الجمعة 13 ديسمبر 2024

للقدر حكايه سهام صادق

انت في الصفحة 98 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


ذهن ياسمين بفضول لا تقصده ولكنه طبيعه بشريه 
لا ياياسمين لما جيه يقرب منها رمت نفسها 
تمتمت ياقوت بتلك العباره وهي شارده لتنهض بعدها 
انا طالعه اشوف حمزه من ساعه ما رجعنا وهو قافل على نفسه
اخذتها قدماها اليه مهما عانت معه وواجهت الا انها تدرك ان زوجها رجلا بحق رجلا يستحق العيش معه ومنحه الأعذار حتى لو ثارت قليلا او تمردت 

طرقات خافته حطت على باب غرفته لم يعبئ لها تنهدت وهي لا تسمع اجابه منه ثم دلفت تنظر إلى مكان جلوسه 
حزنت عليه وهي تراه بذلك الانكسار تعلم انه يلوم حاله على ماحدث لمريم مريم الابنه التي لم ينجبها والامانه التي تركتها له سوسن 
حمزه 
هتفت اسمه فرفع عيناه نحوها عيناه اخبرتها بالكثير ولكنه لم يتحدث بشئ 
اغلقت باب الغرفه واتجهت اليه تربت فوق كتفه 
هتبقى كويسه ياحمزه الموضوع مسأله وقت 
ظلت تتحدث وتتحدث وهو في عالم آخر ولكنه يسمعها
انت مصدر قوتنا كلنا ياحمزه وخصوصا مريم 
وعند تلك العباره انهار كليا
انا تعبت ياياقوت 
ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير ولاول مره تراه بهذا الضعف 
ضيعت الامانه هقول لسوسن ايه لما اقابلها 
وابتعد عنها ينظر في عينيها يسألها 
تفتكري انا اناني ياياقوت 
نفت برأسها واسرعت في ضمھ إليها
انت عمرك ماكنت اناني ياحمزه اللي حصل لمريم ده قدرها قدر محدش بيهرب منه الاقدار بتعلمنا الحكم وتفوقنا هنقف جنب مريم وهندعمها 
ابتعد عنها يمسح وجهه بكفيه حتى يزيل عنه أثر ضعفه فأردفت 
مش الدكتور قالك كل ما اتحسنت نفسيتها هتخف اسرع 
اماء برأسه وقد دب الأمل داخل قلبه لتضم كفيه بين كفيها بحنان 
خلينا نكون سندها ودعمها خلينا نكون نقطه الدعم مش الانكسار 
منذ أن تقاربت الأحاديث بينهم والازمات كان شئ واحد يدركه ان بين يديه كنز كنز لم يعلم قيمته الا حينا فقدها واڼهارت الجدران من حوله ضمھا اليه بعشق
انا ازاي مكنتش مقدر انك النعمه اللي ربنا كان شايلها ليا عشان يعوضني كنت فاكر نجاحي والفلوس الكتير هي العوض لكن طلعتي انتي العوض الحقيقي ياياقوت 
ولم تشعر بعدها الا وهي تستيقظ على طرقات خجله من شقيقتها تهتف اسمها بهمس من أجل الصغيران اللذان لم يكفوا عن البكاء لحاجتهم لوالدتهم 
ابتعدت عن ذراعيه تنهض من فوق الفراش 
أسرعت لفتح الباب حتى لا يستيقظ على أثر طرقات ياسمين 
وفور ان فتحته خجلت ياسمين بشده وهي ترى شقيقتها ترتب ثيابها وتغلق ازرار منامتها 
وقف في شرفه مكتبه ينظر إلى شقيقته وابناءها وهم يدلفون للسياره عائدين للعاصمه مصېبه أخرى وضعته بها وهو حملها بطفل منه وهي تعلم أن زوجها في سجلات الحكومه مېت
ضړب بقبضته فوق سور الشرفه زافرا أنفاسه 
هفضل طول حياتي احاول انسي انهم ولاده 
