الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لاجئة في اسطنبول( الفصل 1:12) بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تركيه ركيكه استطاعت ان تقنع إمام المسجد الذي وجدته صدفه ان يجعلها تنام هذه الليله في الجامع رافقها إلى الجزء المخصص للسيدات الذي كان فارغا اخذت اوس إلى الحمام ثم غيرت له ملابسه ثم عادت إلى الركن الذي فرشت فيه غطاء رقيقا. نظرت الى اوس الذي غط في نوم عميق بينما هي ظلت ليلتها تفكر و تدعوا الله فماذا تستطيع فتاه وحيده لاحول و لاقوه لها غير الدعاء.
في مكان آخر ليس ببعيد. في مكتب فاخر في افخم ملهى ليلى بالمدينه يجلس شاب في الثلاثين من عمره . يرتدي حله بيضاء مصممه خصيصا له  احتضنت جسده الرياضي الشبيه بعارضي الازياء بطوله المهيب و بنيته القويه...شعره مصفف بعنايه..لحيه ناعمه و شاربين خفيفين يزينان وجهه الوسيم...عينين سوداواتين و حاجبين عريضين... 
انه جان يلدريم ابن احد أغنى و أشهر العائلات في تركيا. لطالما تصدرت صوره العناوين الأولى في مجلات الاقتصاد و الموضه و الفضائح بسبب كثره علاقاته النسائيه. 1
رجل وسيم و ثري مثله يغير نساءه كما يغير قمصانه لم تستطع اي امرأه  ان تغير نظرته فهو يعتبرهن وسائل للتسليه و المتعة....
ارتخي بجسده الضخم على الاريكه الجلديه العريضه...اغمض عينيه بتعب فمنذ ساعتين انتهى من تسليم شحنه ضخمه من الاسلحه.
طرقات خفيفه قاطعت خلوته...ليدخل احد رجاله
الذي كلفهم بأحد الأعمال  
صوته الرجولي الحاد...هدوءه المرعب كفيل بأن يبث الړعب في اعتى الرجال.
...أين هي ....
...سيدي مازالت في المسجد لم تخرج....
خرج الرجل مرتعدا حامدا الله على نجاته.
عاد بذاكرته صباحا عندما كان مارا بالشارع الرئيسي بسيارته الفاخره التي تتوسط اسطولا من سيارات الحراسه...بطرف عينيه لمح جسدا هزيلا ملتف بعباءه سوداء يمشي على الرصيف...دقق النظر فعرف انها فتاه امر السائق بابطاء السياره.
أخذه فضوله لملاحقتها رآها تجلس على كرسي خشبي في إحدى الحدائق العامه...تجمدت الډماء في عروقه عندما لمح عينيها الخضراء  الدامعه كانتا شبيهتين بغابه  استوائيه ماطره...اي جمال تمتلكه هذه الفتاه تحت وشاحها الاسود و عبائتها الفضفاضه
امر احد رجاله بمراقبتها ثم انطلق لاتمام اعماله.
عوده إلى الحاضر
ح 
نسمات الهواء البارده التي لفحت وجهها و هي تطل من الباب الجانبي الصغير للمسجد. فالبرغم من دخول فصل الربيع الا ان الطقس مازال يحتفظ ببعض البروده خاصه في وقت الفجر.
نظرت بتوجس إلى الشارع الفارغ من المترجلين.
السيارات تمر ذهابا و ايابا دون توقف...سارعت بخطواتها و هي تلاحظ توقف سياره سوداء اللون بالقرب منها.
صوت انثوي يناديها باسمها اجبرها على التوقف.
التفتت لتجد امرأه جميله في بدايه الاربعينات ترتدي ملابس محتشمه عكس النساء الذين راتهم بالأمس عندما كانت تتسكع في الشوارع . فقد بدون متحررات و هن يرتدين ملابس فاضحه تبرز مفاتنهن. 
ابتسمت المراه قبل أن تقول...مرحبا انا اسمي اصلي هل انت لين....
هزت لين راسها بايجاب قبل أن تقول بلغه تركيه متكسره...نعم انا لين. ماذا انت تريدين....
ضحكت اصلي ثم اردفت ...لا تخافي انا قريبه أمام هذا المسجد انه رجل طيب لقد حكي لي عنك و قال لي بانك لا تمتلكين مأوى انت و اخاكي الصغير....
انحنت لتبعثر شعر اوس بلطف ثم اكملت... هيا معي منزلي كبير يمكنك المكوث معي إلى أن تدبري امورك فكما ترين الشارع خطړ هنا و انت وحيده....
بالرغم من طريقه كلامها السريعه الا ان لين فهمتها ففي المده القليله التي تعلمت فيها اللغه التركيه في المخيم استطاعت فهم جميع المفردات الا انها مازالت تواجه بعض الصعوبات في النطق بلغه سليمه رواية
بقلمي ياسمين عزيز 
ركبت معها السياره و هي تضع اوس في حضنها...فالبرغم من عدم ثقتها بالغرباء الا انه لم يكن لها حل آخر...فإما الذهاب معها و اما التشرد في الشوارع.
