الإثنين 25 نوفمبر 2024

صعود إمرأة بقلم آيه طه

انت في الصفحة 6 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


الجيران اتصل بيه وقال لي إنكم هنا ودي تذكرة القطر اللي كنت حاجزها. 
الضابط شاف التذكرة وتأكد من صحتها وقال...
الضابط تمام أنا آسف على اللي حصل. بستأذن... 
إبراهيم پغضب بتستأذن إيه! انت هتسيب البت عرفوا يلعبوا بالورق وأجبروها تقول أي كلام. البت لازم ترجع معايا. 
الضابط محدش لعب بالورق والبت معاها حكم محكمة. لو عايز تقدر ترفع قضية حضانة. غير كده أنا ماليش دعوة. 

إبراهيم پغضب مفيش لعب بالورق دا أنا إبراهيم حمدان والبت دي هاخدها ڠصب عن أي حد. 
إبراهيم مسك نجاة من إيدها بالقوة وجرها لكن فيصل والضابط اعترضوه.
الضابط بحزم إنت بتعمل إيه أنا قلتلك البت مش هتاخدها وخصوصا بالطريقة دي. 
إبراهيم هاخدها يعني هاخدها. 
الضابط أشار للعساكر اللي معاه يمسكوه وقال بتحدي خليك عندي بقى 24 ساعة پتهمة إزعاج السلطات. نشوف مين هيعمل إيه بعد كده. 
فيصل حضرتك عايز أعمل محضر باللي حصل وإقرار بعدم التعرض لنجاة. 
الضابط هنعمل المحضر والإجراءات كلها في القسم. 
وبالفعل راحوا القسم وحرروا المحضر. وعند خروجهم سمع فيصل صوت إبراهيم وهو بيهدده مخلصتش هنا الدنيا دوارة وهتجيلي بنفسك يا فيصل. 
فيصل كان متوتر لكنه حاول يبان هادي قدام نجاة وجدتها. ابتسم وقال ما تخافيش يا نجاة الأمور هتتحل. 
بس تهديدات إبراهيم كانت رنانة في دماغه. عارف إن المواجهة ما انتهتش. وفي المساء جلس مع فوزية اللي كانت قلقة وقالت فيصل أنا مش مرتاحة. إبراهيم مش هيهدى بسهولة. 
فيصل رد عليها بثقة عشان كده هنروح النيابة بكرة ونتأكد من كل الإجراءات وهنطلب حماية قانونية لنجاة. 
نجاة بصوت خاېف أنا خاېفة يا فيصل... خاېفة يرجع ويأذيني. 
فيصل قرب منها وقال بحنان ما تخافيش أنا هنا علشان أحميكي. 
في الليلة دي فيصل اتصل بصديق ليه في الأمن وطلب تأمين البيت ووضع حراسة.
وفي الصباح جاله اتصال من النيابة إن إبراهيم رفع عليه قضية تزوير. رغم إنه عارف إنها كڈب بس الأمور بدأت تتعقد أكتر وعند شروق شمس اليوم التالي صحي فيصل على صوت التليفون. جاتله مكالمة من النيابة قالوله إن إبراهيم رافع عليه شكوى متهمه فيها بالتزوير واستغلال السلطة. مع إن فيصل كان عارف إنها محاولة يائسة بس بعد ما قفل المكالمة حط التليفون جنبه وخد نفس طويل. بص حواليه لقى البيت هادي بطريقة مريبة كأنها الهدوء اللي قبل العاصفة. كان متأكد إن إبراهيم مش هيقف عند كده وإن التهديدات مش مجرد كلام فاضي. كل لحظة كان حاسس بثقل المسئولية اللي على كاهله لكن لازم يكون قوي عشان نجاة وفوزية.
قعد على الكنبة وحاول يرتب أفكاره ويخطط للي جاي. همس لنفسه مفيش مجال للغلط. بعدها قرر يتصل بمحامي شاطر ياخد رأيه في إزاي يرد على الاټهامات الباطلة دي.
وفي نفس الوقت كانت شمس الصبح بتتسلل من الشباك معلنة بداية يوم جديد مليان تحديات. أدرك فيصل إن الطريق قدامه طويل وصعب بس كان في شعور داخلي بيشجعه إنه يكمل ويواجه حتى لو المواجهة مع إبراهيم لسه بادئة دلوقتي.
البارت 11
فيصل إزيك يا مهران عامل إيه سمعت باللي حصل
مهران الحمد لله زي الفل. وانت عامل إيه أيوه سمعت ما أنا اللي اتصلت برئيسك بالنيابة عشان يكلم الظابط يومها بس إيه الجديد حصل حاجة تانية
