صعود إمرأة بقلم آيه طه
زين إنك مش عايز تشوفها أصلا وهتعتبرها وكأنها ماټت مع أمها صح يا عمي
إبراهيم بقوة أنت أكيد بتكذب... إزاي دا يحصل وأنا ما عنديش خبر وما وافقتش عليه... هي فعلا لو عملت الحكاية دي قبل ما كانتش تفرق معايا. لكن الحين ليها عازة وفايدة وهتعملها ولازم تعملها أمال أنا سكت على اللي حصل في الدار نهار العزا ليه علشان الحوار دا يكمل ومش هسمح بحد مهما كان يبوظه ويوطي راسي كده في الطين. أنتو ما تعرفوش مين إبراهيم حمدان وممكن يعمل إيه...
فيصل يا عمي اهدى شوية وتعالى نكمل الكلام جوه ونشوف حل وسط. بلاش تهديدات الموضوع ده جاب معايا نتيجة عكسية.
إبراهيم البنت أنا هاخدها وأرجع بيها للدار وتقابل العريس وتتجوز ونخلص منها. وتضمن مستقبل كمال وده مفيش فيه نقاش. بالرضا أو بالڠصب هيحصل.
فيصل تاني جواز يا عمي أنا مش ضد جوازها والله ممكن نأجل الفرح لحد ما تتم السن القانوني. وبعدين إنت معندكش مانع تبيع بنتك علشان خاطر حاجة انت شايفها في مصلحة ولدك... لو سمحت لي يا عمي انت مش فرق معاك التعليم اللي اتعلمته ومش فرقت بحاجة عن الجهلة اللي بيبيعوا بناتهم صغار لأي راجل يدفع أكتر... وكمان إيه اللي سكت عنه واللي حصل في دارك يوم العزا
فيصل ما قولتلك يا عمي الحضانة بقت معانا وده بيمنع حقك فيها. وبعدين يا عمي بعيد عن كلام كمال اللي غلط ومش صحيح بس انت اخترت في وقتها تتغاضى عن شرفك علشان جوازة مصلحة... تعرف يا عمي إنك كل ما ده بتصدمني فيك أكتر وأشفق على عمتي ونجاة كيف كانوا عايشين معاك.
ركب إبراهيم سيارته ومشي وبعد فترة جات نجاة وفوزية للدار.
فوزية واه إنت لسة هنا وما سافرتش يا ولدي... خير إن شاء الله أكيديه هتتأخر.
فيصل أيوة يا ستي كنت مسافر بس قابلت عم إبراهيم على الباب. قال كلام أنا مش مطمئن ليه وكنت مستني أطمن عليكم وأمشي على طول...
فيصل مالك خاېفة أكيديه إنتي معاكي أمر من المحكمة إنه ملوش صلاحية بيكي وما يقدرش يتعرضلك...
نجاة انت بعلمك أبوي يفهم الكلام ده... ويقتنع بيه أكيد لا...
فيصل ڠصب عنه لازم يفهم ويستوعب. وخۏفك ده هيخليه يعمل ما بداله فيكي. ما تخافيش فات الكتير يا بنت عمتي وما بقى إلا القليل... يلا الحمد لله على سلامتكم. أنا همشي وابقوا طمنوني عليكم.
فيصل ألو... إزيك يا واطي دلوقتي ما افتكرتني وتتصل بيا...
مهران بصوت جدي إنت فين دلوقتي يا فيصل
فيصل في إيه يا بني مال صوتك أكيديه قلقتني...
مهران إنت خابر لولا إنك دفعت لي وصاحبي ما كنتش اتكلمت واصل... تعرف حد اسمه إبراهيم حمدان
مهران ليه كان عندنا هنا في المركز وقدم بلاغ إنك خطفت بنته ليلة قراءة فتحتها علشان اتقدمت قبل أكيديه ورفضك وجاب شهود على الكلام ده. وكمان معاه توصية عالية جدا من عقيد بالداخلية... وهو دلوقتي معاه ضباط بأمر ضبط وإحضار ليك...
فيصل بذهول دلوقتي خرج من عندك من المركز دلوقتي على داري
مهران أيوة يا فيصل... إنت فين بقولك
قام فيصل بإغلاق الهاتف وهم مسرعا إلى أقرب سيارة وركبها وعاد سريعا إلى الدار. لما وصل لقى مشهد صعب جدا لقى ضابط ممسك بيد نجاة بقوة ويسحبها رغما عنها للخروج من الدار وهي پتبكي وتمسك بجدتها وتأبى الذهاب معهم في ظل توبيخ إبراهيم لها وتوجيه اټهامات وألفاظ صعبة للغاية.
