رواية ۏجع الفراق بقلم حنان إسماعيل
ركبت صافى ورعد عدة العاب متنوعه بينما وقفت وعد بجوار ابيها تتفرج عليهم على مضض وهما يضحكان
اجلسها والدها على كراسى استراحه وفى يده علبه فيشار كبيرة قائلا لها
سارى بصى ياحبيبتى انا حابب اتكلم معاكى كلمتين وبعد كده اتصرفى زى ما تحبى
وعد بضيق اتفضل
سارى انا ملاحظ انك مش عاوزة تدى لنفسك فرصه مع صافى يعنى تقربى منها او حتى تتكلمى معاها واللى ملاحظه اكتر انك بتنصاعى لكلام حد او لتوجيهاته وكأنك لاغية عقلك
سارى بهدوء وحنان بصى ياوعد اولا صافى مالهاش اى علاقه بمۏت امك اطلاقا لان والدتك ټوفيت فى حاډث سيارة وكان السائق شخص اخر يعنى مش هى عشان اقول ساقت العربية وهى متعصبة منى مثلا فالحاډث حصل امك كانت راجعه من حفلة وكل الشهود اجمعوا انها كانت سعيدة وقضت وقت جميل مع صحباتها
سارى فعلا وقلت لها لو حابة ننفصل انا موافق وهى رفضت وقالت انه مش فارق معاها وانها هتكمل عشان الشكل الاجتماعى وانها عمرها ما حبتنى وانى كنت دايما ابن عمها وبس اظن انتى كمان فاكرة كل الكلام ده لانه حصل اودامك انتى واخوكى
وعد بس انت جرحت مامى كتير يابابا
ورا التانية يمكن مكنتش هتجوز عليها اى واحدة من اللى اتجوزتهم دول انا وامك كنا ولاد عم وبس واهالينا فرضوا علينا الجوازة دى ومش هقول دى غلطه لانكم احلى حاجة حصلت لنا انا ووالدتك الله يرحمها واظن اننا حاولنا منقصرش معاكم
سارى بتمعن خالتو ست كبيرة وناضجة وذكية وعارفه عاوزة ايه وبتحسبها بعقلها كويس
وعد وصافى
نظر لصافى بابتسامه حانية وهو يراها تصرخ من الخۏف هى ورعد والارجوحه تعلو بهم للاعلى قائلا
لوعد صافى دى شبابى اللى ضاع منى وانا بجرى ورا ستات غلط وشغل مبيخلصش صافى بتفكرنى بيكى عنيدة زيك وجريئة عقلها كبير بس طفله من جواها قادرة تسحبنى لدنيا حلوة اتحرمت منها من زمان انا هنصحك بحاجة ياوعد عيشى حياتك واستمتعى بيها عشان يجى يوم وهتندمى على كل لحظة فاتتك منه وزى ما بتحكمى عقلك حكمى قلبك برضه
بادرها قائلا ايه رأيك نجرب لعبه زيهم انا وانتى بس
رفعت حاجبيها قائله بتحد اوك يلا بينا
قضيا وقتا ممتعا وهم يجربان لعبة خطېرة عاد للبيت فى وقت متأخر وصلت اصوات ضحكهم تصل لهيفاء بالاعل نهضت قرب الباب وتنصتت فسمعت سارى وهو يستعجل ابنائه للدخول للنوم لتأخر الوقت
كاد ان يغادر الا انها امسكته من ياقته قائله بغيظ
صافى احنا هنهزر بكره الخميس يعنى هتكون معاها تبقى الليله دى ملكى
ابتسم وهو يدخل قائلا عنيدة
وقفت قبالته على اطراف اصابعها كى تصل لطوله قائله بتحد
صافى بس بتحبنى برضه صح
جلست بجوارهم فى صمت قائله
صافى يضايقكم لو قعدت جنبكم
اجابتها هيفاء اصل عندنا صفقه مهمة ولازم نراجعها حالا واكييد مش هتفهمى حاجة مننا وهتزهقى
تضايقت صافى من كلامها وكادت تنهض الا ان سارى امسك بيدها قائلا
سارى لاء اقعدى احنا خلاص تقريبا خلصنا
ابتسمت صافى بحب له قائله لاء انا هقوم اعمل لك قهوتك بإيدى اكييد محتاجها دلوقتى
اجابها بحماس جدا فوق ما تتخيلى
نهضت قائله قبل ان تغادر للمطبخ حالا ياحبيبى قصدى يا سارى
ابتسم لتلعثمها وعى تغادر امامه وعيناه تتابعانها فى حب بينما عينان هيفاء ترمقانه بنظرات مملوءة بالغيرة والحقد
عادت صافى بعد وقت قصير ومعها فنجان قهوة وساندويتش جلست بجواره اطعمته قضمة من الساندويتش فى فمه قائله بآمر
صافى كل الساندويتش ده الاول وبعده القهوة
ابتسم وهو يمضغ ما حشرته بفمه قائلا ده على اساس
انك ادتينى فرصه ارفض او اوافق
نهضت هيفاء لاجراء محادثه فإنحنى سارى ناحية صافى قائلا
سارى وحشتينى الشوية دول
سارة معتذرا معلشى ياحبيبتى شغل طارئ ايه مفيش اى حاجة حلوة بعد الساندويتش والقهوة
انتبهت فكادت ان تنهض قائله
صافى حالا ياحبيبى هجيب لك حاجة من المطبخ
غادرا معا للعمل بينما بقيت صافى فى البيت مع الاولاد احست بالملل يتسرب اليها رغم مكالمات سارى لهاعدة مرات
عاد ليلا هو وهيفاء رمقتهما صافى وهى تطالع مجله مع رعد بضيق هى ترى انسجامهم فى الحديث اثناء دخولهم لاحظت حقيبة بيد هيفاء لماركة ملابس داخليه عالمية عرفتها فور رؤيتها لهابسبب انها اشترت منها بعض القطع اثناء تجهيزها لزفافها من طارق
احست ان هيفاء تعمدت ان تظهرها امامها وهى تلوح بها يمينا ويسارا اغتاظت صافى صعد سارى لغرفته كى يبدل ملابسه استعدادا للعشاء كما صعدت هيفاء هى الاخرى لغرفتها عادت صافى لمطالعه الجريدة مع رعد بفضول قائلة
صافى رعد هو مفيش دواء هنا مهدئ او منوم اصل انا مش عارفه انام بقالى كام يوم
اجابها رعد بحماس اه فى دواء منوم تاثيره بسيط لو حباية واحدة ماما كانت جايباه الله يرحمها تحبى اجيبلك منه حباية
اجابته بشغف اه ياربت بس لو حبايتين او تلاته يبقى كتر خيرك يعنى للايام الجاية بس يعنى رجاءا ماقولش لوالدك لانه پيتخانق معايا وبيرفض اخد اى ادوية
رعد اه عارف طبعا ماهو ياما اټخانق مع ماما الله يرحمها بسبب المهدئات دى
احضر لها رعد الحبوب المنومه بعد وقت خلسة تناول الجميع عشائهم وسهر معا فى حديقه القصر امام حمام السباحة لعبت صافى الطاوله مع رعد بينما انشغلت رعد بمطالعه هاتفها فى حين اكتفى سارى بالاستماع لاغانى ام كلثوم فى انسجام وهو يراقب الجميع بعدما اعدت له صافى فنجان قهوة لذيذ من يدها كانت هيفاء قد اعتذرت عن الانضمام لهم بعد العشاء وصعدت لغرفتها
نهض سارى قرب منتصف الليل معتذرا من الجميع للصعود لغرفته للنوم نهضت صافى قبالته قائله بلهفه
صافى حبيبى بتمنى لك ليله سعيدة ياقلبى
قالتها وهى تقبل خده وهو مندهشا مما تفعله
تابعته وهو يدخل الفيلا بنظرات غيرة
سارى هى الدنيا بتلف بيا ولا ايه
انا مش قادر عاوز انااام
اجابته هيفاء بدلال لا ياحبيبى انت كويس بس تلاقى ريحه الشموع والموسيقى هدوا اعصابك بس انا هفوقك
اخذت تهزه بعصبية قائله سارى سارى
لم يجبها وهو يلتفت للناحية الاخرى فى سبات عميق
سارى هو ايه اللى حصل لى امبارح انا فاكر انى
قاطعته هيفاء بغيظ قائله جيت مدروخ ونمت زى القتيل
هز رأسه فى فهم وهو يراقبها تنصرف امامه قبل ان تغلق الباب بقوة بينما نطق هو بغيظ بعدما فهم حيله صافى والقهوة بالامس
سارى صافى صاااااااااااافى
نهض غاضبا فتح باب غرفتها فجأة والشرر يتطاير من عينه كانت تقف خلف الباب عندما فتحه فجرت ناحيه السربر واقفه فوقه فور صراخه بإسمه
ثافى بتلعثم فى ايه ياحبيبى مالك
اجابته بسرعه وخوف منوم ارتحت
تركها وضړب رأسه بيده كى يهدأ قائلا قبل ان يأخذ نفسا عميقا قائلا بغيظ
سارى ماشى ياصافى وانا كمان هرد لك المقلب النهاردة ياحبيبتى هعوض هيفاء عن امبارح ولتلات ايام هتنامى لوحدك واياااااكى اياااكى تعملى حركة زى دى تانى ده لو آمنت لك وشربت حاجة من ايدك تانى
قالها وكاد ان يغادر الا انها جرت
صافى انا اسفه انا اسفه بس عشان خاطرى قلل العقۏبة خليهم يوم واحد بس اهون عليك
صافى بس كله كوم ومنظر هيفاء وهى نازله ووشها قالب ومش طايقه حد اودامها يهلك من الضحك متخيله امبارح وهى منتظراك ولابسه وفجأة نمت وسيبتها
قالتها واخذت تضحك فإغتاظ منها قائلا
سارى طب ياحبيبتى اضحكى براحتك وهما تلات ايام
قالها وخرج يتمتم الشيطان يصقف لكم فعلا
بينما اخذت صافى تناديه من بين ضحكاتها
حاول تجاهلها خلال الايام المتتالية من غيظه منها الا انه لم يستطع كانت نقطه ضعفه وهو يدرك هذا حاول ان يعبس فى وجهها كلما ابتسمت له الا انه لم يستطع بمجرد ان يلوح بوجهه عنها يجد نفسه يبتسم تلقائيا لبث
فى غرفته فى اليوم الثانى لعقابه لها يزم شفتيه فى ضيق وهو يحادث نفسه قائلا
سارى كان لازم تتشطر وتقول تلات ايام طب شوف هتتحمل بعدها ازاى
فجأة سمع طرق على الباب وسمع صوتها فتهللت اساريره الا انه تصنع الڠضب سامحا لها بالدخول
دخلت بأدب تسير بهدوء حتى وقفت قبالته قائله بدلال وهو ينظر اليها
صافى هو عادة فى الاحكام لما الچريمة بتكون الاولى للمچرم بيكون الحكم مخفف او استئناف على الاقل
منع ابتسامه تسربت الى شفتيه قائلا
سارى ايوه يعنى عاوزة ايه
بصوت خاڤت
سارى انا سامحتك بمجرد مادخلتى عليا من شوية يامجنونة انا بعشقك ومقدرش ابعد عنك لحظة بس ده مش معناه انك هتكررى الحركة الخايبة بتاعتك دى تانى
حاول منع ضحكته قائلا لها بغيظ طب ومفرقش معاكى شكلى اودامها
اجابته پغضب احسن تستاهل انت وهى عشان تبقى تسيبنى وتروح لها تانى
سالها بمكر طب انتى عاوزة ايه دلوقتى بقى مش اعتذرتى اتفضلى روحى اوضتك
رفعت حاجبيها فى ضيق قبل ان تسحب خطواتها ببطء ناحية الباب
فى اليوم الثانى ابلغها بتجهيز نفسها لتلبيه دعوة غذاء عند صديقه فهد هو وهيفاء والاولاد
ارتدت ملابس بسيطه عبارة عن بنطال جينز وبلوزة بيضاء حريرية فوجئت بهيفاء تنزل امامها لملابس شبيهه لملابس السهرة مرتدية حلى كثيرة استغربت سارى حين رأته بجلباب ابيض هو ورعد تأملته بإعجاب وهى تتأمله فى زى بلاده لاول مرة والتى زادته وسامه واعطته هيبه ووقارا
امام القصر جعلت هيفاء الاولاد يركبون السيارة مع صافى متعمدة ان تفعل هذا كى تركب بجوار سارى فى سيارته
وصلا لقصر فهد والذى استقبلهم بحفاوة مشيرا لخادم عنده ان يرافق السيدات لمكان مخصص لاستقبال الضيوف من السيدات
كان القصر جميلا لا يقل عن جمال قصر سارى انبهرت صافى بديكوراته وزخرفته العربية الرائعه وهى تتبع هيفاء ووعد للداخل استقبلتهم سيدات البيت بحفاوة أحست صافى بالحرج من ملابسها مقارنة بما ترتدينه جميعهن كنا انيقات يتزينا بالحلى والمجوهرات والماكياج البسيط الامع
احست بهيفاء تتصدر المشهد خاصة وان اعمار الموجودات تقريبا فى مثل عمر هيفاء اللهم الا بعض الفتيات فى بداية العشرين من اعمارهم وبعض الفتيات الاخريات فى عمر وعد
استمتعت بشرب القهوة العربية والحلويات التى قدمت لهم
تعرفت على الفتيات الصغيرات وتبادلت معهم الحديث عن دراستهم وطموحاتهم اعجبن بها حين عرفن انها تعمل صحفية
نهضت صافى وهى تبتسم للجميع وكأن شيئا لم