رواية بغرامها متيمُ الفصل الثالث 3 "فاطيما يوسف"
بها
_ انت يازفتة هتطلعي بلاوي من بوقك !
وبتستعبطي وهتخليني اديكي باللي في رجلي دلوك ومهخليش فيكي حتة سليمة
واسترسلت حديثها وهي تسألها بنبرة يصحبها التهكم
_ والكونتيسة الهانم عايزة تتطلق ليه
دي انت لسه بقالك شهر مكتوب كتابك وعايزة تتطلقي يا أم دماغ ضارب انت وكماني فرحك باقي له أيام ! عايزة سيرتك توبقى لبانة على لسان اللي يسوى واللي ميسواش لجل عقلك المفوت دي
_ الله الوكيل يابت إنتي لو الكلمة داي نطقتيها تاني له دفنك حية مكانك سيبك عاد من دلع البنتة الماسخ دي اصلك شردتي ودماغك لسعت وهبت منيكي ولو عايزاني أفوقك وأعقلك كرريها تاني اكده وأني هق طع لسانك دي .
كانت تقف ترتعش أمام أبيها من شدة غضبه الذي لم تراه منذ كثير ولأول مرة يتعامل معها بذاك الع نف ثم تمتمت بنبرة أكثر هدوءا أمام أبيها
_ لساتك هتخربطي في الحديت يابت .. جملة استفهامية مغلفة بالاستنكار نطقها سلطان ثم عقبت عليها زينب
_ يوبقى حقك لما الجدع يكون فيه حاجة تعيبه لاسمح الله لكن دي اسم الله عليه راجل وشهم وابن ناس والعيبة مهتطلعش منيه واصل يابت بطني
_ أني واثقة انك انت اللي هتشيبي شعر الجدع دي من قوتك وجموديتك وراسك الناشفة داي .
هدر سلطان بها هو الآخر
_ الراس الناشفة والجمودية داي هك سرها لها وأربيها من أول وجديد
واسترسل حديثه بنبرة جادة وهو يسألها
_ عميلك ايه بقي علشان تنقمي عليه اكده احكي لي حكاويكي اللي شبه سحنتك حكم أنى عارف حكاوي بنتة اليومين دول
ماهو التلفونات والنت والمخروب السوشال دي هياجي من وراه ايه غير إنه فتح عينيكم من العرى والفضايح اللي هتشوفوها .
رفعت زينب حاجبها بغيظ ولكنها فضلت الصمت الآن فهو في عز غضبه لن يرى أمامه أما رحمة اهتز داخلها خوفا من تساؤل أبيها ولم تعلم بما تجيبه فصمتت قليلا فزمزم أبيها بغيظ من صمتها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة وهي تومئ رأسها للأسفل وتفوهت بكلمة واحدة فقط
_خاين كيف قفشتيه مع واحدة اياك يابت سلطان .. نطقتها زينب بنبرة استفهامية كائدة وهي تنظر إلى سلطان كأنها تردها له فلفح جلبابه پغضب من زوج الاثنتين الواقفتين أمامه وجعلاه ضاق ذرعا
فأجابتها رحمة وهي تحرك رأسها بنفي
_ له ماهر ميعملش اكده واصل .
اندهش كلتاهما ثم سألها سلطان وقد امتلأ الكيل زهقا منها
فركت يديها بتوتر ولم تعرف بما تجيبهم فلو قصت عليهم السبب الذي تريد الطلاق من أجله حتما سيق ذفها أبيها بتلك العصاة التي بيده ولكنهم لم يستطيعوا الشعور بالني ران التي تن هش داخلها غيرة على رجلها من تلك الأنثى الدخيلة عليهم وحتما سيرونه شهما بفعلته تلك فتحدثت بكلمات واهية كي تقنعهم بها فقط
_ يابوي معدتش مرتاحة وحاسة اني اتسرعت في قرار الجواز مني ومن حقي اي وقت اني ما اقدرش اكمل ما اكملش مكبرين الموضوع ليه عاد .