عبرت السياره بوابه الكترونيه عملاقه لتسير بهدوء في ممر طويل تحيط به مساحه خضراء لا نهايه لها.
شهقت لين بخفه و هي تتأمل باعجاب الأشجار الكثيره و الورود المختلفه التي تزين الحديقه الكبيره توقفت السياره أمام قصر اقل ما يقال عنه خرافي باضوائه الخافته المريحه للبصر.
حملت لين اوس الذي غط في نوم عميق و تبعت اصلي إلى داخل القصر.
توسعت عينيها و هي تتأمل جمال ماترى...كل شي ېصرخ بالثراء و الاناقه. 
صوت اصلي و هي تنادي إحدى الخادمات ايقضها من شرودها. 
...لين هيا ستاخذك الخادمه إلى غرفتك انت متعبه...سنتحدث لاحقا اذا احتجت إلى شي فأنا موجوده.... 
اكملت اصلي كلامها ثم انسحبت بهدوءإلى إحدى الغرف فيما صعدت لين الدرج بحذر الخادمه التي فتحت إحدى الغرف الموجوده في آخر الممر.
ابتسمت لين باعجاب و هي تشاهد غرفتها الجديده
لقد كانت غرفه واسعه يزينها اثاث عصري يمزج بين اللونين الأبيض و البني...يتوسطها سرير ابيض و ستائر بيضاء انيقه تتوزع بشكل جميل على طول الشرفه الزجاجيه...إلى جانب سجاده ذات فرو ناعم تغطي جزء كبيرا من الارضيه البنيه اللون و اخيرا التلفاز العملاق ذو الشاشه المسطحه.
انتبهت لين إلى بابين صغيرين فتحت الباب الأول لتتسع عينيها و هي ترى
غرفه ملابس كبيره تحتوي على المئات من قطع الملابس النسائيه و احذيه و حقائب من احلى و أغلى الماركات العالميه. مررت لين يديها على الفساتين الملونه باقمشها المختلفه اختارت فستانا بسيطا اسود و وشاحا باللون الأزرق القاتم و حذاء اسود اللون بكعب مسطح ثم توجهت إلى الباب الاخر لتجد حماما كبيرا رائعا مجهزا بمختلف الزيوت العطريه و سوائل الاستحمام.
انتهت لين من أخذ حمام طويل منعش ثم لبست ملابسها و تركت شعرها البني الناعم بتموجاته الطبيعيه الساحره منسدلا على ظهرها تفاجأت بوجود خادمه تحمل صينيه عليها مختلف انواع الاطعمه الشهيه. 
...شكرا لك.... 
لم تفتها نظرات الخادمه و هي تتأمل جمالها الفتاك بدء من عينيها الخضراء و بشرتها البيضاء المائله إلى اللون الوردي و شفتيها المكتنزتين بلونهما الأحمر الطبيعي. و جسدها المغري الذي ظهرت بعض انحناءاته تحت ثوبها الانيق. لقد كانت ايه من الجمال 
الطبيعي رغم قصر قامتها. رواية بقلمي ياسمين عزيز 
ابتسمت لين بلطف قبل أن تعيد سؤالها للخادمه...من فضلك...اريد بعض الملابس...لاوس اخي.... 
...سيدتي هناك غرفه اخرى للصغير.... اجابتها الخادمه و غادرت تاركه لين في حيره. فالسيده اصلي خصصت لهما غرفتين منفصلتين لكن لماذا هي مجرد ضيفه لماذا كل هذا الاهتمام كان يكفيها ان تعطيها غرفه صغيره عاديه. 
قطع تفكيرها صوت أخيها و هو يهزها من كتفها قائلا و هو مازال يتثاءب ... اختي انا جوعان خلينا ناكل.... 
اسبوع تجلس لين بجانب اصلي في الحديقه تترشفان  الشاي. عاده صباحيه جديده اكتسبتها لين منذ أن جاءت إلى القصر...ففي كل صباح تأخذها اصلي هي اوس و تجوب بها أطراف الحديقه الواسعه. 
شاهدت لين انواعا كثيره من الورود النادره و الأشجار الكبيره...و استمتعت بركوب الاحصنه مع اصلي و اوس رغم خۏفها و اكتشفت ان اصلي ارمله تزوجت بعد قصه حب كبيره جمعتها مع زميل لها في الجامعه عندما كانت تدرس الاقتصاد بإحدى الجامعات في لندن و لكنها فقدته في حاډث سير مريع منذ ثلاث سنوات و بالرغم من أن زواجها استمر لأكثر من اربعه عشر عاما الا

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات