الأحد 24 نوفمبر 2024

لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

يانازلى مالك متعفرته كدا ليه رمت الهاتف على الأريكة وقالت بنبرة قلقة بنتك فيروزة من العصر برن عليها وتليفونها مقفول وأنا قلقانه عليها ياعامر لأحسن تكون فيها حاجة أو تعبانه وضع يديه على كتفها ليقول متقلقيش هتلاقيه فاصل شحن ولا حاجة وبعدين أنا شوفتها الصبح وكانت كويسة مفيهاش حاجة ارتاحي أنت بس وأنا هحاول أكلمها نازلى طب رن عليها من عندك كدا شوف يمكن يكون أتفتح أمسك هاتفه ليتصل بها فوجده منغلقا عاود الاتصال لأكثر من مرة ليعطيه نفس الرد الرقم الذى تحاول الاتصال به خارج نطاق الخدمة أنزله من على أذنيه وبدأ القلق يتملك منه فقال بردو مقفول هتفت نازلى پخوف بالله عليك ياعامر تعالى نروح فها قلبي مش مطمن دى بنتي وعايزة أطمن عليها واشوفها قدام عيني كدا إذا كانت كويسة ولا لأ عامر حبيبتي أهدى مش هيجرالها حاجة يعني أستني هرن على جوزها بعد ثوان تحدث قائلا لا بقا مش معقولة الاتنين تليفوناتهم مقفولة بدأت الدموع تتجمع بعينيها الفيروزية لا بقا أنا لازم أروح لبنتي ياعامر بينما هو نظر لساعة الهاتف ثم قال الساعة واحدة ونص هنروح فين دلوقتى يمكن تلاقيهم نايمين أردفت نازلى پبكاء ماليش دعوة أتصرف تحدث عامر وهو يهم على الذهاب إلى الخارج استني هنا وأنا هتصرف وهخليها تكلمك بعد دقائق كان يجلس على مكتبه يتحدث إلى عمران فى الهاتف عرفت هتعمل ايه ياعمران بس بسرعة لأن انا بدأت أقلق عليها جدا لأحسن يكون رائف عرف باللى بعمله وممكن يأذيها أتاه صوت عمران منزعجا قولتلك بلاش تخليها ترجع وأنت اللى صممت لو حصل ليها أى حاجة هتكون أنت السبب عامر بضيق مش وقت الكلام ده أهم حاجة أطمن على بنتي دلوقتى بعد مرور ساعة ولج حارس القصر لغرفة المكتب قائلا بأحترام سيادة اللواء فى واحد اسمه المقدم عمران المنشاوي مستني حضرتك برا وعايز يقابلك ضرورى هب عامر وا ليقول متسرعا خليه يدخل فورا ياعبده يلا ولج عمران وتقدم منه بملامح لا تبشر بالخير نظر إليه عامر پخوف فقال مالك وشك مخطۏف كدا ليه هو انت عرفت حاجة عنهم تحدث عمران قائلا للأسف عملت اللى قولتلي عليه وملقتش حد منهم هناك وحاولت استجوب البواب قالي أنه ميعرفش حاجة عنهم جلس عامر على المقعد بتعب ليقول بقلق يعني ايه يعني بنتي ضاعت لا مستحيل مش ممكن يكون أذاها ياعمران اجابه الأخر پخوف على محبوبته متقولش كدا إن شاء الله هنلاقيها أنا كلفت كذا حد من أصحابي يتولوا الموضوع بس اللى مش فاهمه أزاى أختفت فجأة هى ورائف وكمان تلفوناتهم مقفوله واللى قلقني أكتر لما طلعت شقتهم لاقيت الباب مفتوح وكل حاجة جوا متكسرة نظر إليه عامر بعيون دامعة تفاجى بها عمران فقال الاخر بندم يارب أعمل ايه عارف أني غلطان وغلطان أوى كمان لكن يارب متوجعنيش فى بنتي ده أنا أموت وراها لو جرالها حاجة فبلاش هى يارب أوعدك أن أنا هصلح كل حاجة وهعوضها عن كل حاجة وحشة شافتها فى حياتها وهكون ليها الأب اللى بتتمناه قاطع حديثه دخول المفاجئ لأدم الذى كان يبدو عليه الصدمة ليقول بنفس مت بابا فيروزة اتنفض عمران من مكانه ليقول بقلق مالها هى كلمتك أجابه أدم قائلا پصدمة لا أنا وصلي رسالة على تليفوني حالا مكتوب فيها أختك هتلاقيها مرمية على طريق الإسماعيلية بجانب كوخ مهجور ومتنساش تقول لأبوك أن رجالتي أتبسطوا منها أوى وياريت تلحقوها ماتموت جذب والده منه الهاتف ليقرأ محتوى الرسالة فقال دى ممبعوته من رقم مجهول أدم حاول تكلم حد من المقر وابعتله الرقم دا يتبعه بسرعة تحدث عمران قائلا سيادتك لازم دلوقتى نتحرك وأنت يا أدم أعمل ده كله واحنا فى الطريق يلا مفيش وقت ادم استنى يمكن حد بيشتغلنا عامر لا يابني محدش بيشتغلنا أختك أصلا مش موجودة فى شقتها ومش عارفين هى فين ولا حتى نوصلها ثم فتح درج المكتب وأخرج ه وقام بتعميره يلا ياشباب اومأ إليه عمران رأسه وقلبه منقبض پخوف عليها ودعى بداخله أنه تكون على مايرام ولم يمسها سوء بعد مرور فترة من الوقت وصلوا للمكان المحدد صف عمران سيارته فى منتصف الطريق ثم نزلوا كليهما منها ليبدوأ بعملية البحث عن مكانها فقد كان المكان مقطوع ومظلم وخالى من الأشخاص تحدث أدم وهو يشير إلى شئ ما ليقول بصوا كدا مش ده الكوخ تقدم عامر بخطوات مثقلة ليقف متصنما ينظر أمامه أقترب منه عمران بقلق فى حاجة حضرتك اه ياحبيبة أبوكي سامحيني يابنتي سامحي ابوكي أنا السبب يانور عيني أنا السبب فى كل اللى حصلك أنا آسف يابنتي ابوكي مقدرش يحميكي وانتي صغيرة ولا حتى وانتي كبيرة ثم رفع رأسه إلى السماء وقال پبكاء وبصوت جريح يقهر اااااه ياربي ااااااه على الۏجع اللى أنا فيه بقالي ٢٧ سنة بټعذب مرة لما أوهموني أنها ماټت ويوم لما أعرف أن هى بنتي من لحمي ودمي أقوم أخسرها بالشكل ده يااااارب الابتلاء ده صعب عليا صعب أني اتحمله يارب أنا عملت ايه فى دنيتي علشان اتعاقب عليه فى بنتي نور عيني وحته من قلبي اااه ياعمري أنتي فداكي روحي ياروح ابوكي ثم أخذ يتحسس وجهها ودموعه تت عليها فقال هامسا والله الذى خلق الخلق لجيب حقك من كل واحد فيهم ومن نفسي أولهم يافيروزة بس متوجعيش قلب أبوكي بفراقك ياقلبي أنتي علشان خاطري أفتحي عينيك الجميلة ومتحرميش أبوكي منها ولا من وجودك بعد مدة فى المستي كان يجلس عامر على الأرضية أمام غرفة العمليات ينظر لها بشرود بملامح يكسوها التعب والأرهاق فقد كانت دموع تت بصمت يشعر بالانكسار بداخله أقترب أدممنه ليقول بدموع وصوت متحشرج بابا متقلقش عليها بإذن الله روزا هتبقى كويسة هى قوية ومش هيجرالها حاجة صدقني أرتمى والده فى حضنه ليبكي بغزارة وهى يقول أنا
مش هسامح نفسي لو جرالها حاجة ياأدم أنا اللى كسرت بنتي ودمرتها بعد مرور مدة من اللحظات الصعبة عليهم خرج الطبيب لهما يحول بصره نحوهم بقة فنهض عامر ليتجه نحوه سريعا ليقول بلهفة وخوف طمني يادكتور بنتي كويسة مش كدا نظر إليه الطبيب بحزن قائلا أنت والدها أجابه عامر بتوتر أيوه أنا أبوها بالله عليك طمني عليها نكس الطبيب رأسه وقال بأسى البقاء والدوام لله وحده لو كان تطاعة أحد أن يحل مكان أحد لما بكينا عند الفراق ولكن كل شخص يحفر مكانته في القلب ولا سيما أولئك الذين أحببناهم بصدق يحفرون أماكنهم بقوة ويبقى القلب فارغا بعد رحيلهم مثقوبا تتسرب منه رائحه السعادة المفقودة وتمر الرياح من خلاله لتجدد الجراح التي حاولنا أن نعالجها الفصل الرابع عشر والخامس عشر نظروا إليه پصدمة فأقترب منه عامر وعيناه تذرف الدموع وقال بعدم تصديق أنت بتقول ايه لا مستحيل تكون ماټت بنتي لسه عايشة متقولش أنها ماټت تحدث الطبيب بنفي لا لا أنا مش قصدي على بنتك هى عايشة أقترب منه عمرانو بطرفة عين أمسكه من ياقة ه وقال پغضب أنت متخلف يبنادم أنت هو أحنا مستحملين علشان تلعب بأعنا ماتنطق على طول هو فى ايه الطبيب بتوتر أنا كنت بعزيكم فى طفلها اللى ماټ أصلها كانت حامل دفعه عمران إلى الحائط ثم أبتعد عنه بينما عامر أخذ يتسأل بتعب لو سمحت أحنا مش فاهمين منك أى حاجة طفل ايه وبنتي حالتها عاملة ايه عدل الطبيب هدومه وقال پخوف وهو ينظر إلى عمران المدام كانت حامل وسقطت وده بسبب الااء العڼيف اللى حصلها من غير أدامي سبب كدمات كتيرة فى جسمها ودا غير أن فى أثر لتعذيب قديمة على جسمها أتعرضت له كدا تحدث عامر پصدمة أثر لتعذيب قديمة قصدك أن بنتي كانت بتتعرض لل وأنا كنت غافل عن ده كله نظر إليه الطبيب بقة لازم يتم عمل محضر بالكلام ده ف أنا هبلغ الشرطة تحدث أدم هذة المرة قائلا ملهوش لازمة تعبك يادكتور حضرته يبقى لواء فى الداخلية وأحنا هنتولى الأمر ده لكن طمني أكتر على أختي الطبيب بهدوء متقلقش حالتها مستقرة هى دلوقتى واخده وشوية وهتفوق منه ومش عايز اقولكم حالتها هتبقى عاملة ازاى لما تفوق لان اللى مرت بيه مكنش شئ هين عليها عن اذنكم تحدث عامر قائلا أنا هدخل أشوفها اومأ عمران رأسه بالإيجاب بينما أدم أقترب منه وقال ممكن بقا تفهمني إيه اللى حصل ووصل فيروزة للحالة دى ورائف جوزها فين مابنش ولا يعرف أى حاجة عن مراته ولا سأل عنها حتى أنا مش فاهم أى حاجة من اللى بتحصل ياعمران الدنيا حاسسها اتلغبطت معايا نظر إليه عمران بأرهاق وقال حاضر ياأدم هعرفك كل حاجة وبدأ يقص عليه كل ماحدث ولج عامر إلى غرفة التى توجد بها أبنته أقترب منها وهو يجذب المقعد ليجلس عليه بجوارها نظر إليها پألم ثم مد يديه ليمررها على وجهها المليئ بالكدمات الزرقاء لتفر دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن أنا أسف يافيروزة أسف على كل اللى حصلك يابنتي أنا حاسس بالضعف لأن مقدرتش أنقذك منهم أنا طلعت أب فاشل وسيى معرفش يحمى بنته فى طفولتها ولا حتى لما كبرت يلا بقا قومي وحشنى صوتك وحنيتك عليا وحشتني كلمة بابا منك أنتى متعرفيش قد ايه أنتى غالية عندي عارف أنك زعلانة منى وزعلانة أوى كمان لكن ياعمري كل اللى حصلك كان ڠصب عني محدش يعرف أنا كنت بمر بأيه ولا اتعرضت لأيه أنا مستغلتكيش زى ما انتى فاكرة ومكنتش عايز أجوزك لرائف لكني كنت محطوط تحت ضغط منهم كانوا هيوا أخواتك كلهم لو معملتش كدا أنتى فاكرة أني كنت بتجاهلك كدا من فراغ والله العظيم كان ڠصب عني أجبروني تحت ټهديد أني أوافق أنك تتجوزي وألا بدل واحد يبقى الكل مكنش سهل أني أفرط فى واحد منكم وكنت عارف أن أنا اللى هتضر فى الأخر والضرر جه فيكي ياعيوني عارفة ليه مكنتش بحب أقرب منك كتير ومعملتي ليكي كانت جافة لأن كل لما ابصلك أحس بۏجع ينهش فى قلبي وكأن حد ماسك ة وبي فيه كل لما أبص فى عينك لأن كنت بفتكر كارما اللى أوهموني أنها أتت مكنتش أعرف أنها أنتى دلوقتى قدرت افهم ۏجعي ومشا اللى كنت بحس بيها وقتها بس أوعدك لعوضك عن
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 28 صفحات