نفخ سلطان بضيق من هرائها ثم اقترب منها وهو يشير بسبابته تحذيرا لها بنبرة لا تقبل النقاش ابدا
_ طب شوفي بقى لو ما سبتكيش من الدلع والحوارات الفارغة بتاعه البنات اليومين دول لاني اللي هروح للجدع بنفسي وهقول له البت داي جامدة وقوية وعايزك توبقى حمش وياها
يا اما هتقولي سبب يصدقه عقل
يعني مد يده عليك
شتمك
قفشتيه مع واحدة في وضع لا سمح الله
لكن غير اكده وهتقولي لي ما مرتاحاش وحديتك الماسخ دي الله الوكيل لو سمعت الكلام ده منيكي تاني له دفنك بيدي حية يا بت زينب وأخر كلام ما عندناش بنتة تطلق وهي مكتوب كتابها والخلق يجيبه سيرتها عمال على بطال ولاخر مره بحذرك يا رحمة تسيبك من الجمودية اللي فيكي داي وتحمدي ربنا إنه رزقك براجل حلال وولد ناس .
حركت زينب راسها بموافقه وهي تمط شفتها للامام واكملت على حديثه وهي تلكزها في كتفها
_ دي كفاية انه هياخدك عارفة يعني ايه هياخدك يعني هياخد بلوة الله يعينه الجدع والله .
تركها كلتاهما بعد ان ع نفوها بشدة على ما تفوهت به فدقت اقدامها في الأرض غ ضبا من فشلها في محاولة وقوف والديها بجانبها وتخليصها من ذاك الخائڼ من وجهة نظرها ولم يتبقى لديه سوى عمران كي يقف جانبها ويقوم بتطليقها فهي رأسها يابس ولن تتراجع فقد خذلها وفضل عليها تلك الشمس وفضل أن يقف بجانبها مقابل أن تتشتت علاقتهم وهذا ما لا يقبله عقلها ولا قلبها ولم ولن تستسلم مهما طال الوقت
ثم صعدت الى غرفتها وخلعت ملابسها وامسكت هاتفها وقررت ان تدون على صفحتها تلك الكلمات التي بالتأكيد ستجعله يجن فتلك الرحمة لن يستطيع احد الوصول الى عقلها مهما كان ماهرا فهي تعلم انه حين يرى تلك الكلمات حتما سيود فتكها حتى يتخلص من تيبس راسها الذي اوجع قلبه فدونت على صفحتها
الشخص الذي كنت أخشى عليه ألم شوكة
سمعت صليل سيفه يتدفق إلى قلبي
ثم ألقت الهاتف ودلفت الى الحمام كي تنعم بحمام دافئ يجعل داخلها الثائر يهدأ قليلا.
تجلس على مكتبها وكل تركيزها على الأوراق التي بيدها وتحاول إعادة ترتيبها بنظام اعتادت عليه فهي دوما تحبذ النظام وتعشقه أما هو دلف بطلته المرحة وقدميه تسابق الريح بخطواتها كي يراها وينعم قلبه برؤية ملامحها وتتشبع عيناه بكتلة الجمال والنور الذي يشع من وجهها فقد عشق ملامحها رقتها هدوئها
حتى حزنها البائن على معالم وجهها عشقه هو الآخر وأصبح يتمنى لو كان جزءا من ماضيها فيكن لها نصل الشفاء من الألم يكن لها صدرا حنونا ترمي هموم الدنيا بداخله ولا يزهق أبدا
شملها بنظرة هائمة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها بردائها الأحمر ونظارتها ذو السلاسل المتصلة بأذنها أعطتها بهاءا من الأناقة لايليق إلا بها أما هي لم تشعر بوجوده نظرا لانهماكها في العمل بتركيز شديد فهي قد وجدت في العمل ملاذا حقيقيا لم تجده في اي شئ حولها
أما هو نطق لسانه وهو ينظر لها بوله
_لقد وجدته أخيرا .
رفعت أنظارها إليه وهي تردد باندهاش
_ هو ايه ده يافندم اللي وجدته في حاجة ضايعة منك
أجابها بعبث وهو ينظر إلى السقف وملامح وجهه تدل على مشاغبتها
_ المصباح الذي أنار حياتي .
رفعت حاجبها هاتفة بنبرة استنكارية وهي فهمت معنى نظراته
_ والله يافندم!
وأكملت بنفس مشاغبته
طب حاسب لايزغلل عنيك من كتر نوره
اقترب منها وأسند بكلتا يديه أمامها قائلا بثقة
_ متقلقيش علي عيوني دول يدوبوا الحجر ويخلوه يلين وخليكي شاهدة علي كلامي بس .
توترت من اقترابه وحصاره لها فمنذ أن وطئت قدماها ذاك المكتب من أول لحظة وهي ترى نظراته الغريبة لها وكأنه يعرفها منذ أعوام وأن تلك المقابلة ليست الثانية بينهما
بين