صعود إمرأة بقلم آيه طه
اللي في قلبك مش هيسيبك في حالك.
عدت شوية وقت وهم قاعدين يذاكروا بس نجاه كانت كل شوية سرحانة في أفكارها.
وعد فضلت تراقب نجاه وهي بتحاول تذاكر لكن عينها كانت بتتلمع من الحماس عارفة إن نجاه مش قادرة تركز. بعد شوية فجأة وعد سابت الكتاب وقالت بضحكة خفيفة
وعد يا بنتي حرام عليكي! إنتي مش بتذاكري ولا حاجة مخك كله مع فيصل. ما تخلصي وتريحي دماغك.
وعد بابتسامة مكر أيوة أيوة. مش أنا اللي قاعدة سرحانة طول الوقت ومش قادرة تذاكر. خدي نصيحتي روحي كلميه. ساعات الواحد بيكون محتاج بس إنه يعبر عن اللي جواه عشان يرتاح.
نجاه حاولت تضحك ع الموضوع وقالت يا بنتي ده أخوكي! أنا مالي وماله!
وعد أيوة هو أخويا... بس ده ما يمنعش إنك ممكن تكوني معجبة بيه. وبصراحة شكلك مش قادرة تخبي اللي في قلبك أكتر من كده.
نجاه ألو... آه يا مي... أيوة أنا كويسة... هتأخر شوية لسه عند وعد... تمام ما تقلقيش سلام.
وعد باستغراب مي بتكلمك دلوقتي ليه
وعد كويس إنها بتسأل. طيب إيه رأيك بقى هنكمل مذاكرة ولا نفضل نلف وندور حوالين الموضوع
نجاه بتنهيدة بصراحة يا وعد أنا... مش عارفة أقولك إيه. يمكن إنتي صح. يمكن أنا فعلا معجبة بفيصل. بس ده مستحيل يحصل! هو أكيد مش بياخد باله من حاجة. ده حتى يمكن بيعتبرني زي أخته الصغيرة.
نجاه لا لا. ده كلامك إنتي. أنا مش مصدقة إن فيصل ممكن يحس بأي حاجة تجاهي. هو دايما مشغول بأشغاله ومالهوش في الكلام ده.
وعد أنا بس بقولك تفتحي قلبك مش أكتر. الحياة قصيرة ومافيش داعي تضيعي وقتك في التفكير. اللي في قلبك قولي عليه وخلي الباقي على الله.
وعد مفيش مشكلة. بس خلي بالك من حاجة... مش دايما الفرص بتيجي وأوقات بتضيع من غير ما نحس. فكري كويس.
نجاه بصت لوعد وهي حاسة بامتنان كبير. كانت محتاجة تسمع الكلام ده حتى لو كان صعب. بعد شوية قررت إنها تحاول تركز وتذاكر فعلا بس عقلها كان لسه معلق بفيصل وفكرة إنها ممكن تكون حاسة بحاجة حقيقية تجاهه.
الأسئلة دي بدأت تبقى مزعجة ليه. مش متعود على إنه يفكر في مشاعره بالشكل ده ومش متعود على إنه يحس بالحيرة دي. بس حاجة واحدة كانت واضحة نجاه بقت جزء من حياته بشكل أكبر مما كان يتوقع. فكر للحظة إنه يمكن لازم يكون صريح مع نفسه زي ما كان دايما صريح مع الناس اللي حواليه.
وقتها قرر إنه يقوم من مكتبه ويروح يشوف أخته وعد ونجاه. يمكن الكلام مع حد يساعدني أفهم اللي بيحصل قال لنفسه.
خرج من الأوضة متوجه ناحية أوضة وعد. لما قرب سمع صوت ضحكهم من جوه. وقف برا شوية محرج إنه يقطع اللحظة لكن في الآخر قرر يدق على الباب.
فيصل ممكن أدخل
وعد وهي بتضحك طبعا يا فيصل تعال.
دخل فيصل وبص لنجاه ووعد اللي كانوا قاعدين لكن عينه راحت على نجاه واللي فجأة قامت بسرعة كأنها مش عارفة تتصرف.
فيصل بابتسامة كنت بقول أجي أشارككم الشاي والمذاكرة.
وعد بابتسامة مكر أهلا وسهلا يا أخويا بس خلي بالك الشاي والفايش اللي بتحبهم لسه سخنين.
نجاه خجلت أكتر وقالت بسرعة أنا هقوم أجيب حاجة من المطبخ.
لكن قبل ما تمشي فيصل ناداها وقال بهدوء نجاه... خليكي.
البارت 13
فيصل بصوت هادي نجاة .. خليكي هنادي على فاطمه تعمللي شاي وخليني أشوف بتذاكروا إيه ووصلتوا لغاية فين...
نجاة بتوتر لا لا أصل أنا رايحة الدرس مي كلمتني ومستنياني ولازم أمشي دلوقتي...
وتطلع من الأوضة بسرعة وخجلها كان ظاهر عليها وفيصل واقف يهرش في آخر شعره ويبتسم على كلمة وعد ...
وعد إيه يا أبيه فيصل مش هتقعد تذاكر معايا وتشوف مذاكرتي ولا خلاص عندك شغل ضروري دلوقتي
وتحاول تخفي ابتسامتها على مظهره وهو واقف متوتر ومش عارف يعمل إيه...
فيصل لا مفيش شغل ولا حاجة أنا كنت جاي أطمن على مذاكرتكم تعالي وريني عملتي إيه في المذاكرة...
يمسك بالكتب ويقلب صفحاتها وهو مش مركز خالص وباله مشغول ووعد تحاول تداري ضحكتها بصعوبة...
وعد إنت كويس يا أبيه شكلك مش مركز في حاجة شغلاك أو بتفكر في حاجة أساعدك فيها ولا بتفكر في حد يعني
فيصل ها لا أبدا بس القضية اللي معايا شغلاني وعمك إبراهيم كمان وتهديداته مقلقة لي...
إنت تعرفي مين مي دي اللي بتاخد عندها نجا الدرس
وعد أيوة أعرفها بس ليه يعني بتسأل عليها ليه هي على طول في بالك كدا
فيصل تقصدي مين يا بت وطالما تعرفيها ليه مش بتاخدي درس معاها
وعد تحاول تكتم ضحكتها بقصد القضية يا أبيه أولا مي دي صاحبة نجاة مش صاحبتي والمستر اللي بيديهم أنا مش بفهم منه ولا بحبه علشان كدا مش باخد معاها الدرس ديه...
فيصل أمال ليه نجاة بتاخد معاه وهي بتفهم منه وإنت لا ولا يكوني بتدلعي ولا بتذكري ولا حاجة...
وعد والله أبدا يا فيصل نجاة اسم الله عليها مش بتحتاج شرح أوي أما أنا عايزة حد يشرحلي كتير وبالتفصيل علشان أفهم والبت مي دي مبحبهاش عيلة ملزقة كدا هي وامها وأخوها كلهم كدا ملزقين...
فيصل بعصبية أخوها! هي نجا بتاخد عندها الدرس في البيت وأخوها بيكون موجود
وعد بتوتر أهدى يا فيصل هو مش دايما بيكون موجود وبعدين دا أصغر مننا بسنة ولا حاجة يعني وبعدين نجاة مش تسمح لحد يتطاول عليها وهو أصلا زي ما قولتلك مش دايما بيكون موجود...
فيصل والله أنا لسه هستنى لما يتطاول عليها وهي تسمح ولا لا فين بيت اللي اسمها مي دي... أنا غلطان إني سبتلها السايب في السايب أكديه.
وعد پخوف من عصبية أخوها اهدى يا فيصل مش أكديه واعقل كدا وشوف إنت بتقول إيه وعلى مين ها...
فيصل بعصبية زياده بقول إيه يعني وعلى مين إيه مش الحقيقة الغلطة غلطي من الأول. انجزى وقولي البيت فين...
وعد پخوف عارف بيت عمك أبو سالم ...وهنا اغتاظ فيصل أكتر من سماعه الاسم فقط.. كملت وعد كلامها هو بقى البيت اللي بعده ببيتين على الشمال...
يطلع فيصل وهو ماسك طرف جلابيته الصعيدية والعصبية زي الشرارة بتنط من عينيه وتجرى وراه وعد وتحاول تهديه...
وعد بالله عليك يا فيصل اهدى... طب بقولك استنى أنا جايه معاك...