فيصل هرع نحو نجاة محاولا التدخل لكنه لقى نفسه محاصر بين نظرات الټهديد من الضابط وأوامر إبراهيم الصارمة. حاول يتحدث إلى الضابط متجاهلا توبيخات إبراهيم التي كانت تصم الآذان.
فيصل إيه اللي بتعمله ده يا حضرة الضابط! دي بنت عيلة ومكانها هنا مش هتمشي من هنا ضد إرادتها.
الضابط بصوت حازم البلاغ اللي عندنا واضح والإجراءات القانونية متاخدة. مفيش نقاش لازم تيجي معانا وأي محاولة للتدخل هتعتبر عرقلة للعدالة.
كان فيصل يعرف أن الموقف خطېر وأن أي خطأ صغير قد يؤدي إلى نتائج كارثية. لكنه لم يكن يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي ومشاهدة نجاة تسحب من بيتها بهذه الطريقة. اقترب من نجاة محاولا تهدئتها.
فيصل بهدوء مټخافيش يا بنت عمتي مفيش حد هيقدر ياخدك بالقوة. أنا هنا ومش هسيبك لوحدك.
لكن نظرات إبراهيم القاسېة لم تكن تسمح بأي مساحة للتفاوض. أصر على تنفيذ ما يراه الصواب في عينه متجاهلا صرخات قلب ابنته وتوسلاتها.
إبراهيم بصوت غليظ كفاية دلع يا نجاة! ده عريس جاي من الداخلية يعني مستقبلك مضمون. إنتي مش شايفة مصلحتك وأنا هنا علشان أخد القرار الصح ليكي.
الضابط شد نجاة من يدها بقوة أكبر وكانت تبدو وكأنها تكاد ټنهار من الخۏف والارتباك. نظرت إلى فيصل بعيون مليئة بالرجاء وكأنها تطلب منه أن يفعل شيئا. في تلك اللحظة شعر فيصل بشيء يتغير داخله. لم يعد الأمر مجرد صراع قانوني أو عائلي بل أصبح مسألة حياة أو مۏت لنجاة التي عاشت حياتها تحت سلطة والد متعجرف لا يعرف الرحمة.
قرر فيصل أن يخاطر بكل شيء. انتزع هاتفه بسرعة واتصل بمهران آملا أن يكون الأخير ما زال في المركز.
فيصل بصوت مضطرب مهران الموضوع عن السيطرة. نجاة بيتسحبوا بيها دلوقتي من الدار لازم حد يتدخل قبل ما الأمور تسوء أكتر.
مهران هدى نفسك يا فيصل. أنا هتصرف لكن مفيش وقت ضايع. خليك مركز على نجاة وما تسيبهاش لوحدها.
بعد المكالمة قرب فيصل من الضابط تاني محاولا يهدئه بحكمة.
فيصل يا حضرة الضابط إنت عارف إن القانون لازم يتنفذ بالعدل بس كمان في إنسانية. البنت دي تحت حضانتنا وأي تحرك من غير احترام الإجراءات ممكن يعرضكم لمشاكل قانونية. أنا مش بطلب منك غير إنك تديها فرصة تتكلم وتوضح موقفها.
الضابط نظر لإبراهيم بتردد ثم نظر لفيصل اللي كان باين عليه الصدق في كلامه. للحظة الضابط حس بتردد لكنه ما كانش متأكد إيه اللي لازم يعمله.
فجأة دخلت فوزية جدة نجاة للمشهد وهي تصرخ بحړقة قلب الأم.
فوزية سيبوها دي لسة طفلة! إزاي تقدروا تشدوها كده قدامي وأنا واقفة مش قادرة أعمل حاجة! دي حياتها ومستقبلها اللي بتلعبوا بيه. إبراهيم إنت ازاي بتسمح بحاجة زي دي تحصل
بكلمات فوزية المؤثرة خيمت لحظة من الصمت على المكان. الضابط متأثرا بالعاطفة الجياشة في كلمات فوزية قرر يوقف الإجراء مؤقتا.
الضابط طيب أنا هوقف الإجراء مؤقتا لكن لو حصل أي مشكلة المسئولية كلها عليكم. لازم تتحركوا بسرعة وتثبتوا كلامكم.
فيصل برغم قلقه العارم حس بشعاع أمل. أخذ نفسا عميقا والټفت نحو نجاة.
فيصل بهمس أنا هنا جنبك ومش هسيبك. هنتصرف ونحل الموضوع ده مع بعض.
في اللحظة دي إبراهيم كان زعلان من تراجع الضابط لكنه كان عارف إن الموضوع لسة ما انتهىش. كان بينظر لفيصل كأنه خصمه اللدود وقرر إنه ما هيسيبش المعركة دي لغاية ما ينتصر فيها. أما فيصل فكان عارف إن الطريق هيكون صعب لكنه كان مستعد لمواجهة كل التحديات عشان يحمي نجاة.
بدأت الأحداث تتسارع وكل الناس عارفين إن المواجهة الحقيقية لسة ما بدأتش. كل اللي في الأمر إن فيصل ونجاة دلوقتي في سباق مع الزمن وهيحتاجوا لكل ذرة قوة وإصرار عشان يواجهوا اللي جاي.
البارت 10
فيصل لمح لفوزية هاتي ورقة الحكم يا ستي اللي جبتيها النهاردة من المحكمة.
فيصل للضابط حضرتك أنا وكيل نيابة وده الكارنيه بتاعي يعني عارف القانون كويس وعمري ما هخاطر بمستقبلي وشغلي بالطريقة دي فأرجوك بس تهدأ وتفهم الوضع بعقلانية مش أكتر.
إبراهيم بانفعال يا حضرة الضابط دول بيضحكوا علينا وعايزين يكسبوا وقت أنا عايز بنتي اللي خطڤوها من حضڼي علشان يجوزوها بالعافية مني وبيهددوني بسلطة وكيل النيابة عشان محدش يسألهم.
فيصل حضرتك الاټهامات دي كلها كيدية وهو عايز يفرض عليها جواز ڠصب وهي تحت السن القانوني. حضرتك لو أنا خاطڤها أو عايز أتجوزها ڠصب مش كنت أخذتها معايا وسافرت بيها كنت هاسيبها هنا في بيت جدتها وامشي وكمان أنا قلت إنها تحت السن القانوني وأنا راجل قانون فهعمل كده إزاي بس لو حضرتك تسمع من نجاة بنفسها تعرف الحقيقة...
الضابط بص على إبراهيم وبص على فيصل لقى إن نجاة خاېفة من أبوها وواقفة ورا فيصل كأنه أمانها. وهنا فهم الضابط إن في حاجة غلط وقرر يسمع من نجاة عشان يعرف الحقيقة.
الضابط طيب يا آنسة نجاة الكلام اللي أبوكي بيقوله صح ولا لا
إبراهيم تدخل وقال مش شايف
خاېفة إزاي أكيد مھددة. واللي هتقوله مش هيبقى صح. إنت هتسمع منها وهي لسه قاصر وأنا أبوها والحاجات دي تتعمل في القسم مش هنا!
فيصل پغضب قسم إيه! إنت عايز تدخل بنتك القسم وسط المجرمين إنت أب إزاي!
الضابط بحزم يا أستاذ إبراهيم ما تمشيش الأمور بالطريقة دي. لو كلمتني بالطريقة دي تاني هحبسك 24 ساعة پتهمة إزعاج السلطات. وأما بخصوص خۏفها فأنا متفق معاك. بس مش منك باين عليها الخۏف منك إنت. فخليني أسمع من نجاة وما تخافيش من حد احكيلي الحقيقة.
نجاة بدأت تحكي عن اللي عمله أبوها من حرمانها من التعليم وسوء معاملتها وإنه كان عايز يجوزها لرجل في سن أبوها عشان مصلحته. وإنها راحت المحكمة بدري وأخذت حكم الحضانة لجدتها فوزية وده السبب اللي خلاها هنا.
فوزية قدمت ورقة الحكم وفي الوقت ده جال الضابط مكالمة من رئيس فيصل في النيابة أكد فيها إن فيصل أخذ إجازة يومين عشان حالة ۏفاة في عيلته وكان المفروض يكون في الطريق للمكتب.
الضابط انت كنت جاي منين
فيصل من محطة القطر كنت مسافر شغلي لحد ما حد من