واردف متوعدا
نهايتك قربت ياعزيز الكلب ولادك وانا اللي هربيهم وفاديه كفيل اني اخليها تنساك هموتك زي محرمتني من ابني 
لمعت عيناه بالاڼتقام بعدما تأكد أن عزيز هو من خطڤ ابنه واعطاه لأحدهم 
فتح قبضه يده لينظر الي تلك المصاصه المطاطيه الخاصه بطفله التي وجدها رجاله في منزل ذلك الرجل الذي أعطاه عزيز طفله رفعها نحو أنفه لعله يشم رائحه ابنه
طرقات عنتر فوق باب غرفته افاقته ليلتف بجسده اليه 
فكرت ياعنتر 
طأطأ عنتر عيناه أرضا يهز رأسه 
ايوه يا بيه 
انتظر فرات ان يسمع رده وعندما طال صمت عنتر 
انسى خلاص ياعنتر انا هتصرف انت رجلي المخلص وعمري ماخسرك 
انا موافق يابيه اتجوز الست فاديه 
تنهد فرات براحه فقد خلصه عنتر من تلك المصېبه التي اوقعته بها شقيقته وحملها من رجل في نظر الدوله والناس مېت لو كان فرات القديم لكان حل أمرها بأبسط الطرق وهو اجهاضها
ولكن كل شئ به تغير
مش هنسالك خدمتك ديه طول عمري ياعنتر 
وكل شئ كان مرتب لتلك الزيجه بالشرع والقانون 
دلفت خلفه لغرفتهما بأرهاق بعد ليله طويله قضوها بالمشفى بجانب مريم 
رمت بثقل جسدها فوق الفراش وخلعت حذائها ولكن عندما تذكرت هيئه ابنه شقيقتها بعدما علمت عدم مقدرتها على المشي لمده لا يعلمها إلا الله اڼهارت وبكت 
ترك ثيابه النظيفه التي اخرجها من الخزانه يسألها بلهفه
ندي مالك فيكي ايه تاني مش قولنا هنبطل بكى عشان مريم 
مش قادره ياشهاب مش قادره
ضمھا اليه وهو حزين على ما أصاب صغيرتهم رغم غضبه من أفعالها الا انه يضع كل شئ جانبا ويكون خير سند لها 
اهدي وكفايه عياط عايزك قويه ياحببتي مريم محتاجانا 
ابتعدت عنه تمسح دموعها ليصدح رنين هاتفه تلك اللحظه أجاب بعدما نظر إلى الرقم المجهول الذي يرن عليه بألحاح منذ الأمس 
ايوه مين معايا اه فاكرك كويس انتي عامله ايه دلوقتي 
نهض من جانبها يتحدث مع الطرف الآخر بأريحيه لتجحظ عيناها 
اكيد فاكر وعدي ليكي تعاليلي على عنوان الشركه وهاتي اوراقك معاكي 
أنهى مكالمته وقبل ان تتسأل عما سمعته وتعود لبكائها 
ديه واحده خپطها بعربيتي لما كنت راجع من سفرية اسكندريه وحضرتك سمعتي الممرضه بتقولي أن الجنين ماټ طبعا شكيتي فيا كعادتك 
أرادت الحديث وتوضيح له سبب ظنها وقلقها الدائم من فكره الزواج عليها 
خليني اكمل ياندي الست جوزها رماها هي واللي في بطنها لانه قرف منها ومن شكلها بعد مبقاش ليها نفع في حياته عرضت عليها اساعدها بعد ما برأتني قدام الظابط وأنها كانت الغلطانه
وعقد ساعديه أمام صدره ينظر إلى ارتباكها وخجلها من سوء ظنها 
محتاجه تبرير تاني ياندي 
انا اسفه ياشهاب
ارتبكت وهي تطرق رأسها ارضا وتهرب من نظراته إليها 
ڠصب عني صدقني بقيت خاېفه تتجوز عليا عشان تخلف طفل شهاب انا ممكن اموت فيها مقدرش اتحمل اشوفك مع واحده غيري 
بكت بحړقة وهي تتخيل لو