لكن هو مش سامع منها حاجة وكمل وخرج من الدوار وركب عربيته وطار بيها على بيت مي. عند الوصول للبيت شاف اللى زاد عصبيته أكتر لدرجة إنه مبقاش شايف قدامه...
نجاة واقفة على باب الدوار والمدرس واقف قدامها وحاطط إيده على كتفها. لمح أخو مي وأبوها قاعدين في المندرة. نزل من العربية وجرى على نجاة...
فيصل وهو يمسك بيد نجاة بقوة إنت واقفة أكديه ليه مش الدرس خلص مش رجعتي على البيت ليه على طول
وينظر للمدرس بغيظ وعصبية لدرجة إنه المدرس نفسه توتر من نظرات فيصل...
وجر نجاة للعربية ورماها بداخلها بقوة وساق راجع للبيت. وأول ما وصل فتحت نجا باب العربية وطلعت تجري على الدوار...
نجاة پبكاء ستي... يا ستي.
ويدخل فيصل وراها وينادي عليها بت يا نجاة... انتي يا بت تعالي هنا...
تستخبى نجاة ورا ستها فوزية...
فوزية إيه في إيه مالكم صوتكم عالي أكديه ليه وانتي مالك بټعيطي وخاېفة كدا ليه
فيصل والله ما أعرف اسأليها شوفي الست هانم وعمايلها معانا.
فوزية في إيه يا نجاة إيه اللي حصل حد فيكم يحكي وينطق.
فيصل بعصبية الست هانم رايحة تاخد درس في بيت فيه رجالة ومش بس كدا لا كمان واقفة مع راجل في الشارع وحاطط إيده على كتفها وهي واقفة ساكتة... بصي يا بت إذا كان أبوكي معودك على كدا علشان ترضي صحابه لما يجوا الدار احنا معندناش الكلام ديه فاهمة وإذا مكنتيش تعرفي الصح من الغلط ملكيش خروج من الدوار خالص. فاهمة أما توطي راسنا وتجيبلنا الكلام اهو دا اللي مش اسمح بيه طول ما أنا عايش على وش الدنيا سامعة قولي حاضر...
فوزية بصوت عالي اخرس! أخص عليك! إيه اللي انت بتقوله
ديه انت اټجننت ولا إيه أنا ربيتك وعلمتك على كدا يا خسارة تربيتى فيك يا فيصل بقى دا كلام تقوله على بنت عمتك رباية إيدينا احنا مش أبوها! أخص غور من وشي مش عايزة أشوفك قدامي...
فيصل باستغراب بتشخطي فيا أنا يا ستي علشانها بتشجعيها يعني ولا إيه بقولك أنا شفت الرجالة اللي في الدوار بعيني دول وشفتها وهي واقفة في الشارع والراجل حاطط إيده على كتفها! وبعدين أختي اللي تربيت إيدينا صحيح رفضت تروح للمدرس والمكان دا بسبب الرجالة اللي في البيت واحترمت نفسها أما دي فسايقاها علينا ومش هاممها حد خالص ولا عاملة حساب لحد نهائي! وانت بدل ما تديها كفين على وشها يعقلوها بتشخطي فيا أنا يا ستي
فوزية واديك بالجزمة كمان لو مش احترمت نفسك. عيب اللي بتقوله ديه... هي كانت في البيت بتاخد الدرس لوحدها ولا في بنات تانية بتاخد معاها وحتى لو لوحدها متقولش عليها أكديه! خليت إيه للغريب يقوله! وعجبك شكلها كدا وهي بترتعش وخاېفة وبتعيط البت دي احنا أخدناها من أبوها وعيلته علشان اللي بتعمله دي. البت دي حرام خلاص شبعت ضړب وخوف وړعب. أنا أخدتها علشان أعوضها ومش أخليها تعيشهم تاني فاهم وانت لو مش عاجبك الباب يفوت جمل! أما لو شفتك بتزعق فيها أكديه تاني متلمش إلا حالك فاهم البت دي تحت وصايتي أنا وأنا بس اللي من حقي أحاسبها مفهوم يلا غور من وشي!
نجاة من وسط بكائها استني يا ستي أنا عايزة أقول حاجة. أولا أنا