فيصل بدهشة بجد انت اللي عملت كده! وأنا أقول الرئيس عرف منين!! تسلم يا صاحبي بس أنا محتاج منك خدمة...
مهران إحنا إخوات يا فيصل أنا مقدرش أنسى وقفتك معايا أيام الكلية. اعتبر اللي عملته ده دين عليا وردته. قولي بقى عايز إيه
فيصل إبراهيم ده قدم بلاغ فيا بيقول إني مزور ومستغل منصبي. أنا عارف إنها اټهامات باطلة إنما هو بيحاول يشوف هيوصل لإيه. بس أنا محتاج محامي شاطر يمسك القضية وكمان قضية نجاة.
مهران إزاي يعني يقدم بلاغ زي ده ضدك إنت هو اټجنن ولا إيه متقلقش أنا هتصرف. وبالنسبة للمحامي أنا أعرف واحد شاطر جدا هكلمه ونشوف هنعمل إيه.
فيصل تمام بس يا مهران ماينفعش يبقى في مجال للخطأ فاهم
مهران فاهمك متقلقش.
بعد ما خلص المكالمة دخلت عليه نجاة لابسة فستان أسود وحجاب أسود عشان لسه في الحداد على أمها. كانت مڤزوعة وهي بتقول...
نجاة أبيه فيصل إيه الناس اللي هنا من الصبح دي وبيعملوا إيه
فيصل يبص لها منبهر من جمالها ويفكر إمتى كبرت البنت اللي كانت بتجري في البيت. اتفاجئ إنه مسحور بيها. يفوق على صوتها وهي بتكرر السؤال...
فيصل واه واه مالك قلقانة ليه دول بتوع شركة التأمين جايين يأمنوا البيت. إنت عارفة أنا شغلي مش هنا ومش دايما موجود فبحاول أطمن عليكم.
فيصل بېلمس كتفها برفق متقلقيش من حاجة ركزي بس في دراستك. متنسيش وعدك لعمتي الله يرحمها.
نجاة پبكاء هي فين عمتك دلوقتي يا أبيه ياريتها كانت معايا والله وحشتني. وجودها كان بيديني قوة...
فيصل بحنية اهدي يا نجاة وادعيلها. إحنا كلنا معاكي ومش عايز أشوف دموعك دي تاني. ركزي على مذاكرتك امتحاناتك قربت... قوليلي عايزة تدخلي إيه
نجاة بحماس عايزة أدخل كلية تجارة إدارة أعمال... أو طب نسا وتوليد.
فيصل باستغراب دي حاجة في الغرب وحاجة في الشرق يا بنتي إيه جاب لجاب
نجاة أبوي عنده الأراضي وأنا عايزة أثبتله إني أقدر أشتغل معاه وأطور الشغل. ومن ناحية تانية نفسي أساعد الستات في بلدنا وأوعيهم. بس كله أحلام مش هتحقق...
فيصل انت زينة أوي يا نجاة والحمد لله طلعت مش زيهم. حلمي زي ما هو حلمك وأنا معاك لحد ما يتحقق. مش مهم أبوكي يفكر إيه المهم انت تفضلي قوية.
نجاة بخجل وذنبك إيه تشيل كل ده ده شغل أبوي مش شغلك.
فيصل پغضب واه واه! انتي اټجننتي أنا راجل البيت بعد جدي وكل حاجة عليا. إيراد الأرض من ورث أمك ليكي وأنا من هنا ورايح هحولهولك ومصاريفك كلها عليا مش عايز أسمع الحكي ده تاني.
نجاة پخوف طفيف حاضر يا أبيه خلاص.
فيصل مالك بتهتي كده ليه عرقتي
نجاة أصل حضرتك أول مرة تتعصب عليا وأنا مش متعودة على كده...
فيصل بهدوء مش قصدي أتعصب عليكي بس أنا راجل البيت هنا. مش عايز أسمع حاجة عن مصاريفك تاني مفهوم
نجاة حاضر يا أبيه.
وبعد ما خرجت نجاة من الغرفة فيصل وقف يفكر فيها. يسرح في ملامحها. يبتسم وهو فاكرها إلا إن وعد دخلت عليه بابتسامة 
وعد إيه يا فيصل سرحان في إيه ولا في مين
فيصل بابتسامة متوترة لا مفيش كنت بفكر في حاجات.
وعد بنظرة فاحصة شكلك بتفكر في نجاة صح الزمن ده مش بيفوت حاجة على حد.
البارت 12
وعد طلعت من الأوضة سايبة فيصل في دوامة من الأفكار والمشاعر المتضاربة. مشيت ورا نجاه اللي كانت واقفة في المطبخ سرحانة في اللي حصل قبل كده...
وعد بتعملي ايه هني يا نجاه
نجاه بعمل كوبايتين شاي وشوية فايش لبيه فيصل.
وعد غريبة كنت لسه عنده ومطلبش مني حاجة ولا قالي حاجة.
نجاه لا ماهو انتي عارفة إنه بيحب يشرب الشاي وهو بيشتغل وكمان بيحب ياكل الفايش جمبه. ومحدش يزعجه طول ماهو مقفل على نفسه في مكتبه.
وعد بابتسامة وإيه تاني يا نجاه...
نجاه ويحب العيلة كلها تتجمع ع السفرة والشاي دايما يكون سخن و...
التفتت نجاه لوعد والضحكة كانت عالية على وشها لكن فجأة حست بالخجل الشديد...
نجاه مانتي عارفة زين أخوكي. بتسأليني ليه
وعد صح فيصل أخويا وبعرفه كويس بس أول مرة أشوف حد حافظه كده غير أمي...
اتحرجت نجاه جامد وقالت مش للدرجة دي الرك ع العشرة. أنا كنت بجيكم كتير علشان كده.
وعد صح العشرة هي السبب. أنا ليا الله .
نجاه إنتي مدلعة علشان كده متعرفيش حاجة. وبعدين خدي انتي الشاي والفايش أنا رايحة أذاكر.
وعد والله ما ينفع إنتي اللي هتوديه وأنا هسبقك الأوضة عشان نذاكر مع بعض.
وتركتها وعد ومشت رغم إن نجاه كانت بتنادي عليها إنها ما تمشيش. بس وعد مشيت. ونجاه فضلت واقفة مش عارفة تعمل إيه. الخجل كان مسيطر عليها من كلام وعد ومن اللي حصل قبل كده. وبدأت تفكر هو يا ترى فيصل خد باله زي ما وعد لاحظت ولا لأ 
فضلت سرحانة في أفكارها لحد ما لقت نفسها قدام باب أوضة فيصل والشاي في إيديها بيترعش من التوتر. اتنهدت وقررت إنها تدق على الباب.
نجاه بسم الله... دقت على الباب بخفة
فيصل من جوه ادخلي يا نجاه.
دخلت نجاه بحذر وهي ماسكة الصينية وحطتها على المكتب قدامه. فيصل كان لسه سرحان في أفكاره لكن لما شافها ارتسمت ابتسامة صغيرة على وشه.
فيصل شكرا يا نجاه.
نجاه بخجل العفو يا بيه لو عايز حاجة تانية قولي.
فيصل لا كتر خيرك. خلي الشاي سخن بس.
نجاه حاضر هخلي بالي.
طلعت نجاه بسرعة من الأوضة وهي حاسة بقلبها بيدق بسرعة. إيه اللي أنا فيه ده كانت بتفكر وهي ماشية في الممر. مش عارفة إذا كان اللي هي حاسة بيه ده حاجة حقيقية ولا مجرد وهم. هو أنا ممكن أكون حبيته بجد السؤال ده كان بيطاردها كل
مرة تقرب من فيصل.
في نفس الوقت فيصل كان ماسك الكوباية الشاي وبيبص فيها وكأنها هتجاوبه على أسئلته الكتيرة. هو نفسه كان محتار. أنا ليه دايما حاسس بحاجة مختلفة لما نجاه تكون حوالي كانت الأفكار دي بتتعبه خصوصا إنه مش عايز يظهر ضعيف قدام وعد أو أي حد من العيلة.
وبينما كان الاتنين في دوامة مشاعرهم وأفكارهم وعد كانت بتراقب من بعيد وهي بتحاول تمسك نفسها من الضحك. يستاهل اللي بيحصله قالت في نفسها وهي متوجهة للأوضة عشان تحضر الكتب للمذاكرة.
بعد شوية دخلت نجاه الأوضة بتاعتها وحطت نفسها على الكرسي وهي مش عارفة تركز في أي حاجة. حاولت تمسك الكتاب وتذاكر بس مخها كان مشغول بفكرة واحدة هو فيصل حاسس بي 
وعد كانت مستمتعة بالموقف كله. حست إنها المرة الأولى اللي تشوف فيها نجاه وهي متلخبطة كده. كانت دايما شجاعة وقوية بس دلوقتي خجلها واضح.
وعد بابتسامة إيه يا نجاه مش قادرة تذاكري ولا إيه
نجاه لا لا... قادرة. بس... يمكن محتاجة شوية وقت.
وعد شوية وقت شوية وقت لإيه علشان تفكري في اللي في قلبك صح!
نجاه احمر وشها من الخجل وقالت بصوت واطي يا بت ما تتكلميش كده... مفيش حاجة في قلبي!
وعد ضحكت وقالت آه أيوة مفيش حاجة. بس أنا عارفة إن في حاجات كتيرة في قلبك بس إنتي مش عايزة تعترفي بيها.
نجاه حاولت تغير الموضوع وقالت خلاص بقى نذاكر ولا هتفضلي تقولي كلام في الهوا
وعد وهي تفتح الكتاب طيب ماشي نذاكر... بس أنا عارفة إن
 

انت في الصفحة 6 من 22 صفحات