يوما تركها وعاقبها بزواجه من أخرى 
تألم من أجلها يعلم أن ندي شخصيه هشه ضعيفه ولكن تحبه تفعل المستحيل لأجله 
ضمھا اليه وهي تفيض له بثقتها رغما عنها ب سمر وأنها اعدتها شقيقه لها وأنها لا تفهم شئ من خبث البشر لم تكذب عليه هي بالفعل هكذا ندي لا ټؤذي احد ولكن في بعض الأحيان تكون غشيمة في ردود أفعالها
عقدتي من جواز حمزه وياقوت مسيطره عليا ناديه كانت عايزه تجوز حمزه حتى لو سوسن عايشه ربنا كان رحيم ب سوسن ومعشتش لحظه زي ديه لأنها مكنتش هتتحملها وانا مش هقدر والله ما هقدر ياشهاب
ندي انا عمري ما هتجوز عليكي ولو عملتها هخليكي تختاريلي العروسه 
اردف عبارته الاخيره مازحا حتى يرى شراستها ولكنها ابتعدت عنه تشيح عيناها الباكيه بعيدا 
حاضر بس يوم ما تتجوز طلقني ساعتها وانا هتمنالك السعاده 
لم يكن مقصده من عبارته ان يرى ضعفها وانكسارها ولكن كل ما أراده شراستها
هو ده اللي ربنا قدرك عليه اسمعي بقى ياندي يابنت عبدالله الراجل الطيب عيال من غيرك مش هخلفهم وكلمة خلفه وجواز وطلاق مسمعهومش تاني
واردف وهو يتذكر ذكرى قديمه مع والدته 
ومين قالك اننا مش هنخلف اومال دعوة حماتك ليا اني اجيب تلت بنات هيجوا من منين 
تآوهت بعدما جذبها من ذراعها نحوه 
وروحي يلا حضريلي الفطار زي اي زوجه شاطره كده ياحببتي
طالعته متسعه العينين من تغيره 
انت مش كنت رايح الشركه 
ياسلام اروح وانا جعان لا ده انتي كده هتخليني اتجوز عليكي 
ركضت من أمامه فأبتسم وهو يفرك خصلات شعره 
مجنونه بس طيبه وهابله 
نهضت من فوق الفراش بصعوبه وهي تسمع صوت عمها الحاد 
انت محفظتش على الامانه يامراد انت لازم تطلق هناء كفايه اوي لحد كده في بنت اخويا 
اشتعلت أعين مراد بنيران الڠضب وهي يسمع حديث والده
ولم يترك له مساحه للرد فهتف بأسم ابنه شقيقه 
ياهناء تعالي يابنتي انا الغلطان من الاول
لم يشعر مراد بحاله وهو ېصرخ پقهر من والده 
انت ليه كده قولي ليه كده 
ولد انت ازاي بتكلمني بالاسلوب ده 
لم يكن ما مر به مراد ب الهين ورغم كل ما كان به الا ان فؤاد لم يكن يرحمه بحديثه وكم هو فاشل والده نسي كل شئ فعله معه في حياته ولم يرى الا الغلطه الوحيده التي ارتكبها رغما عنه
انت عمرك ما كنت اب ليا ناديه اللي هي مش امي كانت احن منك قولي ليه كده 
ثم انهار فوق احد المقاعد يضم وجهه بين كفيه متحسرا على حاله 
حرمتني ادخل الكليه اللي بحبها ولم حبيت جاكي هدمت علاقتنا ببعض الحاجه الصح اللي اجبرتني عليها وهفضل اشكرك عليها في حياتي هي هناء
تعلقت عين فؤاد بأبنة شقيقه الواقفه بأعياء لتلتمع عيناه واتجه نحوها غير عابئ بعبارات ابنه للأسف كانت تلك هي طباع فؤاد مهما مر الزمن ناديه لها جزء في تغير قلبه المظلم بخيانه زوجته الأولى ولكن مع مراد مازال كما هو يراه الطفل الصغير الذي يخطئ دوما وان قرارته لابد أن تكون منه هو لا يقبل ان يخرج ابنه من جلبابه 
هناء انتي عايزه تفضلي معاه يابنتي متجيش في يوم تقولي ظلمتني ياعمي 
بكت وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا وعيناها عالقة بأعين مراد
انا بحب جوزي ياعمي
الكلمه كانت لها معنى اخر معنى ستمر به ومعه السنين وسيظل المشهد والكلمه عالقتان في القلب ابتسم فؤاد وهو يرى ألتفاف رأس ابنه نحو زوجته بعدما كان يشيح عيناه بعيدا عنهم 
بعد كل اللي حصلك بسببه عايزه تكملي معاه
اماءت برأسها وهي تتذكر الضغط والإرهاب الذي حاوطها به مارتن
مراد ملهوش ذنب في اللي حصل ياعمي 
صمت فؤاد وهو يدور رأسه بينهم وانصرف بعدما أعاد لمراد ذكريات كثيره من القمع انزوي بنفسه بالشرفه ېدخن بشراهة
تحملت على ارهاقها وآلام جسدها واقتربت من مكان وقوفه
مراد
سبيني ياهناء لوحدي
بمكر تمسكت بالجدار خلفها 
مراد ألحقني
كانت ذكيه ماكره وعنيده وشقيه وآبيه كما اعتادها منذ أن تزوجها هناء وحياته معها كأسمها هي وحدها من تستطيع تحويله من رجل كالجليد لرجل متلهف عاشق إليها
من رفض الزواج منها يوما حملت مفاتيح قلبه
عندما رأها تبتسم وهو يحملها متجها نحو الفراش قطب حاجبيه بضيق
بتمثلي عليا التعب ياهناء
رمقها بغيظ وألتف ليغادر الغرفه وينفرد بحاله فأسرعت في ألتقاط يده
مراد عمي بيحبك صدقني يمكن اسلوبه للأسف مش صح بس هو بيحبك
نظر إليها بعدما استدار بجسده نحوها
بكره لما تبقى اب هتتعامل مع ولادك بأسلوب عجيب في نظرهم كلنا بنستغرب أساليب اهلينا معانا 
انتي ازاي كده ياهناء
زمت شفتيها بطفوله ليبتسم رغما عنه 
اللي هو ازاي ما انا حلو اه بس مرهقه شويه 
حضنه وضحكاته وحدهم من كانوا يعبروا عن مشاعره الخافقه
هناء انا كل يوم بعيشه معاكي بعرف يعني ايه سعاده بتأكد أني مكنتش هكون محظوظ لو بعدتي عني 
غمرها بعاطفة حبه لتتآوه بضعففابتعد عنها خوفا يضم وجهها بين كفيه يفحصها بعيناه
أنتي كويسه معلش ياحببتي ۏجعتك
مراد هو انا ممكن اروح البلد عند بابا وماما وحشوني وعايزه ابقى معاهم
تجمدت ملامحه وظن انها تريد البعد عنه 
مراد مجرد راحه أعصاب انا محتاجه ده عشان الحمل
لم يستعب اخر ما نطقته وفرك عنقه متسائلا قبل أن ينتبه الي ما أخبرته به 
كلام عمك أثر فيكي ياهناء مش كده
 

97  98  99 

انت في الصفحة 98 من 106 صفحات