
أما ذاك الفارس قد استمع إلى بعض هرائهم وشعر بالاشمئزاز من أن هؤلاء من ضمن النسوة
دلف الى غرفة الفحص وكانت فريدة موجودة بنفس التوقيت في نفس العنبر فتهجم وجهها على الفور ما إن رأته أمامها ثم أنهت فحص المړيض الذي بيدها ودلفت إلى الشرفة الموجودة في الغرفة ويبدو عليها الاشمئزاز الشديد منه وهي تنظر إليه عن قصد نظرة استيائية جعلته اندهش من نظرتها وتهجمها عليه بتلك الدرجة وما زاده اندهاشا هو مغادرتها العنبر في وجوده
نفض عن باله مافعلته ثم بدأ بالكشف على المرضى بحرفية تامة فكان يبتسم للصغار ويربت على ظهر الكبار بحنو لم يسبق لطبيب من قبل
كانت تتابعه من خلف الزجاج بملامح متعجبة وعيناي مسهمتان على مايفعله ذاك المعتوه من وجهة نظرها
جميع من في العنبر احبوه بشدة وأصبحت الدعوات ترافقه منهم جميعا مما جعلها تجلس في الشرفة تحدث حالها ويكاد يض ربها الجنون من شخصية ذاك
الطبيب الغير مفهومة بل والمعقدة من وجهة نظرها
أما هو فور أن أنهى جميع الفحوصات دلف الى الشرفة بملامح هادئة ووجه يبدو عليه الطيبة ثم ألقى السلام بوقار
_ السلام عليكم ورحمة الله .
لم تجيبه على سلامه فاندهش ثم تحدث ملاما لها بذوق جعلها تصنمت مكانها
_ رد السلام فرض يادكتورة ممكن اعرف ليه أول ما دخلت بصيت لي بصة مش لطيفة وسبتي الكشوفات اللي في ايدك هو انا صدر مني شيء زعلك تقريبا انا اول مرة اشوفك وكمان دخلت دلوقتي برمي تحية الإسلام ما ردتيش